الجمعة 27 سبتمبر 2024

"الأهرام": التأكيد على الأمن القومي مطلب حيوي في كل الأوقات

القوات المسلحة المصرية

أخبار8-8-2022 | 09:22

دار الهلال

ذكرت صحيفة "الأهرام"، في افتتاحيتها اليوم الإثنين، تحت عنوان "الوعى بالأمن القومى المصري"، أنه في الوقت الراهن، فاقت أنماط الأخطار التي تواجهها الدول في أوقات السلم وفي أوقات الحرب، مشيرة إلى أنه أصبح التأكيد على الأمن القومى مطلبا حيويا فى كل الأوقات، وأنه في عصر الحروب التقليدية، كان هناك عدو ظاهر ومحدد يتمثل فى الجيش المعادي، أما في أوقات السلم والحروب العصرية، فإن الأعداء غير محددين ويصعب تحديد أنماط حروبهم.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قدم فى اللقاء الذى أجراه مع طلبة الكلية الحربية، إطلالة عامة على طبيعة التحديات التى تواجهها الدولة، ودور القوات المسلحة فى مواجهتها، وأكد الرئيس أن دور القوات المسلحة المصرية لم يقتصر على حماية الدولة بالدم فى مواجهة الإرهاب والتطرف، ولكن تضمن أيضا عملية دعم وإدارة التنمية مع الحكومة، وبينما يعرف الشعب المصرى هذا الدور ويقدره، فإن الأشرار فقط هم الذين يفتقدون البصر والبصيرة التي تمكنهم من رؤية ذلك.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس ركز على النمط المصرى فى إدارة الأزمات، وهو النمط الذى يعتمد على الصبر الاستراتيجي، الذى يعنى عدم الانجرار وراء استدعاءات المخاطر ودعوات الحروب، التى يفرضها الآخرون، والمدفوعة بحسابات اللحظة الطارئة، وتوفير كل الظروف لدراسة الموقف الاستراتيجى بهدوء، مع فتح الباب لحسن تقديرات الآخرين أيضا، وبما يمكن من حسابات عميقة بعقول باردة وتقديرات للمصالح والمخاطر بدقة وشمول.

وأشارت إلى أن هذه الفترة الحسابات والتقديرات تدفع الآخرين - إن كانوا حسنى النية - إلى توخى الحكمة وعدم الإضرار، وتبقى هذه العملية للصبر الاستراتيجى منهمكة فى تقديراتها المعقدة ومنخرطة فى المراقبة الشديدة لسلوك الآخرين ووزن تصرفاتهم، فى الحسابات الخاصة بالذات، حتى يتأكد أن الإصرار على هذا السلوك، مصدره سوء نية أو سوء تقدير، وساعتها يكون للأمر حساباته الأخرى.

وأكدت الصحيفة أن هذا النمط من الصبر الاستراتيجى الخاص مبعثه حكمة الدولة المصرية الناتجة من خبراتها مع الحروب الحديثة، ومن تاريخها الممتد لآلاف السنين، فضلا عن دراستها الواعية لتجارب الآخرين مع الحروب، فى ظل الحياة الدولية المعاصرة، التى قد تُدفع فيها الدول، أو تندفع، إلى حروب طويلة فى الوقت الخطأ، فتنحرف توجهاتها دون قصد، بما يخصم من شعوبهم عقودا، كان يمكن استغلالها فى البناء الوطنى والتنمية.

ورأت الصحيفة أن تكريس مدرسة الصبر الاستراتيجى فى العقل المصرى يتطلب امتلاك الوعى وأدواته، ويحتاج من الكتاب والمفكرين والمثقفين - كما أكد الرئيس - إلقاء الضوء على دور القوات المسلحة فى حماية الدولة.