الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

حرب الأكاذيب

  • 31-8-2022 | 22:37
طباعة

نحتاج فى هذه الفترة «الاستثنائية» التى تواجه فيها مصر تحديات وتهديدات ومخاطر تحاول توظيف واستخدام الأزمة العالمية إلى كشف العملاء والمرتزقة الذين يحملون الجنسية المصرية وتعرية حقيقتهم وعمالتهم وارتباطاتهم مع أعداء الوطن، فمن المهم لبناء الوعى الحقيقى وتفويت الفرصة على أحاديث الإفك وجعلها أحاديث فاسدة ومنتهية الصلاحية أن نوضح للناس حقيقة هؤلاء الذين يعملون ضد الوطن ولصالح أعدائه.

هؤلاء الذين يرتدون ثياب الواعظين، ويتوهم البعض أنهم من النخب الوطنية، رغم أنهم وبلا شك لا يعبرون عن هذا الوطن ولا يمثلونه ولكن ينفذون أوامر وتعليمات أعدائه.. ظهروا فجأة فى تزامن غريب مع تداعيات الأزمة العالمية وكأنه يراد منها تحقيق أهداف شيطانية فشلوا فيها على مدار السنوات الماضية، وإطلاق العنان لإشاعة الإحباط والتشكيك والتشويه والرؤى المسمومة، ناهيك عن حملات الأكاذيب والشائعات والمعلومات المغلوطة والافتراءات الممنهجة التى لا تمت إلى الواقع بصلة.

التهوين والاستهانة فى كشف هؤلاء «المرتزقة» أمر خطير جداً، وعلينا ألا تكون أيادينا وأقلامنا وأقوالنا مرتعشة فى هذا الأمر مهما كان الثمن الذى ندفعه، فالإخوان المجرمون لا يتورعون فى إلحاق الضرر بهذا الوطن، ولن تتوقف محاولاتهم فى الاختراق والتسلل عبر الكثير من المجالات والقطاعات وبث سمومهم وأفكارهم الهدامة، لذلك اعتبر ان التردد فى فضح هذه المحاولات والممارسات والأشخاص خيانة للوطن، لأن هناك من يدفع حياته ثمناً لحماية مصر وشعبها.. وهناك أيضاً من يتربص بها ويحاول تحريض شعبها لهدم ما تحقق.. من هنا يجب أن تكون لدينا رؤية وإستراتيجية لفضح هذه العناصر وأخطرها «النائمة»، أو التى تبث سمومها فى متون المقالات والتقارير التى تستهدف تشويه مصر.. وإحباط شعبها وإشاعة أجواء ليست لها علاقة بالواقع الذى نعيشه.

من لا يستطيع أن يفهم ما يدور حولنا وما يستهدفنا من مؤامرات ومخططات، تستهدف اقتصادنا، وأمننا القومى، ومحاولة تعطيل مسيرتنا، وكسر إرادتنا، فإنه يحتاج علاجاً، ولديه تصور عقلى، فمن يتوهم ان مصر تواجه فقط تداعيات الأزمة العالمية والتحديات الاقتصادية التى فرضتها الحرب الروسية- الأوكرانية.. فهذا أيضاً نوع من الرومانسية فمصر مستهدفة من كل حدب وصوب بأساليب خبيثة تبدو للبعض أنها لا تستهدف مصر بشكل مباشر، فما يحدث فى بعض العواصم العربية من محاولات لإشاعة الفوضى والعودة لأجواء ونتائج السنوات الماضية مصر هدف رئيسى لما يجرى خاصة فى ظل محاولات استهداف الأمن القومى المصرى، وأيضاً محاولات أن تعيش فى طوق النار، بحيث تكون جميع حدودها واتجاهاتها الإستراتيجية مشتعلة لا تشهد استقراراً خاصة فى ظل ما يحدث فى دول الجوار بين تفاقم للأوضاع وصراعات ناشبة بين أطراف الدولة وأيضاً محاولات استهداف بعض العواصم العربية خاصة ان الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ وهو مثل الجسد الواحد، بالإضافة إلى وجود شراكات عربية اقتصادية وتكامل عربى بطبيعة الحال سوف يتأثر ويلقى بظلاله وتداعياته على أطراف الشراكة، وهو ما يبدو أمراً مستهدفاً ومخططاً.. لضرب النمو والطموح الاقتصادى أو إعاقة خلق آفاق اقتصادية جديدة تحقق المنافع لكافة الأطراف العربية المتشاركة وأعتقد ان حديثى واضح لا يحتاج لتفسير، وهو ما يشير إلى ان ما يجرى يستهدف مصر بالضرورة ويؤثر على رؤيتها ومشروعاتها الاقتصادية ذات الطابع العربي.

