الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

مصر جمال حمدان.. وتخاريف هذه الأيام

  • 16-8-2022 | 21:51
طباعة

مؤخرًا وعلى مدار الشهور وربما السنوات القليلة الماضية، شهدت مصر وما زالت تشهد ما بين فترة زمنية وأخرى موجة عاتية من التشكيك ومحاولة محو  الثوابت التاريخية المصرية والقضاء عليها من ذاكرة المصريين، لا سيما من ذاكرة الجيل الجديد من الشباب.

كانت هذه المحاولات كاشفة في فهم العديد من الخيوط المتشابكة للعبة شيطانية تتربص بالتاريخ المصري وثوابته، وللأسف كان من بين المتورطين بعض من علماء كبار سنًا ومقامًا تم استدراجهم للمشاركة في هذه اللعبة الخبيثة.

والذي تكشف لي عند الاقتراب من آراء وتصريحات هؤلاء، أننا نعيش ما هو أقرب إلى مؤامرة كبرى لا تستهدف تاريخ مصر فقط، وإنما نيلها ومصادر حياتها وبقائها.

الفارق الأساسي هذه المرة في النظرة لما يتحدث به ويستند إليه هؤلاء من معلومات وآراء هو أننى عرفت وفهمت سبب استعجالهم الانقضاض على ثوابتنا التاريخية ومحاولة العبث والتشكيك بها رغم إيمانهم الشديد بسلامتها وصحتها، قلت لنفسي في ظل الغياب الملحوظ للعلماء والمتخصصين المعارضين لهذه الآراء والمزاعم الكاذبة على شاشات الفضائيات، فأنهم يحاولون الآن الانتهاء من مهمتهم المكلفين بها.

لكن تبقى منصات السوشيال ميديا والمراجع والكتب المطبوعة جبهة قوية وأسلحة فتاكة مدعمة بالبرهان الصحيح، نجحت إلى حد كبير في التصدي لهذه المؤامرة، يكفي أن من بين هذه الأسلحة ما تتضمنه الكتب المقدسة "التوراة والقرآن" من آيات قرانية رادعة تجهض تلك الآراء الوهمية المزعومة.

يبدو أن العبقري العظيم الدكتور جمال حمدان "أبو الجغرافيا"، كما يطلقون عليه وأحد أهم عباقرة القرن العشرين، هو صاحب كتاب "شخصية مصر" أشهر كتاب يشرح لنا حالة وواقع الشخصية المصرية سواء مصر المكان أو الزمان أو بين «الجغرافيا» و«التاريخ»، يظل دومًا هو السد المنيع ضد كل هذه الافتراءات.
 
فقبل أن يخرج علينا الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في أوائل أغسطس الجاري، ويذكر أن فرعون ليس مصريًا بل من خراسان وأن اسمه وليد بن ريان، ثم يخرج الدكتور عبد الفتاح البنا، وزير الدولة الأسبق لشؤون الآثار في مصر، للرد عليه: بأن "كل هذه الوقائع التي أشار إليها الهلالي  ما هي إلا محاولة لسرقة تاريخ مصر وإحداث تغيير ديموغرافي في معالم الحضارة المصرية القديمة لآخرين".

وراح الوزير الأسبق للآثار يؤكد صحة قوله، إن قصة فرعون واليهود جرت وقائعها في مصر وسجل ذلك كلّه في التوراة، وتذكر انتصار الفرعون أمنحتب الثالث في بلاد الشام ومن ضمنها انتصاره على بني إسرائيل، واكتشفها المؤرخ فلندرز بيتري في الأقصر عام 1896، وقال إن من يريد أن يشكك في جنسية فرعون فعليه أن يشكك في ما ذكرته الكتب السماوية الثلاثة، حول قصة سيدنا موسى وسيدنا يوسف وتوافد يعقوب وأبنائه على مصر.

قبل ذلك كله وحسب تفسيرات بسيطة دونها على صفحة شخصية مصر الكاتب محمد بدوي، مؤلف كتاب العبقري جمال حمدان وابن قرية ناي بالقليوبية، مسقط رأس العبقري.
 
وفي الجزء الثاني من موسوعة شخصية مصر، راح الكاتب يفسر لنا أقوال العظيم جمال حمدان عن مصر وأوصافها وملامحها في الجغرافيا والتاريخ، وقال: مصر هي بالجغرافيا تقع في أفريقيا، أي أن مصر تقع معظمها جغرافيًا في قارة إفريقيا، وبالتاريخ تمت إلى آسيا، أي أن معظم الغزوات التي خاضتها مصر أتت من آسيا وهذا ما صنع التاريخ.

- إنها واحة ضد صحراوية، وهي ليست واحة بل شبه واحة، أي أنها تقع في الصحراء الكبرى الأفريقية والنيل والبحرين جعلوا منها شبه واحة.

- إنها فرعونية بالجد، أي أن أجداد المصريين هم الفراعنة وهذا ممتد منذ زمن بعيد فهي فرعونية في الأساس.

 - عربية بالأب، أي بدخول الفتح العربي تحولت إلى الهوية العربية بعد أن تم التزاوج بين العرب والمصريين وحضن المصريون الحضارة الإسلامية، بعد ما وجدوا في الإسلام العدل والإنصاف وعدم إجبارهم على الدخول فيه بل وحماهم الإسلام من بطش الرومان والبطالمة.

- بجسمها النهري قوة بر، أي نهر النيل جعل لها قوة برية حيث يحمل السفن محملة بالبضائع إلى ربوع مصر بحري وقبلي شمالاً وجنوبًا، ما أدى إلى تنشيط التجارة البرية الداخلية بين المحافظات، فأصبحت بذلك قوة برية. 

هنا تذكرت تحقيق صحفي مثير للكاتب الصحفي الأمريكي بيتر شوارتزشتاين، بشأن مستقبل نهر النيل، يحمل عنوان "وفاة نهر النيل" كان يلوح فيه إلى أزمة المياه المرتقبة التي سيخلفها "سد النهضة الإثيوبي"، بعد الانتهاء من تشييده.

كما جاءت مقدمة التحقيق بعبارة أثارت جدلًا تقول: "نهر النيل، أطول أنهار العالم، مريض ويزداد مرضه خطورة بمرور الأيام.. وللحديث بقية إذا كان في العمر بقية. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة