الجمعة 26 ابريل 2024

50 عامًا ذهبية.. إعلام القاهرة (الصفعة لا تزال فى أذنى)

مقالات30-8-2022 | 23:38

الثانية و45 دقيقة عصر الثلاثاء (شتاء 1973)

توازى أول سلالم مدخل كلية السياسة والاقتصاد، سيارة فيات 128 صغيرة سوداء بدائرتين بالأحمر شعار واسم مؤسسة أخبار اليوم، يهبط من كرسيها الخلفى أستاذنا جلال الدين الحمامصي  (13-1988)مهندس الصحافة المصرية أحد ستة رؤساء تحرير لجريدة الأخبار اليومية وأستاذ مادة الصحافة الذى يشربنا بملعقته الذهبية المنمنمة فنون المهنة التى نحلم بممارستها. 

تسبقه بسمة تفاؤله المتسعة بأسنانه البيضاء اللامعة ووجه الحليق المنتعش بملابسه الشبابية (كاجول) بنطلون وقميص سماوى وبلوفر أزرق داكن براق يرخيه على ساعده الأيسر ممسكا بأجندة صغيرة وقلم شيفر فى جيب قميصه (أصبحت علامة تعارفنا فى أرجاء القاهرة والمواصلات والأماكن العامة والمؤسسات الحكومية والصحفية التى بدأنا التدريب العملى بها) بمقولته (لكل رئيس تحرير تأثيره النفسي على محرريه) أضفنا فى تجربتنا حدوث ذلك بتقديرهم تفوقه بكفاءته عنهم كما وجدناها فى رؤساء بواكيرنا المهنية

••

وحسمه لنا بحتمية حمل الصحفى قلم وأوراق فى جيبه تحسبا لأى خبر أو حدث أو  مسئول تلقاه فى أى وقت ومكان اعتدناها حتى 2000 م عندما استخدمنا الكمبيوتر  واللاب توب والآى باد والتليفون المحمول  فى الكتابة والتصوير.

••

إذا وصل الأستاذ جلال قبل أو بعد ذلك فساعة معصمك تحتاج إعادة ضبط.. فتشربنا الحرص على المواعيد  لأهميتها فى المهنة المفضلة على كل أمورنا حياتنا

••

ونتعلم بالنظر .

أمامه 3 خمسات دقائق

أولها فى السكرتارية يسار المدخل.. يرد تحية الكثيرين يخاطب معظمهم بأسمائهم بفرحة شطارة أبويه وإحساسهم بتميز مبكر

فى الثانية يتقدم إلى اليسار وباب قاعة 2  يهبط بهدوء سلمها النازل وسط تداخلات الطلبة والطالبات ودهشة بعضهم.. يوزع ابتساماته ذات اليمين واليسار حتى يصل منصة القاعة .

يستهلك الخمس دقائق الأخيرة فى ضبط البلوفر والأجندة وعلبة سجائره (روثمان) والولاعة الذهبية ويجلس ويقترب هامسا فى الميكروفون : "نبدأ بقى".

ويندلع هرج لحظى بالتسارع  للمقاعد ثم صمت وشخوص العيون، فيبدأ لقاءه الأسبوعى لكل الدفعات (الأولى والثانية بالاختبار الشخصى لمعهد الإعلام والثالثة وكنا أول دفعة تنسيق جامعى لكلية الإعلام 1973) .. خاصة متلهفى الصحافة ، يشربنا خبراتها

(وتزققينى الكلام - فؤاد حداد)

••

فى الثالثة و45 دقيقة  يتخلص من تشابك حواراتنا يقترب من الميكروفون: "نستريح شوية ".

ويشعل سيجارته مستريحا على مقعده يتحلق حوله مريدوه من متميزى العمل فى صحيفة صوت الجامعة (معظمهم أصبحوا نجوم المهنة)

يعود  للمحاضرة فى الرابعة.. وبعد 45 دقيقة : "مش كفايه كده".

ويجمع حاجياته مشتبكا مع محيطيه يتقدمهم بهدوء وترتيب زمنه عائدًا نفس المسار حتى يجلس فى العربة التى تغادرنا فى الخامسة تمامًا.

