الإثنين 24 يونيو 2024

(صوت أمريكا): ما يقارب ربع سكان سريلانكا يعانون نقص الغذاء

نقص الغذاء

عرب وعالم5-8-2022 | 18:45

دار الهلال

كشفت وكالة (صوت أمريكا) الإخبارية اليوم /الجمعة/ أن هناك دائمًا طابورا طويلا ينتظر الدخول إلى عشرات المطابخ المجتمعية التي تم إنشاؤها في سريلانكا من قبل المنظمات غير الربحية والجمعيات الخيرية في الأشهر الأخيرة حيث يعاني ما يقرب من ربع سكان الدولة من نقص الغذاء. 

ونقلت الوكالة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- عن موزيس أكاش المدير الوطني لمؤسسة خيرية في كولومبو التي افتتحت 12 مطبخًا مجتمعيًا في يونيو الماضي قوله إن التضخم الجامح أدى إلى جعل تكلفة الطعام باهظة الثمن بالنسبة للملايين.

وقال أكاش "حتى اليوم كان علينا إعادة بعض الأشخاص دون الحصول على وجبات بعد تقديم أكثر من 300 وجبة"، و"الناس يائسون، على سبيل المثال ، تدفع إحدى العائلات والدتها على كرسي متحرك لمسافة 5 كيلومترات، وإن بعضهم يعيش بوجبة واحدة فقط".

وأضاف اكاش: "بدأنا في تقديم وجبات مطبوخة عندما أدركنا أن الكثير من الناس لا يمكنهم استخدام الحصص الجافة التي كنا نوزعها". 

وأوضحت ألوكالة أن هذه الأنواع من المبادرات تعمل على تخفيف معاناة الكثيرين في الوقت الذي تكافح فيه سريلانكا الانهيار الاقتصادي المدمر حيث قال اكاش إن مطابخهم تطعم حوالي 1800 شخص يوميًا.

ولفتت إلى أنه مع ذلك فإن هذه الجهود بالكاد يمكن أن تلبي جزءًا بسيطًا من الاحتياجات الهائلة في بلد لا يحصل فيه أكثر من ربع سكانه البالغ عددهم 22 مليون نسمة على الغذاء الكافي، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.

وقال عبد الرحيم صديقي مدير برنامج الأغذية العالمي في سريلانكا -في مقابلة مع (صوت أمريكا)- إن حوالي 6.3 مليون شخص في سريلانكا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وإن هذا يعني أنهم غير قادرين على الوصول إلى نظام غذائي مغذي على أساس منتظم، من بينهم حوالي 5.3 مليون شخص إما يقللون من وجباتهم أو يتخطون وجباتهم.

وأكدت الوكالة أن انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي بشكل قياسي جعل من الصعب استيراد الغذاء والوقود في بلد يعتمد على شحن العديد من السلع الأساسية من الخارج، وتفاقمت المشكلة بعد التحول المفاجئ إلى الزراعة العضوية التي أمرت بها الحكومة العام الماضي مما أدى إلى تقليص المحاصيل المحلية - فقد حوالي نصف محصول الأرز العام الماضي. وقد تم رفع حظر الأسمدة الكيماوية منذ ذلك الحين لكن النقص جعل الغذاء أكثر ندرة، ونتيجة لذلك ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وبلغ تضخم أسعار المواد الغذائية 90٪ الشهر الماضي. وتضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والخضروات كما أن أسطوانات غاز الطهي باهظة الثمن وقليلة الإمداد، مما يجعل من الصعب على الكثيرين الحفاظ على نيران المطبخ مشتعلة.

ولفتت إلى أن هناك عقبات أخرى، فقد أدى النقص الحاد في الوقود إلى تقييد المواصلات العامة بشدة ما جعل من الصعب على المتطوعين القدوم، وأن الأكثر تضرراً هم فقراء الحضر والأسر الريفية الذين عانوا بالفعل من سوء التغذية لفترة طويلة.
بينما قال صديقي إن 70% من أطفال سريلانكا يعانون من التقزم حتى قبل تفشي جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية.

وتفاقمت أزمة الجوع بسبب خسائر الدخل في قطاعي النقل والسياحة اللذين تضررا بشدة ، وهما الدعائم الأساسية لاقتصاد البلاد والمولدات الضخمة للدخل.

وأعربت الوكالة عن خشيتها أن تشهد الأشهر القادمة ارتفاعًا إضافيًا في أسعار المواد الغذائية حيث يواجه المزارعون مرة أخرى نقصًا في الأسمدة والوقود لأن الحكومة التي تعاني من ضائقة مالية غير قادرة على تمويل مشترياتهم، وأثار ذلك مخاوف من أن ينخفض ​​الإنتاج الزراعي للعام الثاني.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي برنامجًا طارئًا يهدف إلى الوصول إلى أكثر من 3 ملايين من الفئات الأكثر ضعفًا من السكان ، مثل النساء الحوامل والمرضعات وأطفال المدارس. 

كما قال الرئيس السريلانكي الحالي رانيل ويكرمسينج للبرلمان هذا الأسبوع إن البلاد تتفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة الإنقاذ ، وستستأنف المناقشات بشأن برنامج مدته أربع سنوات يمكن أن يوفر ما يصل إلى 3 مليارات دولار هذا الشهر.

ومع ذلك ، قد يستغرق وضع الاتفاقية النهائية شهورًا، وحذر ويكرمسنغ الشهر الماضي من أن البلاد ستواجه صعوبات في عام 2023 أيضًا بينما يصف المراقبون الوضع بأنه "كارثي" بالنسبة للفقراء.