"إشراقة عمر" مبادرة تعليمية شبابية تطوعية ينفذها مجموعة من الشباب في مركز الحسينية في محافظة  الشرقية، بهدف النهوض بمستوى التعليم لدى الأطفال في المركز من خلال فصول دراسية في فترة الصيف، أسستها رحاب الطحاوي، الحاصلة على بكالوريوس التربية، بهدف خدمة مجتمعها وتحسين مستوى أبناء قريتها ليس فقط على المستوى التعليمي ولكن سلوكيا واجتماعيا، سعيا وراء حلمها الكبير وهو تعميم الفكرة في السنوات القادمة.

المبادرة تعمل حاليا في 3 مدارس في مركز الحسينية بالشرقية، بمشاركة 22 متطوعا تستهدف الأطفال في المرحلة التعليمية  من الصف الثالث الإبتدائي حتى السادس الابتدائي، لتأهيلهم في الدراسة وعلاج مشكلات ضعف مستواهم التعليمي وكذلك استغلال طاقاتهم بما يفيدهم.

مبادرة إشراقة عمر

وقالت رحاب عمر الطحاوي مؤسسة مبادرة "إشراقة عُمر لمستقبل تعليمي أفضل للاطفال بالريف المصري"، إن المبادرة تطوعية قام بها المشاركون في مركز الحسينية في محافظة الشرقية بهدف النهوض بمستوى التلاميذ تعليميا، موضحة أن التلاميذ بعد جائحة كورونا وغلق المدارس واضطراب الدراسة لمدة عامين تقريبا ابتعدوا عن التعليمما أثر على مستواهم  وفي ظل انتشار الأمية بين الأهالي تضرر مستواهم بشدة.

وأوضحت في حديثها لبوابة "دار الهلال"، أنها بدأت تعليم وتأهيل بعض الأطفال في منزلها ولكن عددهم صغير جدا، لكن لأن أفضل مكان للتعليم هو المدارس لأنها أكثر ملائمة وجاهزية، تقدمت بطلب لرئيس جامعة الزقازيق العام الماضي لفتح المدرسة الموجودة في محل سكنها لاستقبال الطلاب من شهر يوليو وحتى شهر أكتوبر لتجميع الأطفال وتعليمهم.

وتابعت: "أنا تخصص شعبة طفولة في كلية التربية، وبعد أن تقدمت بالطلب رحب رئيس جامعة الزقازيق بالفكرة ووافق عليها، ثم توجهت إلى مديرية التربية والتعليم في الشرقية، واتخذت كافة الإجراءات والموافقات الأمنية لبدء استقبال الطلاب في المدرسة"، موضحة أنها بعدما حصلت على الموافقات بدأت في تجميع الأطفال العام الماضي وبلغ عددهم 40 طفلا كانت تعمل على تدريبهم في البداية بمفردها.

وأشارت إلى أنه بدأت تتابع مؤتمرات مبادرة حياة كريمة وتشارك فيها وتشرح فكرتها للناس وأنها تعمل كمتطوعة ولديها هدف هو تأهيل وتدريب التلاميذ، موضحة أنها وجدت دعما كبيرا من المبادرة لتلبية احتياجاتها لتوفير الوسائل التعليمية اللازمة والأدوات التشجيعية للأطفال وتعليمهم في الإجازة، مضيفة أنها بعد شهر سلمتها المبادرة أجهزة حاسب آلي وألعاب تشجيعية للأطفال ما ساهم في تحقيق الهدف وتحسين المستوى التعليمي للأطفال.

22 متطوعا لتعليم 150 طفلا

وأكدت رحاب الطحاوي أنها بعد نجاحها تقدمت بطلب إلى محافظ الشرقية بهدف تعميم فكرة مبادرتها في أكثر من قرية والعمل بشكل جماعي بدلا من العمل الفردي، وطالبت بانضمام متطوعين آخرين، موضحة أنها تقدم لها 30 متطوعا وبعد اختيار الأفضل منهم أصبح عدد العاملين في المبادرة 22 متطوعا حاليا يعملون في 3 مدارس منذ شهر يوليو الماضي ومستمرين حتى أكتوبر المقبل.

ولفتت إلى أن عدد الأطفال الذين يدرسون لديها 150 طفلا  رغم أنهم ملتحقون بالمدارس لكنهم لا يعرفون القراءة والكتابة بسبب عدة عوامل منها عمل الأطفال في الزراعة كما هو معتاد في المناطق الريفية وبالتالي لا يذهبون للمدارس كثيرا، ما جعل مستواهم التعليمي سيئا، مضيفة أن محافظ الشرقية وافق على تعميم الفكرة ومنحها الموافقات الأمنية اللازمة للعمل في المدارس.

وأضافت أنها تأمل تعميم الفكرة في الكثير من المناطق الفترة المقبلة، حيث أنها تستهدف الأطفال من الصف الثالث الإبتدائي وحتى السادس الإبتدائي الذين يعانون من ضعف القراءة والكتابة، وكذلك الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والدمج لرفع الوعي لديهم ولدى زملائهم بكيفية التعامل معهم وهناك تحسنا كبيرا في ذلك، موضحة أن هناك طفل اسمه أحمد من ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة يخاف من التعامل مع زملائه ويجلس بمفرده دائما ونجحت المبادرة في احتوائه ودعمه وتحسن مستواه وعلاج بعض الحالات الأخرى من الذين يعانون من فرط الحركة والتوحد.

العاملون في المبادرة

وأشارت إلى أن العاملين في المبادرة من الطلاب والخريجين من كليات التربية والآداب وعلوم الإعاقة وتربية نوعية والمتخصصين في هذا المجال لتوظيف ما درسوه بشكل فعال وكل شخص لديه هدف هو خدمة المجتمع وتغيير فكرة المجتمع عن الكليات النظرية أنها غير مجدية، مشيرة إلى أنها بعد أن أنهت مرحلة التعليم الجامعي وحصلت على البكالريوس العام الماضي تستكمل حاليا في مرحلة الدراسات العليا في قسم الصحة النفسية في كلية التربية.

وأعربت عن أملها أن تعمم الفكرة في محافظات أخرى وليست الشرقية فقط، مثل الفيوم والقليوبية التي بدأ بعض المتطوعين منها في التواصل مع المبادرة بهدف تنفيذ الفكرة.