يقدم فيلم خطة مازنجر خلطة ناجحة من الكوميديا والنوستالجيا بذكاء يحسب لصانعيه، فالفيلم عائلي بسيط يصلح لكل أفراد الأسرة، لا يدعي العمق ولا يقدم مقولات كبرى جاهزة، وفي ذات الوقت يلعب على مخزون الطفولة المشحون بكثير من العاطفة الجياشة ناحية كرتون مازنجر الذي مثل أحد الأقطاب الذي مر عليه قطار طفولتنا السريع في التسعينيات حيث كان هذا الكرتون يلاقي نجاحا طفوليا ساحقا، ونجح كُتاب الفيلم وليد خيري ومحمد إسماعيل أمين وبيبو في استثمار هذا التاريخ الطفولي في ربطنا بشخصيات الفيلم التي لقبت بأسماء كرتون مازنجر بسبب عشقهم له في الطفولة فماهر هو مازنجر ويقوم بدوره الفنان حمدي المرغني وياسمين رئيس تلعب دور فاتن (افروديت) ومحمود حافظ يلعب دورا رفيعا، بينما بيومي فؤاد يقدم دور دكتور خيري لكن هذه المرة دكتور خيري في فيلم خطة مازنجر يصلح تكاتك، سمير أبو وشين هو المزدوج.
على طريقة النداء الشهير: افتح يا مازنجر أنا معك يفتح الفيلم بكارثة تحدق ببطليه ماهر وفاتن المخطوبين منذ سنوات طويلة، ويجد ماهر مازنجر وفاتن أفروديت أصدقائهما رفيع ودكتور خيري معهما في تلك الكارثة فهل ينجحوا في ذلك؟ وهل تفلح خطة مازنجر في إيجاد حلا لما لحق بهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!
تابعت ردود فعل الجمهور السعودي على الفيلم فلفت انتباهي تفاعله الكبير مع الفيلم المصري، وذلك لأن السمة المشتركة هي فناء الطفولة الذي كنا نلهو فيه جميعا صغارا في الوطن العربي بمتابعة مازنجر ورفاقه.
الملفت أن متابعي هذا الكرتون القديم قد صاروا أمهاتا وآباء، وقد جاء الوقت الذين يذهبون فيه للسينما لمشاهدة فيلم يروي جزءا من طفولتهم بصحبة أطفالهم ليروا أطفال اليوم سعادة في عيون الآباء، لذلك أرى أن هذا الفيلم سينجح أيضا عند العرض التلفزيوني وعلى المنصات لأنه يناسب كل الأذواق والأعمار.
يبقى أن نقول إن هذا الفيلم من الأفلام ذات الميزانيات المتوسطة وهذا يجعل هناك فرص كبيرة لممثلين جيدين أن يحصلوا على أدوار البطولة مثل حمدي المرغني ومحمود حافظ، وهذا يحسب للشركة المنتجة ولمخرج الفيلم رامي رزق الله.
الملحوظة الوحيدة في الفيلم هي قصر زمنه، وهذا جعل بعض المواقف تمر سريعا دون التوقف عندها أكثر.
مكاسب هذا الفيلم برأيي هي لم شمل العائلة المصرية «أبا وأما وأبناء» لدخول السينما مجددا من باب واحد لا من أبواب متفرقة.