••

نموذج الصحفى المثالى يرسخه فى عيوننا صدى كتابه الصحيفة المثالية

••

أحسده عبر الزمن (توليت مدير التحرير التنفيذى لمجلة آخر ساعة 16 سنة وتعاملت مع مختلف المحررين) طولة باله، تسامحه، صبره على رعونتنا (سن 19) ونرجسياتنا الواهية (أحد أساتذتنا العظام كان يضجر من جهالة بعض أسئلتنا فيشيح بكفه زاعقا.. أقعد ..أقعد .. ههههههه)

••

استغرق عاما دراسيا يعلمنا كتابة مقدمة الخبر ثم فقرة التذكرة وتدرج المعلومات  ليكون أضعفها أسفلها فيسهل اختصار أسطره الرصاصية فى المطبعة

(كتابه: من الخبر إلى التحقيق الصحفى)

حتى أتقناها وأحدثنا ثورة صياغة فى إصدارات مؤسسة أخبار اليوم (أخبار اليوم -الأخبار –آخر ساعة)

••

تجربة صدور صوت الجامعة وممارستنا العملية لكل مراحلها وأخطرها توزيعها  على أبواب الجامعات والكليات.. فكسر حاجزا ضخما فى تفاعلنا الميدانى وسط الناس وحصولنا الآمن على المعلومات.

(بعد الانفلات الأمنى 2011 لم يعد ذلك آمنا)

••

أجرى دراسة عن خسائر تأخير طبع وتوزيع جريدة الأخبار فى كل دقيقة لارتباطها بمواعيد سيارات وقطارات وطائرات وجرائد منافسة

••

أوصانا بدخول صالة تنفيذ الأخبار وتعلمنا أن عامل جمع مادة النشر بخط يد محرريها يلتقط الكلمة الأقرب لرؤية عينه وذهنه ويتولى أخطاءه قسم التصحيح اللغوي، فيضاف دقائق لجمعها ورصها فى مستطيل الصفحة التى تنتظر موافقة التصحيح والطبع، فحرصنا على توضيح خطوطنا خاصة الحروف الملتبسة.

 (عين -غين .. مثلا) ورسم المصطلحات والترجمات (كان هناك عمال جمع مخصصين لكبار كتابنا أصحاب الخطوط الصعبة)

وواصلنا مع الكمبيوتر فى تغيرات النقل من جهاز لآخر ومن نوع خط لغيره

(ما حدش بيكتب بالساهل والله)

••

-غير مسموح  للصحفى أن يقول (ما أعرفش - ما قدرتش - ما لقيتش ) وتبادر لمعرفة ما لا تعرفه والوصول للمطلوب وتنفذ الموضوع مهما كانت المصاعب 

••

- تعامل مع صحيفتك ومجلتك وموضوعات زملائك كأنها لك، لترفع من شأنها ومن اسمك بها.

••

سؤال امتحان نهاية العام .. ما هو مانشيت (العنوان الرئيسى ) لصحف اليوم، فنحرص على قراءتها يوميا "شغلتنا".

 ••

لكل تحقيق صحفى خطه.. فى التنفيذ والكتابة.. وتحديد مصدر معلوماتك الرئيسى (كتاب .. التحقيق الصحفى )

••

-رئيس التحرير الشاطر.. تعمل صحيفته فى غيابه كأنه موجود

فسرتها، بتنفيذ موضوعاتى دون أشغال رؤسائي بتفاصيلي.. أسلمه كتابة وصور

وكم أنهكت الأستاذ وجدى قنديل رئيس تحريرى 13 عاما

-يا ابنى قل لى بتعمل إيه؟

-حاضر يا ريس

ويسعد عندما أفاجئه بموضوع يعجبه 

فنفض أمرى

-  سيبوه دماغه كده!

••

ليس من حقك جعل إنسان فى وضع اتهام ولو 24 ساعة هى الفارق بين طبعة جريدة بها خبر إدانته وطبعة اليوم التالى بالتأكد من براءته .

قاوم رغبة السبق الصحفى لصالح دقة معلومتك (وتكلفنا الكثير من الجهد)

- ادخل أى مكان لعملك بثقة بيتك لا تتلفت ولا تستفسر إلا وأنت فى الداخل (واقعة زميلنا أحمد عثمان قسم إذاعة وتليفزيون من ميت أبو الكوم  قرية الرئيس السادات ويقضى بها بعض أيام الصيف فتأنق ووجده الأستاذ تحسين بشير السكرتير الصحفى للرئيس واقفا أمامه يطلب حوارا مع الرئيس فذهل كيف دخلت هنا رغم إجراءات أمن الرئاسة وتأكدوا من هويته بالاتصال بالأستاذ جلال وأعجبوا بجراءته واتفقوا على حوار لصوت الجامعة نشر بالتزامن فى الصحف اليومية الثلاث أجراه الزميلان النجمان عماد أديب وعمرو عبد السميع .

