الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن

في ذكرى رحيلها.. هند رستم أسقطت حسن الإمام على أرض البلاتوه!

  • 8-8-2022 | 21:40

هند رستم وحسين رياض

طباعة
  • خليل زيدان

رغم أن المخرج عاطف سالم هو أول من أتاح الفرصة للفنانة القديرة هند رستم ومنحها البطولة في فيلم "جريمة حب"، الذي عرض لأول مرة في 1 يناير 1955، واحتلت هند أفيش الفيلم بصورة أكبر من البطلين مريم فخر الدين وعماد حمدي، إلا أنها كانت تدين بالفضل للمخرج حسن الإمام، فهو من أخرج روائع أفلامها.

وفي ذكراها نروي كواليس مشهدًا أسقطت بسببه المخرج حسن الإمام على أرض البلاتوه.  

من الواضح أن عام 1955 كان عام السعد في مسيرة هند رستم السينمائية، فهي التي بدأت كومبارس وقامت بأدوار ثانوية من عام 1947 إلى أن تبدأ البطولة بداية من عام 1955 بثلاثة أفلام، أولها فيلم "جريمة حب" لعاطف سالم، ثم فيلم "بنات الليل" للمخرج حسن الإمام، الذي وضع اسم هند كثالث اسم على الأفيش وفوقه تنويه "الوجه الجديد"، والاسم الرابع كان للعملاق حسين رياض، وعرض الفيلم في مارس 1955، أما الفيلم الثالث في نفس العام فكان فيلم "الجسد" لحسن الإمام أيضا، وعرض في يوليو من نفس العام.

روت هند رستم ذكرياتها الأولى مع حسن الإمام وحسين رياض في أول فيلم لها معهما في مجلة الكواكب عدد 27 مارس 1956، تحت عنوان "ضحكات ودموع أمام الكاميرا".. وقالت في فيلم "بنات الليل": «تعلمت كيف أترك الأوهام التي تدور برأسي أمام الكاميرا»، فقد كان هناك مشهدًا لها أمام العملاق حسين رياض، وكان دوره في الفيلم شيخ وقور، تذهب إليه "الراقصة" التي يتعلق بها ابنه، وكانت تقوم بالدور هند رستم، فيطلب منها الابتعاد عن ابنه، فتوجه له في نهاية المشهد عبارة كالقذيفة تصيب الهدف المرسوم وهي: «إن الله يغفر للناس، فكيف لا يغفر لي المخلوق».

وقفت هند أمام حسين رياض لبدء تصوير المشهد، فإذا به يسرح سرحته الفنية ليتقمص الدور، فبدا الرجل لها ذي مهابة وجلال، فاضطربت هند من الداخل واعتقدت أنها لن تقدر على نطق أي كلمة أمام حسين رياض، والتفتت إلى حسن الإمام وذهبت إليه سريعًا لتسر إليه ما في نفسها، فقال لها المخرج: «اعتبري نفسك وحيدة أمام الكاميرة .. وانسي كل شئ ما عدا الحوار الذي ستلقيه» .. وبالفعل نفذت هند النصيحة، لتفيق من مودها على تهنئة حسين رياض لها على حسن الأداء.

أما المشهد الذي أبكى الجميع بالفعل، فهو عندما أصيبت البطلة التي تجسدها هند بمرض في الصدر، ويخرج حسين رياض من السجن حطامًا، ويقبل كمال الشناوي فتى أحلامها ليطلب يدها، يحدث ذلك في الوقت الذي يفكرون فيه بنقلها إلى المستشفى، ويذهب الشناوي ليأت بالمأذون، وبعده يدخل حسين رياض عليها وهي طريحة على فراش المرض ليخبرها بوجود سرير خال لها بالمستشفى.

تنهض "البطلة" هند رستم عن وسادتها قليلًا وتطلب فستان الفرح الذي أعدته من قبل، فيحضرونه لها وهم يخفون دموعهم، ثم يدخل كمال الشناوي ويراها بفستان الفرح فيقول لها أن المأذون في الطريق، فتقول لكمال الشناوي "طلعني على السرير".. تقول تلك الجملة في وهن شديد بعدما تمكن منها المرض، فتنهمر الدموع حقيقة من أعين حسين رياض وكمال الشناوي اللذان يعلمان أن نهايتها وشيكة وهي في طريقها إلى القبر، ويسود في البلاتوه الصمت الرهيب من جلال المشهد، وهنا سمعت هند صوت ارتطام جسم بالأرض، ورغم تعليمات المخرج لها بألا تترك دورها حتى لو تهدم الأستوديو، إلا أنها دون وعي نظرت إلى المخرج حسن الإمام، لتجده هو الذي سقط على الأرض.

حين أفاق حسن الإمام، قال أنه لم يعتقد أبدًا أنهم كانوا يمثلون، فكل ما في المشهد كان طبيعيًا للغاية، الحزن والأسى والألم والدموع، فأغمى عليه من روعة الآداء ولم تتحمل أعصابه هول المشهد، فهند رستم أنست المخرج أنه يخرج أعظم مشهد في حياتها.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة