الأربعاء 5 يونيو 2024

نجوم الطرب غنوا لكل انجازاتها وغالبيتهم لجمال عبدالناصر .. أغاني الثورة .. شاهد عيان

28-7-2017 | 13:51

كتب : خالد فـؤاد

"الأغاني لعبت دورا كبيرا لا يقل أهمية عن خطط الحرب"، مقولة شهيرة وجدت صداها على أرض الواقع، ورغم حرص معظم نجوم الغناء على المشاركة والتواجد بمشاعرهم وقلوبهم فى كافة المناسبات الوطنية بصفة عامة والحروب بوجه خاص. إلا أنه يظل للأغاني التي قدمت بعد قيام ثورة يوليو 1952 مذاق خاص ومختلف عن كافة الأغاني التي قدمت فى المناسبات الأخرى، والحروب الكثيرة والمتعددة التى مرت بها البلاد .

أغاني الثورة

واللافت في الأمر حقا أن عدد الأغاني الوطنية التي قدمها كبار المطربين والمطربات عن ثورة يوليو سواء بعد قيامها أو في الأعوام التالية لذلك "في ذكراها " تعد أضعاف كل الأغنيات التى قدمت فى المناسبات الأخرى، وبالطبع من بينها أغنيات حققت نجاحا كبيرا ولا يزال نجاحها مستمرا حتى اليوم، وأخرى لم يكتب لها النجاح رغم اتفاق الجميع على روعتها وجمالها ربما لعدم تسليط الأضواء عليها بشكل كاف أو بما تستحق.

وعند الحديث عن أغاني الثورة لا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال تلك الأغانى التي قدمت عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكثير من مطربي حقبتي الخمسينيات والستينيات حرصوا على التعبير عن مشاعرهم تجاهه خاصة وقت القرارات الصعبة التي اتخذت وأبرزها تأميم قناة السويس، وبناء السد العالي، وغيرها من القرارات الهامة الأخرى ، ومن ثم تعد تلك الأغنيات بشكل أو بآخر من الأغاني الثورية التي واكبت تلك المرحلة الصعبة في تاريخ مصر.

عبد الحليم حافظ

وباتفاق الجميع كان قيام الثورة فاتحة الخير على المطرب الصاعد بقوة وقتها عبد الحليم حافظ، والذي ولد فنيا قبلها بأعوام قليلة ، وصعد بعدها ليصبح واحدا من أهم مطربي مصر والوطن العربى ليلقبه البعض بـ"صوت الثورة"، ويلقبه آخرون بالصوت المدافع عن جمال عبد الناصر من كثرة الأغنيات التي قدمها له، حيث كان من أوائل المطربين الذين آمنوا بالثورة وحرصوا على الغناء لها، فقد قدم "العهد الجديد" كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي والتي تعد باتفاق كل المعاصرين لها "أول نشيد وطني" بعد الثورة .

كما كان حليم من أوائل المطربين الذين قدموا أغنيات مباشرة لعبد الناصر بعد اختياره من قبل الشعب لرئاسة الجمهورية فقدم له أغنية "إحنا الشعب" كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل، وعاد بعدها بأعوام قليلة تحديدا عام 1960 برائعته "حكاية شعب"، ليحكى من خلالها قصة بناء السد العالي، وراح الشعب يردد معه الأغنية بوجه عام والمقطع الشهير "ضربة كانت من معلم .. خلت الاستعمار يسلم" بوجه خاص، بينما لم تحقق الأغنيتان اللتان قدمهما حليم عند تأسيس الاتحاد الاشتراكي وهما "بستان الاشتراكية " ومن بعدها أغنية "المسئولية" النجاح المرجو منهما وهذا ما حدث أيضا مع أغنية "حبيب الملايين" التي قدمها بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.

ورغم اتفاق خبراء وأساتذة الموسيقى على أن أغنية "مطالب شعب" التي كتبها المبدع الراحل أحمد شفيق كامل وقدمها حليم فى العيد العاشر للثورة عام 1962 تعد من أقوى وأهم هذه الأغنيات حيث تم فيها وضع مجموعة من المطالب التى يريدها الشعب من الزعيم ، إلا أنه لم يكتب لها نفس القدر من النجاح الذي تحقق للأغنيات الأخرى التى قدمها حليم سواء السابقة لها أو اللاحقة عليها، ولعل أبرزها "صورة" كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل وقدمت لأول مرة عام 1966؛ ناهيك عن أغنياته الوطنية الأخرى الخالدة التى قدمها عن الثورة ومنها "ثورتنا المصرية" كلمات مأمون الشناوى وتلحين رءوف ذهني، و أغنيته "بستان الاشتراكية" تأليف جاهين وتلحين محمد الموجى وتحدث العندليب فيها عن السد العالي والاشتراكية التى ساوت بين العالم والعامل ، وهكذا فقد وصل عدد الأغاني التي قدمها حليم للثورة ولجمال عبدالناصر نحو 48 أغنية ، بخلاف الأغاني التي أطلقها بعد نكسة يونيه 1967 في محاولة لتجاوز الأزمة ومنها "المسيح" و "عدى النهار ".