••

-أنت صاحب اليد العليا على المصدر فلولا ذهابك له والكتابة عن نشاطه ما درى به أحد .

••

خبر  بأن الرئيس السادات من هليكوبتر فوق الصحراء الغربية يأمر بحفر بئر بترول في منطقة ما..  يصحح الصياغة بأن الرئيس وافق على تقرير الخبراء.. فالرئيس لا يعرف كل شيء.

••

-لابد من السيطرة على المصدر بأن تكون الأعلى، بمعلوماتك وذكاء أسئلتك وقوة إدارتك للحوار، ومحتمل يوما أن يكون مصدرك رئيس الجمهورية فأنت كصحفى أعلى من رئيس الجمهورية

(يا خبر أسود ده إحنا قرويين بنخاف من غفير بلدنا )

وأصابنا تضخم ذات أودى لمشاكل حتى روضتنا التجارب والأيام لكنها رسخت ثقة  وجراءة (لا تصلح فى العالم الثالث )

••

(ويعاقب)

••

تفاتكت يوما على صياغة الخبر الرئيسى للأهرام

(لو  مش عاجبك.. اكتبه  بطريقتك) 

وليلة سوداء أجرب وأفهم أن الحكاية مش سهلة

وعرفت حجمى

••

من فيضان التأسيس-

د عبد الملك عودة.. عميد الكلية.. أيوة

حوارات تيسر جمع دراستنا مع عملنا فى الصحف

••

-د خليل صابات أستاذ الصحافة .. ودرس تأييده لوجهة نظر الرئيس السادات بتوزيع المؤسسات الصحفية (أهرام -أخبار اليوم - الجمهورية ) على الأحزاب السياسية الثلاث الناشئة منتصف السبعينات ثم ما طرحه أستاذنا أحمد بهاء الدين من جعلها مؤسسات قومية وتتولى الأحزاب إصدار جرائد جديدة برؤيتها وأسلوبها وحريتها وقبول

د صابات للرأى الوجيه الجديد وأعتبر مقال بالأهرام صباح الأحد بديل محاضرته

وتعلمنا شجاعة التنازل عن الرأى عند ظهور الأصح وتقوينا برأى بهاء الدين الذى بمجرد مقال غير وجهة نظر رئيس الدولة .. الشجاع أيضا فى قبوله قوة حجة أستاذنا بهاء الدين

••

د مختار التهامى.. تحليل مضمون الخبر لحسم موقفك الإعلامي سياسيا ولفظيا .. من شاب فلسطينى فجر نفسه بمقهى إسرائيلى

هل تكتبه شهيدًا.. بالرأي الفلسطينى أم إرهابيا بالقول الإسرائيلى أم انتحاريا حسب إذاعة (البى بى سي ) البريطانية أم استشهاديا برأى الإعلام الإيرانى)

••

د حامد ربيع •• ودراسة الطابع القومى للشخصية المصرية فيقرب مسافات  التعامل الميدانى مع الناس فى الحوارى والشوارع والقرى والمدن

••

د.بطرس غالى.. أستاذ السياسة (أمين عام الأمم المتحدة92-1997) .. الاهتمام بأفريقيا مجالنا السياسى الحيوى

••

د إمام عبد الفتاح إمام (أستاذ الفلسفة) أرتدى قلنسوته .. بتخيل ارتداء (غطاء رأس) الطرف الآخر لتفكر بعقله وترى بعيونه فتفهم مبرراته ودوافعه لتصل لرأى منطقى محايد

••

د.عواطف عبد الرحمن •• والمبادرة بأبحاث تدخلنا مكتبات السفارات العربية والأجنبية والمنظمات الدولية ليتسع مجال معرفة ممنهجة وشجاعة على الأماكن

••

د. إجلال خليفة..  تنصحنا بالجلوس فى المقاهى الشعبية نستمع لكلام الناس ونرصد النكتة المصرية التى تكشف ما تحت سطح وجدان المصريين.

••

23 سنة ضيوف كلية سياسة واقتصاد(72-1995) ثم المبنى المستقل الحالي.

