الأحد 19 مايو 2024

الصحة أم مركز البحوث؟ من المسئول عن تعطيل مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب؟

28-7-2017 | 15:08

تقرير تكتبه: إيمان النجار

رغم مرور عامين على انتهاء التجارب المعملية والحيوانية لعلاج السرطان بجزيئات الذهب ما زال الملف فى أدراج وزارة الصحة دون أن يحصل على موافقة الوزارة لبدء تطبيقه على المرضى.

الغريب أن لجنة الصحة لم تبد أى مؤشرات حتى الآن على موافقتها رغم أن العلاج أثبت بكل التجارب أنه ناجح فى علاج العديد من الأورام السرطانية، ودون آثار جانبية، كما تم نشره فى دوريات طبية عالمية لها مصداقية تمنعها من نشر أى أبحاث عن أدوية جديدة دون التأكد من نجاحه.

الأهم أن العلاج الجديد لم يتم التوصل إليه عشوائيا وإنما جاء من خلال فريق بحثى على أعلى مستوى داخل المركز القومى للبحوث وتحت إشراف عالم له وزنه وهو الدكتور مصطفى السيد، وأنفقت عليه ملايين لم تتكلف الدولة جنيها واحدا منها وإنما تحملتها مؤسسات خيرية، وبجانب هذا فإن معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة والذى سيكون المسئول عن تنفيذ العلاج الجديد على المرضى وافق على العلاج ووقع برتوكول تعاون مع المركز لكن تعطيل الموافقة داخل الوزارة على عكس ما يتم عادة فى الموافقات على العلاجات والأدوية الجديدة والتى قد لا تستغرق سوى أسابيع معدودة هو الذى يحرم المرضى المصريين من أول علاج وطنى للسرطان الذى ينهش أجساد المصريين ويتسبب فى وفاة الآلاف سنويا.

العلاج الجديد والذى بدأت تجاربه منذ ٢٠٠٧ وإن كانت أهم فوائده العلاج السريع لآلاف المصريين من مرضى السرطان، فمعهد الأورام يتردد عليه سنويا ٣٠٠ ألف مريض، ويتم اكتشاف ١٠٠ ألف حالة إصابة جديدة سنويا، فإنه بجانب هذا سيوفر مئات الملايين من العملة الصعبة التى تنفقها الدولة سنويا من أجل توفير علاج السرطان والذى نستورده من الخارج بالكامل، بل وفى حال الموافقة على العلاج المصرى فلن يقتصر الأمر على توفير العملة الصعبة التى نستورد بها أدوية السرطان، وإنما سيكون فى الإمكان أيضا تصدير كميات من الدواء المصرى إلى الخارج.

اللافت فى الأمر ما أشارت إليه بعض المصادر من أن تأخير الموافقة على العلاج الجديد قد تبدو متعمدة من الوزارة لتعطيل المشروع الذى لم تشارك فيه ولكنه تم من خلال المعهد القومى للبحوث، خاصة أنه رغم الاستفسارات الكثيرة والمحاولات المختلفة لحس الوزارة على إنهاء الأمر لم تؤت ثمارها وقوبلت كلها من جانب الوزارة بالتجاهل الذى أثار العديد من التساؤلات.

مصادر داخل الهيئة القومية للرقابة على المستحضرات الدوائية، أوضحت أنه «منذ شهر ونصف الشهر تقريبا بدأ المركز القومى للبحوث فى السؤال عن الملفات والأوراق المطلوبة للحصول على الموافقة على الطريقة العلاجية بجزيئات الذهب بعد أن انتهوا من التجارب على الحيوانات، وخلال هذه الفترة كانوا يستوفون كافة الأوراق، ومنذ أسبوعين فقط أصبح الملف كاملا وسيتم عرضه خلال هذه الأيام على اللجان المختصة لدراسة الملف كاملا وإبداء الملاحظات عليه.

وشددت المصادر، على أن «مسألة تحديد وقت انتهاء اللجان مرتبطة بحجم الملاحظات التى ستظهر فلو بسيطة يتم استيفاؤها بسرعة، ولو ملاحظات تحتاج وقتا حسب رد المركز القومى للبحوث والفريق البحثى عليها، وكل هذه الإجراءات مهمة ومعمول بها فى مختلف دول العالم فالموافقة على دواء جديد أو طريقة علاجية له خطوات معروفة للتأكد من أمان الدواء وفعاليته لضمان حق المريض وسلامته، وطالما الموضوع بدأ واللجان ستدرس الملف ولا يوجد تعمد فى تأخير أى موافقات فكلها إجراءات معروفة، لكن ما يوحى بالتأخير يرجع إلى تداول أنباء وأخبار عن البحث وإنهاء تجارب الحيوانات منذ فترة، لكن هذا لا يعنى البدء مباشرة فى التجارب على مرضي، فالموضوع ليس سهلا، لكن فى نفس الوقت يتم اتخاذ الموضوع بجدية».

وتعقيبا على هذا الأمر قالت الدكتورة عزة صالح، رئيس الإدارة المركزية للبحوث والتنمية الصحية بوزارة الصحة: القاعدة العلمية تؤكد أن أى بحث يبدأ بتجارب على الحيوانات الصغيرة ثم الحيوانات الكبيرة، وبعد الوصول لنتائج تكون مبشرة يتم التقدم للحصول على موافقة الهيئة القومية للرقابة على المستحضرات الدوائية حتى يمكنه بدء التجارب السريرية او الإكلينيكية على المرضى، وبعد تجهيز ملف البشر يتقدم به للجنة أخلاقيات البحث لدينا.

وبالنسبة لملف المركز القومى للبحوث والعلاج بجزيئات الذهب لم يصلنا الملف كلجنة أخلاقيات البحث حتى الآن، وينتظرون الحصول على موافقة الهيئة القومية للرقابة على المستحضرات الدوائية وحضروا لسؤالى أكثر من مرة ووجهتهم وأخبرتهم أن الملف لا يأتى لنا إلا بعد حصولهم على هذه الموافقة، وبمجرد وصوله لنا سيعرض على اللجنة المختصة لتبدى رأيها وتعطى ردا فى أقل من ثلاثة أشهر ، ويكون الرد بالموافقة أو طلب تعديل أو استفسار أو ملاحظة، وكل هذه الإجراءات لصالح المرضى فى المقام الأول للتأكد من سلامة الدواء.

فى ذات السياق قال الدكتور حاتم أبو القاسم أستاذ جراحة الأورام، وكيل المعهد القومى للأورام لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أنه تم توقيع بروتوكول بين المعهد والمركز القومى للبحوث منذ ستة أشهر لإجراء أبحاث لعلاج السرطان بجزيئات الذهب، والبداية ستكون بعلاج سرطان الجلد بإجراء أبحاث على الحيوانات الصغيرة ثم الأكبر.