علقت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية على مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية أمريكية استهدفته في أفغانستان، قائلة: إن الأمر استغرق ما يقرب من 21 عاما غير أن الولايات المتحدة تمكنت من إزاحة زعيم القاعدة أيمن الظواهري أخيرا عن ساحة المعركة الإرهابية، ورأت أن هذه الضربة يتعين أن تكون بمثابة تحذير لطالبان من أن مساعدة القاعدة تمثل استراتيجية سيئة للبقاء.
ونقلت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الثلاثاء/- عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله الليلة الماضية: إن الظواهري- الذي كان نائبا لأسامة بن لادن منذ فترة طويلة- قتل في عملية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان والتي أكد آخرون أنها غارة بطائرة بدون طيار.
وأضافت الصحيفة أنه مثلما أشار بايدن، فإن الضربة تجلب قدرا آخر من العدالة لضحايا هجمات 11 سبتمبر التي قتلت ما يقرب من 3000 أمريكي على الأراضي الأمريكية، وشارك الظواهري، البالغ من العمر 71 عاما في تأسيس القاعدة، كما ساعد بن لادن في إنشاء تنظيم كان بمقدوره أن ينشر الفكر الراديكالي ويقتل الأبرياء دون ندم.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الضربة هي أول عملية أمريكية معلنة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان منذ مغادرة الولايات المتحدة الفوضوية، مضيفة أنه لأمر مشجع أن تتمكن الولايات المتحدة من تنفيذ العملية بعد فقدان مراكز التصنت على الأرض، غير أنه لا يضمن- في الوقت ذاته- أن الولايات المتحدة يمكنها تتبع العديد من معسكرات وعملاء القاعدة وتنظيم داعش الذين ما زالوا يعملون في البلاد.
وأشاد بايدن بالعملية باعتبارها انتصارا للمخابرات الأمريكية، غير أن الظواهري كان من المستعصي كشفه لأكثر من عقدين، وقال بايدن إنه كان موجودا قبل بضعة أشهر في كابول، العاصمة الأفغانية حيث كان يسعى للم شمل عائلته وإنه ربما تخلى عن حذره بعد أن استولت طالبان على كابول وطردت الولايات المتحدة من أفغانستان في أغسطس الماضي.
ومن جانبه ندد متحدث باسم طالبان بالهجوم ولكن الصحيفة رأت أن اكتشاف الظواهري في كابول يوحي بوجود تعاون وثيق بين طالبان والقاعدة، لقد وفرت طالبان ملاذا للقاعدة قبل 11 سبتمبر 2001 ومن المستحيل التصديق بأن مسؤولي طالبان لم يكونوا يعرفون أن الظواهري كان في وسطهم، إذ تقدم طالبان الملاذ الآمن للجهاديين حتى لو لم ينضموا إلى مؤامراتهم لضرب الولايات المتحدة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بالقول إنه يتعين أن تكون هذه الضربة تحذيرا لطالبان من أن مساعدة القاعدة تمثل استراتيجية سيئة للبقاء، وإنه إذا قام الإرهابيون المتمركزون في أفغانستان بحياكة المؤامرات وقتل الأمريكيين، فيتعين على طالبان أن تدرك أن قادتها سيكونون أهدافا أيضا.