••••

 

دراما .. دراما

 

فن كتابة الخبر (كتاب أمريكى مترجم )يوضح أن الدراما أفضل ما يجذب القراء) بقصص من قلب الحدث

1- للمقدمة

التقطت عيون البحارة أضواء ميناء سفاجا، فأمسك القبطان سماعة اللاسلكي ينادي الميناء.. ساعة غرفة القيادة تضئ وسط ظلامها الدامس العاشرة و45 دقيقة  مساء السبت 14 ديسمبر 1989.  القمر في يومه الثامن وأمواج البحر الأحمر في عنفوانها

***

 سالم إكسبريس.. أكبر عبارة ركاب بالبحر الأحمر، علي بعد ساعة ونصف من ميناء سفاجا.. ونصف ساعة من منطقة الانتظار تعبرها بوصول مرشد خبير بطرقها الملاحية

••

ركاب الدرجة الأولي في كبائنهم

ركاب الدرجة الثانية يتابعون فيلم" البيضة والحجر"

وركاب الدرجة السياحية  فيلم (حنفي الأبهة)

••

  القبطان :

-  ميناء سفاجا . ميناء سفاجا.. سالم إكسبريس ينادي..  سالم إكسبريس ينادي.

 - أهلا قبطان حسن.. حمد لله علي السلامة.

يتدخل مرشد الميناء- عندك عشاء يا قبطان.

يرد ضاحكا: جهزت لك الملوخية .

ثم تغيرت نبرة القبطان فجأة.. صارخا:

المركب شحطت.. المركب مالت 14 درجة.

- إحنا بنغرق.- غرقنا.

غرق العبارة سالم  إكسبريس ديسمبر 1989

••

2- للمنتصف 

(وجدتنى  فى شارع جمهورى أستعيد ذلك القروى من واحة (بم) فى أقصى الجنوب الغربى وقد وصل الى القاهرة قديما لأى سبب فلم يفهم عامية المصريين ولم تساعده لغته الفارسية على توصيل ما يريد فلم يجد إلا اسم واحته وظن أن الجميع  يعرفونها فقال (بم) وعندما تكرر عدم الفهم لم ينطق (مقلش بم) وقد احترت فى المبلغ المطلوب لبعض مشترياتى من كشك سجائر على الناصية فمددت كل نقودى الإيرانية  ليأخذ البائع ما يريد فنظر بدهشة فلم أجد أمامى إلا أن أقول (مصر) ومن قلة بختى لم يعرفها فوقفت ساكنا حتى ينهى حسابه (وما نطقتش بم) رسالة رسالة طهران 2013.

••

  3- وقصة الختام  ليذكرك القارىء ويقدرك.

(كل الوجوه السمراء لجنوب شرق آسيا تبتهج لفرحة حفيدتي بمقدرتها على المشي مستقلة وارتقائها سلالم المحلات والتجوال بين صفوف الملابس وعلى الأرصفة تستثمرني حارسا لنزواتها ينحنون لقامة (الشبر ونص) ترى بريق عيونهم وبسمتهم الكبيرة وتقبل مداعبات عاملات المحلات وبعض قبلاتهن وتجرؤ بعضهن لحملها تقف بثبات جنرال ميداني تلوح لهم بيدها البضة تنتظر ضجيجهم بمنحتها الغالية، يشاغلني سؤال هل شعرت بفطرتها حنين غربتهم لأطفال تركوهم في بلادهم أو يتمنون إنجابهم بعد تكوين أنفسهم أم عقدة كنت أظنها عجيبة مصرية فوجدتها إنسانية عالمية (البت بيضة وأنا أعمل إيه).

رسالة الإمارات 2015

••

(انتباااااه )

المقدم محمد عبد الحميد رئيس تحرير مجلة النصر للقوات المسلحة

-رتب الموضوع ميرى.. كلام اللواء أولا يليه باقى الرتب وحتى الجندى

-تمام سيادتك يا أفندم

(تجنيد 79-1980)

•••••••••••••

(من عطر الأحباب )

موسى صبرى (رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم )

متأنقا ببدلة كتان فرنسي شديدة البياض فى غرفة التوضيب المشبعة بالحبر الأسود يمناه على الحائط بقلم شيك ويسراه بسيجارته الأجنبية على منضدة التجهيز لا يشغله إلا دقة وسرعة الشغل قبل الموعد المقدس لدوران المطبعة (وأنا مرعوب على البدلة)

••

-  يناقش اجتماع التحرير فى حرف جر بموضوع أربعة صفحات من حجم آخر ساعه القديم (4 آلاف كلمة)

••

-بلاش المصادر الموضة (المتكررة السهلة) ابحثوا وقدموا وجوها جديدة.

••

أشرح فكرتك للمصور ليلتقط صورًا معبرة فهو نصف عملك .