أم كلثوم

ورغم أن عدد الأغاني التي قدمتها كوكب الشرق أم كلثوم سواء عن الثورة أو عن عبد الناصر نفسه لم ترق لنفس العدد الذي قدمه عبد الحليم؛ إلا أنه كان لها بصمة قوية بأغنيتين في منتهى الأهمية الأولى عام 1956 أثناء حرب السويس وحملت عنوان "والله زمان يا سلاحي" ولروعتها قرر عبد الناصر أن يجعلها النشيد الوطني لمصر؛ وأضحى الطلبة يصدحون بها كل يوم في نشيد الصباح ، وظلت كذلك حتى عام 1979 حينما أصدر السادات قراره بتغييرها لـ "بلادي بلادي" لتصبح النشيد الوطني إلى يومنا هذا، والثانية كانت أغنية "حبيب الشعب" عام 1968 بعد اتخاذ عبد الناصر قراره بالتنحي لمطالبته بالتراجع عنه ، وراحت المحطات الإذاعية تذيعها بصفة مستمرة على كافة الشبكات ، وسبق كل هذا قيامها أي «كوكب الشرق» بإهداء رائعتها "مصر التي فى خاطري " للثورة ، وكذلك أغنيتيها الجميلتين "أصبح عندي الآن بندقية" و "إنا فدائيون" .

فريد الأطرش

ورغم أن الموسيقار الكبير فريد الأطرش لم يكن يحمل الجنسية المصرية وقتها؛ إلا أنه كان مصريا بمشاعره ووجدانه ويكفي أنه حينما شعر بدنو أجله أوصى بأن يدفن فى مصر، وحينما قامت الثورة كان فى أوج نجوميته ونجاحه وحرص على المشاركة فيها بمجموعة أغنيات خالدة هي "المارد العربي" و"حبيبنا يا ناصر" ثم جاءت رائعته "سنة وسنتين" .

محمد عبد الوهاب

وما لا يعرفه الكثير أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان أول من قدم التهنئة للرئيس جمال عبدالناصر بعد توليه حكم مصر بعد محمد نجيب وقدم له أغنية "كلنا بنحبك"، وبعد اتخاذ عبد الناصر قراره بالتنحي طالبه عبد الوهاب بالتراجع عنه بأغنية ثانية حملت عنوان " أكبر حب"، وما بين الأغنيتين الأولى والثانية قدم عبد الوهاب عشرات الأوبريتات والأغانى منها ما شارك فيها بالغناء ومنها ما لحنه لمطربين آخرين ومنها أغنية " يا إلهي انتصرنا بقدرتك " عام 1958عند إعلان الاتحاد مع سوريا، وأعقبها عام 1960 بالأوبريت الشهير "وطني حبيبي الوطن الأكبر" والذي شارك فيه عدد كبير من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي مثل عبد الحليم وصباح وشادية ووردة وآخرين.

قنديل وفايدة

وبالطبع كان لكل مطرب من هؤلاء المطربين المصريين والعرب تواجد قوي بأغنيات مستقلة بكل منهم؛ وكان أول مطرب يغنى للثورة بعد قيامها بيومين فقط المطرب الكبير محمد قنديل حيث قدم أغنيته الخالدة التى لا تزال باقية بيننا حتى اليوم "ع الدوار .. راديو بلدنا فيه أخبار" وقدم بعدها أغنية " إحنا الأحرار"، كما كتبت المطربة فايدة كامل التي لقبت فيما بعد بأم الخليفة شهادة ميلادها الفنية مع الثورة بثلاث أغنيات رائعه هي "دع سمائي" و"احكم يا شعب" و"أجراس الحرية" .

شادية وصباح

كما قدمت شادية أكثر من أغنية منها "إحنا وياك يا ريس" وقدمت لأول مرة رائعتها الخالدة "يا حبيبتي يا مصر" عام 1970 وسبقتها بأغنية عن مذبحة مدرسة بحر البقر بالشرقية، وغنت صباح "أنا شفت جمال" وقدم المطرب الشهير في ذاك الوقت إبراهيم حمودة أغنية "أجمل بلاد يا بلادي" وقدمت سعاد محمد "أجمل سلام" وقدمت فايزة أحمد "أحب بلدى" وغنى محمد عبد المطلب "إحنا الثوار" وغنى عبد الغني السيد "إدتنى الثورة خمس فدادين"، وغنى ماهر العطار"على ورق الليمون" وغنى محرم فؤاد "مصر لم تنم" وغنى كارم محمود "يارتنى من بور سعيد" بعد العدوان الثلاثي على مصر .