الجمعة 17 مايو 2024

خبير اقتصادي: التوتر بين واشنطن وبكين بشأن تايوان يُنذر بكارثة على الاقتصاد العالمي

رمزي الجرم

اقتصاد3-8-2022 | 19:23

أنديانا خالد

تعليقا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس  الثلاثاء لتايوان، قال الخبير الاقتصادي، رمزي الجرم، إن الولايات المتحدة الأمريكية، بات لديها اصرارا شديدا على جر العالم نحو حرب عالمية جديدة، فعندما يلوح في الأُفق بوادر لإنهاء الأزمة الأوكرانية الروسية، تشتعل أزمات جديدة مصدرها أمريكا ومن وراءها  المعسكر الغربي.

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن هذا قد يؤدي لمواجهة محمومة بين بكين وواشنطن، ويضع العلاقات الاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم على صفيح ساخن، حيث وصفت الصين على لسان رئيسها خلال مباحثات هاتفية بأن واشنطن تلعب بالنار، على خلفية أن الصين ترى أن زيارة مسئول أمريكي رفيع المستوى ، لتايوان، والتي تعتبر الأولى منذ نحو 25 عاماً؛ تحمل اعترافاً ضمنياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية باستقلال تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءاً أساسيا من أراضيها.

وأشار إلى أن أي توتر إضافي بين أكبر قوتين في العالم اقتصاديا وعسكريا، سوف تكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمى، خصوصا في تلك الفترة شديدة الحساسية على خلفية الحرب الأوكرانية الروسية، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين بكين وواشنطن يتجاوز  657 مليار دولار بنهاية عام 2021، حيث استوردت أمريكا منتجات من الصين بنحو 506 مليار دولار، وفي المقابل، استوردت الصين منتجات من الصين بنحو 150 مليار دولار بنهاية عام 2021.

وتابع أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جون بايدن تدرس جديا، تخفيف التعريفات الجمركية والرسوم التي سبق فرضها من قبل إدارة ترامب على الواردات الصينية خاصة المنتجات التكنولوجية، بهدف تخفيف حدة التضخم في أمريكا والذي بلغ مستويات لم يسجلها منذ نحو 40 عاما.

وأكد أن أية توترت تحدث بين بكين وواشنطن، سوف يكون لها تداعيات سلبية شديدة على الشركات الغربية، بالاضافة إلى أن أرباح الشركات الامريكية في الصين سوف تتراجع بشكل ملحوظ إذا ما أشتدت الأزمة بين القوتين، حيث بلغت أرباح شركة آبل الأمريكية ما يعادل 68 مليار دولار في الصين بنهاية عام 2021، وهو ما يعادل 9٪ من إيرادات الشركة، كما بلعت أرباح استرازينيكا البريطانية في الصين نحو 6 مليار دولار، ما يعادل 16٪ من أرباحها الإجمالية.

وأشار إلى أن تايوان، تعد العمود الفقري لسلاسل التوريد العالمية، خاصة في مجال التقنيات الرقمية وآشباه الموصلات، فضلا عن أهمية قطاع التصنيع التكنولوجي في نمو قيمة الصادرات في تايوان، والذي يجعل اقتصادها واحدا من أكبر الاقتصادات العالمية، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها نحو 620 مليار دولار بنهاية 2021،  تبلغ صادرات تايوان للصين نحو 126 مليار دولار بنهاية 2021، مقابل واردات  من الصين بنحو 82.5 مليار دولار.

وأضاف  أن الولايات المتحدة، ترى أن استقلال تايوان، سيضمن لها عدم قدرة الصين على السيطرة على صناعة أشباه الموصلات في العالم، لأن تلك  الصناعة تُعَد واحدة من أهم الصناعات التي تعتمد عليها التكنولوجيا الحديثة، والتي تتطور بشكل سريع للغاية.

وأكد أن الأزمة بين واشنطن وبكين، سيؤثر على الاقتصاد المصري بالسلب، نتيجة أن مصر تستورد نحو  40٪ من السلع الاساسية وغيرها من الصين، فضلا عن أن أية حرب بين واشنطن وبكين، سوف تجلب على العالم أجمع، أزمات طويلة مزمنة وغير محسوبة، بما يلحق الضرر بالاقتصادات العالمية كافة دون استثناء.