السبت 28 سبتمبر 2024

«الداخلية» تثار لشهداء كمين البدرشين بتصفية 4 إرهابيين بأكتوبر

26-7-2017 | 23:28

مازالت أجهزة وزارة الداخلية بالتنسيق مع الأمن الوطني توجه المزيد من الضربات الإستباقية الناجحة للذراع المسلح للجماعة الإرهابية "حركة حسم".

وقد نجحت أجهزة الأمن بعد 16 يوما من الهجوم الإرهابي علي سيارة شرطة بمنطقة البدرشين جنوب الجيزة، الحادث الذي أسفر عن استشهاد 5 من أفراد الشرطة في الثأر للشهداء، وتصفية 4 من عناصر الحركة اتخذوا من شقة بمنطقة أبو الوفا بأكتوبر، لانطلاقهم للقيام بأعمال إرهابية مسلحة، وإعداد الخطط لتنفيذ العمليات الإرهابية من خلال تنسيقهم مع قيادات الحركة الهاربين إلى الخارج.

وقد تمكنت أجهزة الأمن من تحديد الأوكار التابعة لهم، وتوجهت مأمورية خاصة من الأمن الوطني والجيزة والعمليات الخاصة حيث تم إخلاء الشارع من المارة، وعندما أستشعر المتهمين بتواجد رجال الأمن أطلقوا أعيرة من الرصاص من بنادقهم الآلية صوب رجال الشرطة، ألا أن يقظة رجال الأمن تمكنت من السيطرة علي الموقف وتصفية 4 من أهم وأخطر كوادر الحركة التي تستهدف مناطق جنوب الجيزة في الآونة الأخيرة.

وتبين المتهمين أنهم تلقوا تدريبات بالمنطقة الصحراوية بمحافظات الفيوم والصعيد، وقامت كوادر الحركة بإرسالهم إلى الجيزة لتنفيذ العمليات الإرهابية بعد توفير الدعم اللوجستي من سلاح ومتفجرات وذخائر لتحويل محافظة الجيزة إلى وكر لانطلاق العمليات بين محافظتي الجيزة والفيوم.

تفاصيل العملية

وقد حصلت بوابة الهلال اليوم على التفاصيل الكاملة لعملية تصفية العناصر الإرهابية بأكتوبر الذين تورطوا في حادث الهجوم على سيارة شرطة بمنطقة أبو صير بالبدرشين، وكشف جيران المتهمين بمنطقة أبو الوفا بالسادس من أكتوبر بالعقار رقم 123 والمكون من 4 طوابق، حيث أنهم استأجروا شقة منذ أكثر من 20 يوما وكانوا يترددون عليها بصفة يومية وفي أوقات متأخرة من الليل، ولم نكن نعلم أنهم إرهابيين، وأضاف الجيران أن المتهمين كانوا قد أطلقوا شعرهم الكثيف والطويل وكانوا يقوموا بربطه "بتوكه" لتمويه رجال الأمن والأهالي وعدم الشك فيهم بأنهم إرهابيين.

وتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية وقاده اللواء محمود شعراوي مساعد وزير الداخلية للأمن الوطني واللواء هشام العراقي مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواء إبراهيم الديب مدير المباحث.

فقام فريق البحث بوضع خطة أمنية محكمة للقبض علي الجناة عن طريق تتبع خط سير هروب الجناة، واستخدام وسائل التقنية الحديثة من قطاع الأمن الوطني وقطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية ومراجعة قاعدة بيانات العناصر الإرهابية الهاربة بالمنطقة وتحديد محل أقامتهم وعمل التحريات اللازمة وتأمين المنطقة وأخلاء الشارع من المارة وطلبوا من سكان المنطقة بإغلاق النوافذ وأبواب الشقق خوفا علي حياتهم.

الوصول للجناة

وكشفت معلومات قطاع الأمن الوطني النقاب عن رصد تورط إحدى البؤر التكفيرية التى ينتهج عناصرها أسلوب العنف بمنطقة جنوب الجيزة ويتولى مسئوليتها الهارب حسن محمد أبوسريع عطاالله – شهرته /حسن وزة (مطلوب ضبطه فى القضية رقم 268/2015 جنايات عسكرية " حادث التعدي على حراسة سفارة النيجر بالجيزة") فى تنفيذ الحادث.