••

  -حاوروا الأستاذ فلان واقرأوا كتاب كذا واحصلوا على الدراسة الهامة ويتابعنا  فى الاجتماع التالى. 

-••

ينزل بنفسه لتغطية حادثة كبيرة يشارك كل أعمار وخبرات الصحفيين لا يبالى إلا بتفرد عمله

-••

إعلانه منتصرا يوم موافقة مجلس الإدارة على إلغاء التوقيع لبعد 15 سنة خبرة تكفى ليصبح الصحفى جزءًا من نسيج المؤسسة ويعرف طبيعة عمله ومسئولياته   .

••

- أن لا يترك الصحفى المؤسسة إلا بالوفاة أو بناء على طلبه، فالصحفى تتوهج خبرته مع الأيام

••••

وجدى قنديل رئيس تحرير مجلة آخر ساعة.

تهتم الصحف اليومية بمشاكل الأرز والمكرونة والعدس والبصل ولابد من  تغطيتها فى المجلة الأسبوعية فينبهنا أنها تتجمع فى طبق الكشرى (من أجمل موضوعاتى )

وكيف نغطى حدث وقع عقب طبع المجلة ننشره فى العدد التالى بعد عشرة أيام، بالبحث عن المعلومات والوقائع التى تصمد هذه المدة، ( وهو أمر لو تعلمون عظيم)

- لا تنتظر أن يوجهك أحد فى عملك نفذ بمسئوليتك كأحد أركان المجلة.

••

مصطفى شردى (مدير تحرير آخر ساعة)

الموضوع الصحفى يخرج من يدك كأفضل ما يكون وتسلمه وتنتهى سلطتك عليه

••

فاروق الطويل (رئيس التحقيقات الصحفية لآخر ساعة) يقتنصك فى زمهرير برد طوبة

 هوه تشغيل الطلاب فى الصيف يطلع منه شغل؟ – يطلع يا ريس !!

تبرطم صيف إيه دلوقتى؟

لتكتشف بعد جمع المعلومات وزيارات وحوارات تحقيق متميز أنك أنهيته مطلع الصيف وتوقيت نشره  .

••

- أعد قراءة مادة موضوعك قبل النوم يرتبها عقلك تستيقظ وتكتب بسهولة وصفاء .

••

- تريض بعد الفجر واجلس وسط الخضرة للكتابة قبل ذهابك للمجلة .

••

حامد سليمان (نائب رئيس تحرير آخر ساعة)

لا تكرر اللفظ فى الموضوع إلا لضرورة قصوى ، وأبحث عن مرادف مناسب

- اقرأ الموضوع السيئ حتى لا تكتب مثله .

••

الفنان العالمى كنعان المستشار الفنى لآخر ساعة •• اعمل ما عليك بجد وإخلاص وبكره الناس تفهم وتقدر .

••

الكابتن عبد المجيد نعمان (الناقد ورئيس القسم الرياضى للأخبار) وعمق قراءاته السياسية والتاريخية ودوام الكتابة بقلمه الحبر الباركر ، وضبطه العمل وسط حماس متفرجى المباريات فى تليفزيونه يصمتون ليسمع اسم محرز الهدف والتوقيت فيعلوا هتافهم .

وفور انتهاء الشوط الأول يخرج من تحت يديه أوراق الوصف التفصيلى ويكررها مع الشوط الثانى يعقبها بمقدمة يطير بها الساعى للمطبعة.

ويأتيه بالطبعة الأولى يراجعها من المانشيت وحتى طبعت بمطابع الأخبار، يكرر اتصاله بسكرتارية التحرير يصحح خطأ إملائيًا أو لغويًا أو سياسيا أو تاريخيا ثم يغادر المبنى.

••

أحمد علام (الناقد الرياضى لآخر ساعة)

وضح له زميل ما يقصده فى فقرة بموضوعه فتهكم - يعنى نوزعك مع المجلة تشرح للقراء قصدك .. فحرصنا على دقة تفهيم القارىء  .

••

أستوثق من كفاءة زميلين فحملهما مسئولية الكتابة عن أكبر ناديين فى مصر وأن يقرأه كتابتهما مطبوعة فى المجلة مع القراء فزرع  فينا المسئولية  

••

محى فكرى الناقد الرياضى لمجلة المصور، وهو يختار بين قلمين ذهب باركر وشيفر لأفضل خط يوائم مزاجه عند الكتابة التى يليق بها الذهب .

