أكد رئيس الحكومة الجزائرية أيمن عبد الرحمن أن هناك إرادة سياسية قوية من أجل تعزيز دور المرأة وضمان حقوقها، وتعزيز مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية، بالشكل الذي يستجيب لتطلعاتها، ويرتقي إلى مستوى التضحيات التي قدمتها، مشيرا إلى أن هذه الإرادة السياسية ترجمتها الدولة كمبادئ دستورية راسخة.
جاء ذلك خلال كلمته بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي، اليوم / السبت / بالجزائر العاصمة، حول "نضال المرأة الجزائرية من ثورة التحرير إلى مسيرة التعمير"، بحضور عدد من الوزراء العرب المكلفين بشؤون المرأة ولفيف من أعضاء الحكومة الجزائرية.
وأوضح عبد الرحمن أن المرأة الجزائرية المقاومة والثائرة أثبتت مكانتها في ساحة النضال والكفاح من أجل استقلال البلاد، فقدمت صورة مشرفة ورائعة عن وقوفها مع أخيها الرجل أمام همجية الاستعمار، استلهمت منها العديد من حركات التحرر عبر العالم تجاربها.
وأضاف أن المرأة الجزائرية دائما، وفي الأوقات العصيبة التي مرت بها الجزائر على مر التاريخ، كانت درعا صلبا وحصنا منيعا للذود عن حمى الوطن، حيث يحتفظ التاريخ بصور ومشاهد ناصعة رسمتها الـمجاهدة "لالة فاطمة نسومر"، ورفيقاتها ممن سرن على دربهن من الـمجاهدات الثائرات ضد الظلم والتحقير للمجتمع، أمثال "حسيبة بن بوعلي، فضيلة سعدان، مليكة قايد، وجميلة بوحيرد، وجميلة بوعزة، وجميلة بوباشا".
وأشار رئيس الحكومة الجزائرية إلى أن الدور الكبير، الذي لعبته المرأة في معركة التحرير لم ينقطع، بل تواصل فيما بعد، في معركة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى؛ ألا وهي معركة البناء والتشييد، لاسيما في ظل الدمار، الذي خلفه المستعمر على جميع الأصعدة، حيث كان لها دور كبير وبنفس العزيمة والإرادة في إعادة بناء أسس الدولة وقواعدها.
وأضاف أن هذه المحطات الناصعة والمتميزة من مساهمة المرأة في الـمجتمع قابلتها إرادة سياسية قوية من أجل ضمان حقوقها، وهو ما تشهد عليه الأرقام والإحصائيات، فالعديد من القطاعات تجاوزت فيها نسبة الأيدي العاملة من النساء أكثر من 50 %، كقطاع الصحة، والتربية، والتعليم، كما تجاوز عدد الطالبات فـي الجامعة الطلبة بكثير، وحتى تلك المهن التي كانت إلى وقت قريب، حكرا على الرجال، كأجهزة الأمن، والجمارك، والحماية الـمدنية، سجلت منحى تصاعديا في توظيف العناصر النسائية، وفتحت الباب أمامها لتولي الـمناصب القيادية والـمسؤولية، والأمر كذلك فـي صفوف الجيش و القضاء.
ونوه بأن برنامج الرئيس الجزائري الذي تعمل حكومته على تطبيقه تضمن مواصلة العمل على التمكين الاقتصادي للمرأة، وتحسين وضعها، وتعزيز حقوقها، وحمايتها من كل أشكال العنف، وإنشاء آليات لتعزيز مشروعاتها التنموية لاسيما في المناطق الريفية.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس مجلس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمن أن حكومته عازمة على المضي قدما نحو تعزيز المكتسبات التي تحققت للمرأة، والعمل على تنسيق الجهود على كل المستويات، وفق منهج تشاركي لتعزيز قدراتها وإبداعاتها فـي الإنخراط فـي مسار التنمية الاقتصادية لبلاده.