 وأضافت المعلومات باضطلاع الهارب المذكور بتنفيذ الحادث وبصحبته أثنين من عناصر مجموعته هما  عماد صلاح عبد العزيز محمد جمعة "حركى/عباس" و عز عيد محمد مليجى "شهرته/عز الأسود"، بينما تولى آخرين من عناصر ذات البؤرة عمليات الرصد والإيواء وإخفاء الأسلحة.

تحديد الوكر وتصفيتهم

علي الفور تم تكثيف جهود البحث بمعرفة أجهزة الوزارة توصلاً لمكان اختبائهم، حيث أمكن رصد اتخاذهم من وكرين بمدينة السادس من أكتوبر وشارع فيصل بالهرم مقاراً للاختباء، فتم عقب طلب نيابة أمن الدولة العليا استخراج إذن باستهدافهما في توقيت متزامن، حيث بادرت عناصر الوكر الأول (منطقة السادس من أكتوبر) بإطلاق النيران على القوات، مما أضطرها لمبادلتهم التعامل، وأسفر ذلك عن مصرع أربعة عناصر، وهم حسن محمد أبو سريع عطا الله، وعماد صلاح عبد العزيز محمد جمعة "منفذي الحادث"، وأحمد ربيع أحمد عبدالجواد، وعبد الرحمن محمد عبد الجليل محمد الصاوى، "شاركوا فى رصد تحركات القوة الأمنية وبتفتيش المكان عثر على  4 بنادق آلية" من بينها إثنين من المستولى عليهما بالحادث، وطبنجة "تم الإستيلاء عليها بالحادث"  بالإضافة إلى كميات من المواد المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة.

وأكد مصدر أمني أن الأسلحة الخاصة بالشرطة التي سرقها الإرهابيون عقب حادث البدرشين، تبين أنها تحمل نفس المواصفات ونفس أرقام السلاح المدونة علي الماسورة الخاصة بالشهداء في الحادث.

وأضاف أن المتهمون كانوا يخططون لتنفيذ عدة علميات إرهابية بمناطق جنوب الجيزة والفيوم، وعدة محافظات أخري بالوجه القبلي، والتي لها ظهير صحراوي يمكنهم الهروب إليها عقب تنفيذ عملياتهم.

وكشفت مصادر أن أجهزة الأمن قامت بمداهمة وكر إرهابي بفيصل وألقت القبض علي عناصر إرهابية بداخله ينتمون لحركة حسم بداخها.

وداخل مساكن أبو الوفا فى مدينة السادس من أكتوبر، ويقول أحد الشباب الذي يقطن بالطابق الأول من العقار ذاته رفض ذكر اسمه، أن اثنين قد قاموا  باستئجار الشقة منذ حوالي أسبوعين، ولم يكن لهم أى تعامل أو اختلاط مع باقي سكان العمارة، وعن أوصافهم يقول أنهم كانوا غرباء فى أشكالهم بعض  الشيئ، فتميزوا بطول الشعر مع ربطه بـ" توكة"، وارتداء السلاسل، وتمائم الحظ، وهو ما أثار اندهاشهم.

 وأضاف أنهم كانوا يبدأوا بالنزول من الشقة أواخر النهار بعد العصر، وفوجئوا فى الساعة السابعة من ليلة أول أمس بقوات أمنية كثيرة تطوق المنطقة وتحاصر العقار، وطلبوا من السكان عدم فتح الشبابيك وعدم النزول إلى الشارع، ثم سمعنا دوى إطلاق رصاص كثيف فى العقار فور صعودهم إليه.

وقالت إحدى السيدات تعمل في المنطقة أننا لا نعرفهم، وأسلوب مظهرهم كان غريب بعض الشئ، وأضافت أنهم كانوا لا يبيتون فى الشقة، ويتخذونها فقط للتجمع، وأشارت أنهم كانوا كثيري الصعود والنزول من وإلى العقار أثناء اليوم، وتقول ربة منزل تسكن بالعقار لا نعرف عنهم أي شيئ منذ تواجدهم هنا، حيث لم يكن لهم اختلاط وعلاقة مع أي شخص بالمنطقة أو سكان العقار سوى إلقاء التحية فقط أثناء صعودهم ونزولهم إلى الشارع.