••

صالح مرسي، معايشة الناس على الطبيعة .. قف فى طابور جمعية تعاونية وحاورهم لتكتب بصدق .

••

عبد المنعم الجداوى (رئيس قسم الحوادث بمجلة المصور) وكتاب مترجم يفسر أبعاد حادثة مصرية يكتب عنها (أسهر عليه وأسلم الموضوع صباحا )

••

د. يوسف إدريس.. لا تهتم إلا بالقارئ الذكى الذى يفهم ما بين سطورك.

••

صلاح حافظ (روزاليوسف) وقد تأكدت من كفاءتك الصحفية أصبح عليك مسئولية احترام اسمك لا تضعه إلا على ما يستحق.

••

محمد حسنين هيكل.. تقطيع الفقرة إلى جمل مكثفة سريعة تختص كل منها بكشف وتوضيح نقطة واحدة تكون مع مثيلاتها بنيانا واضحا (هادىء النفس) للحدث.

••

مصطفى أمين.. سلاسة  الاستحواذ على ذهن القارئ وسط أى ضجيج 

••

صلاح عيسي .. توثيق المعلومة

••

إحسان عبد القدوس وعبقرية عنوان روايته بعد نصر أكتوبر  1973 "الرصاصة  لا تزال فى جيبى"، تنذر من البدء بتأهلنا اللحظى للقتال إذا ما دعى الداعى للجهاد.

••

الكاتب حفني ناصف.. يجد أص اسمه  فى قرية حفن (الشيخ عبادة حاليا) شرق نيل المنيا..  تحريف هبنو الفرعونى وقرية السيدة مارية القبطية زوج الرسول (ص ) فشد لها الرحال بمواصلات 1912 قطار ومركب شراعى وحمار يشاهد معالمها ويناقش أهلها (تحقيق صحفى متكامل ) بقى فى مكتبه 70عاما واكتشفه حفيده 1982 وأهداه للأستاذ مكرم محمد احمد ومجلة المصور فأرسل الأستاذ حمدى لطفى بسيارة حديثه ينفذ تحقيقا حديثا.

وجدته (فى بحثى) أو فى من كل الكتب والدراسات النظرية ويبقى الأثر الطيب وإن طال الزمن

••

1974  وثانية إعلام أتلمس طريق الكتابة..  تستوقفنى صفحة بأخبار اليوم بقلم الأستاذ محمود عوض عن فقيه معارض لسلطان فسجنه، وسأل عنه بعد ثلاثة أشهر

قالوا: كل هلال يؤلف كتابا، فمنع عنه الأوراق والأقلام وفى نهاية الشهر الرابع  مات، لأواجه يقين "لو منعت عنى الكتابة مت".

••

إجازة صيف (1975). محررا بجريدة (صوت السويس).. مشحون نظريا بكل كتب الصحافة بسور الأزبكية للكتب القديمة والرخيصة أتنفس فى ممارسة عملية لكل صيغ الكتابة الصحفية وحتى الطباعة فى مطابع دار التعاون .

••

استقبلنى رئيس المطبعة غاضبا: -ها تتعلموا فينا؟! كل شويه واحد جديد!!

وبذلت أقصى ما أعرف، وإذا فجأة (القصير التخين) يهوى بسرعة البرق بكفه المكتظ الصلد الغليظ علي صدغ صبي  يوضب الصفحات جواره.. (وداني صفرت).. فرددت مشفقا.. بالراحة يا حاج.. الواد لسه بيتعلم..  فخرجت عيناه من محجريهما

يا أستاذ: الرصاص، ما بيرحمش!

وكانت الصفحات، تجهز للطبع فى مستطيلات حديدية ترص فيها الموضوعات مجموعة فى سطور من الرصاص، وإذا زادت أو قلت.. لابد من حل فورى لغلقها(تقفيلها) قبل موعد الطبع وحفظت الدرس وآخر النهار طلب من رئيس التحرير مكافأة لى

  -الواد ده ها يبقي كويس..

من يومها ودائما حتى مع استخدامنا الكمبيوتر كلما كلفت بعمل (تصفر أذنى) وأنفذه بأسرع وأدق ما يكون، واكتشفت أن (الرصاص ما بيرحمش ) ولا الكمبيوتر

(الصفعة لا تزال فى أذنى )

•••

محمد على السيد

دفعة 77 الثالثة 1973

صحفى تحقيقات من 1980

مدير تحرير مجلة آخر ساعة

والمحرر العسكرى

Dr.Randa
Dr.Radwa