الأحد 24 نوفمبر 2024

بفسخ التعاقد مع الشركات.. والـ«سيستم الموحد» «التموين» تحاصر مافيا «فلاشات الخبز»

  • 28-7-2017 | 14:54

طباعة

تقرير: بسمة أبوالعزم 

لم تكن واقعة اختراق صاحب مخبز لـ«سيستم الدعم» وسرقته مليونا وثلثمائة ألف جنيه الأولى، ولن تكون الأخيرة، فوفقا لتأكيدات العاملين بالمنظومة هناك مليارات الجنيهات تمت سرقتها تحت غطاء «عيوب سيستم الشركات»، لكن الحكومة تنبهت إلى الأمر أخيرا، ومن المقرر فسخ التعاقد مع الشركات الثلاث والعمل مع إحدى الشركات العالمية لخدمات بطاقات الائتمان البنكية، نهاية ديسمبر الجارى لتعمل تحت إدارة الإنتاج الحربى لتنتهى أزمة «اختراق السيستم» بشكل نهائى مطلع ٢٠١٨ .

مباحث التموين تمكنت على مدار الأشهر الماضية، من ضبط عشرات الحالات لسرقة الدعم عبر اختراق السيستم، عن طريق استخدام «فلاشة» يتراوح سعرها من ١٠٠ إلى ٢٥٠ألف جنيه، ففى مطلع العام الجارى تم ضبط صاحب مخبز بالغردقة يتلاعب فى نظام تشغيل منظومة الخبز بإثبات عمليات صرف وهمية باستخدام فلاشات، واستولى على ١٣٧ ألف جنيه دون وجه حق، كما تم ضبط صاحب مخبز بالإسكندرية استخدم تقنية «الفلاشات» وتصرف فى ٣٩٠٠ شيكارة دقيق بلدى.

الأسبوع الماضى أيضا، تم ضبط صاحب مخبز بمدينة نصر بعد استيلائه على مليون و٣٠٠ ألف جنيه عبر اختراق السيستم بـ«فلاشة»، وأثبتت التحريات امتلاكه عقارات وأراضى من متحصلات سرقة الدعم تعادل ٢١ مليون جنيه تقريبا .

وعن حيل اختراق السيستم قال سيد عبد البارى، صاحب مخبز مدعم: على مدار السنوات الماضية تمت سرقة مليارات الجنيهات من الدعم، هناك بيزنس خفى استفاد منه بعض البقالين وأصحاب المخابز والمطاحن، وكذلك مسئولون بإدارات التموين وبعض العاملين بشركات البطاقات الذكية ، فالبقالون لديهم بطاقات ويقومون بالضرب السريع بها للحصول على حصص لأفراد وهميين، كما نجح بعض أصحاب المخابز فى الوصول لكبار المسئولين بالشركات خلال الفترة الماضية لعمل حيلة تحقق ملايين الجنيهات دون إنتاج حقيقى للخبز.

فى ذات السياق، قال محمود حسونة، أمين عام نقابة البقالين التموينيين: النظام الورقى القديم لم يكن به هذا الكم الهائل من عمليات سرقة الدعم كما يحدث حاليا ، فالتطور التكنولوجى أمر هام، لكن فى الوقت ذاته لا توجد برامج قوية  تمنع الاختراق لدى الشركات، وللأسف لم يكن هناك رادع للشركات مسبقا لكن بعد تولى الإنتاج  الحربى مسئولية تحديث البيانات ستنضبط المنظومة فلا يوجد فرد ينتمى للمؤسسة العسكرية يمكن أن يتورط فى أى محاولات فساد مالى.

 على الجانب الآخر، أوضح مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية أن «منظومة الدعم السلعى تديرها ثلاث شركات وهى «سمارت» و«فرست داتا» و «إيفرت» ولكل شركة «سيستم» خاص بها يتم من خلاله إدارة المنظومة داخل عدد محدود من المحافظات، ونظرا لعدم التنسيق ظهرت العديد من البطاقات المزدوجة لنفس الشخص بأكثر من محافظة، لذا جاءت أولى خطوات الإصلاح بعمل قاعدة بيانات موحدة للبطاقات التموينية للعمل عبر «سيستم» واحد منعا للتحايل، وبالفعل تولت وزارة الإنتاج الحربى مسئولية التحديث وبمقارنة البيانات المقدمة من الشركات بالأرقام القومية تبين عدم مطابقة بيانات ١٩ مليون مستحق للدعم، لذا تم فتح باب التحديث لهم على مدار ثلاثة أشهر ونصف الماضية .

    الاكثر قراءة