استهداف مصر ليس فقط بإعلام معاد يبث سموم الأكاذيب والشائعات على مدار الساعة أو كتاب مرتزقة، وأقلام حاقدة، ومأجورة تحاول النهش فى جدار وحدة المصريين والنيل من إراداتهم ومعنوياتهم.. لكنها تتخذ أيضاً أبعاداً أخرى منها اقتصادية بإشاعة التشويه، والتشكيك فى القدرة الاقتصادية المصرية أو فى المنتج المصري، فهذه الأرقام غير المسبوقة التى تحققت فى حجم الصادرات الزراعية خلال العامين الآخيرين مستهدفة أيضاً بترويج الأكاذيب والشائعات والمغالطات، وأحاديث (الإفك) عن الاقتصاد المصرى تحاول تصدير أزمات مزيفة وخبيثة للمصريين فى الخارج الذين وصلت تحويلاتهم إلى 32 مليار دولار.

الأمر لم يتوقف عند ذلك فأعداء مصر والكارهون لها والحاقدون عليها ومن يمسك «بريموت» الإرهاب.. يحاولون الآن تحريك آلة الإرهاب الأسود.. لكنها فشلت وتحطمت على صخرة قوة الجيش المصرى العظيم وبطولات وشجاعة أبطاله الشرفاء.

محاولات حصار مصر بالتهديدات والمخاطر والأكاذيب والشائعات، وضرب مساراتها وشراكاتها مع الأشقاء، وإشاعة التشكيك والتشويه.. والترويج لمعلومات مغلوطة، هى خطة خبيثة ممنهجة، تشير إلى وجود مؤامرة أو استمرار للمخطط الذى بدأ منذ يناير 2011، ونجحت الدولة المصرية فى تعطيله بثورة عظيمة فى 2013، لكن مازالت أدوات ودمى 2011 من «النياجرية» والعملاء والمرتزقة الذين رضعوا صديد الخيانة تحاول العبث، وتسعى أجهزة المخابرات المعادية إلى احيائها من جديد وربما نجد ان الإخوان المجرمين هم العدو المباشر وهذا صحيح، لكن هناك خلايا نائمة ومستترة وللأسف من النخب العفنة التى نشطت آلة أكاذيبها وافتراءاتها التى تستهدف تشويه النجاحات والإنجازات والاستقرار فى مصر.

من لا يعتقد أنها ليست حرباً شاملة ضد مصر، تصاعدت فى آتون الأزمة العالمية فهو واهم، لذلك يجب ألا نسمح لهؤلاء العملاء والمرتزقة بالتمادى أو الاستمرار لكن تجب تعريتهم وكشف حقيقتهم، وهذا ليس ضد الوحدة والاصطفاف على الاطلاق ولكن للحفاظ على التلاحم المصري، فالمواطن يجب أن يعرف حقيقة من يحدثه ويتحدث إليه.

من لا يمتلك الشجاعة فى المواجهة وخوض هذه الحرب مهما كلفته من تضحيات عليه أن ينسحب فوراً.. فلا مجال للمرتعشين والمترددين والمرتجفين وحتى المحايدين فالتخاذل أمام الوطن هو الخيانة بعينها.. وعلينا أن نعيد الكرة من جديد، ونذكر الناس بتاريخ وخيانة الإخوان وأذنابهم من محمد البرادعي، إلى هشام قاسم وحافظ المرازى وأدوات أجهزة المخابرات المعادية التى تتحدث بلغات مختلفة.. فهناك من يظن أو يزعم ويتوهم الاستقواء بدول بعينها، لذلك دعونا نخوض هذه المعركة ضد الطابور الخامس دون استثناء ولا نخاف من شيء، من أجل هذا الوطن.

للأسف الشديد هناك من يعيش بيننا، ويأكل من خير هذا البلد، لكنه لا يتردد لحظة فى أن يغدر أو يخون أو يلحق الضرر به، ولدى مجموعة من الأسئلة والتساؤلات المهمة للمواطن المصري.

أولاً: هل ما جرى من إرهاب فى سيناء لمحاولة فصلها عن الجسد المصرى.. وأيضاً الإرهاب فى الداخل الذى حاول وفشل فى تركيع الدولة المصرية جاء صدفة أو من فراغ أم هناك من كان يحركه وينقله إلينا ويدعمه ويوفر له الملاذ الآمن، ولماذا؟

ثانياً: هل الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه عبر المنابر الإعلامية والخلايا الإلكترونية الإخوانية ووسائل إعلام دولية تتبع أجهزة مخابرات معادية ومدعومة ومدفوعة للتحريض ضد مصر والتشكيك فى إنجازاتها وقراراتها ونجاحاتها واقتصادها.. هل كان ومازال صدفة؟

ثالثاً: هل الأقلام التى تمارس الغل والكذب ونشر السموم، ومحاولات إشاعة الإحباط جاءت أو ولدت من رحم الصدفة.

رابعاً: هل 150 ما بين مقالات وتقارير فى الإعلام الدولى يحمل بيانات ومعلومات مغلوطة ومسيئة وتمارس التشويه، جاءت صدفة؟

خامساً: هل أحاديث «الإفك» التى روجت عن إلغاء الدعم، وإلغاء بطاقات التموين وهو ما لم يحدث ولم يفكر فيه مسئول فى مصر ولم يرد على خاطره ولو صدفة؟ فى الوقت الذى يوجه فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيادة 300 جنيه لكل بطاقة تموين، ويزيد من الدعم التموينى ودعم رغيف الخبز الذى مازال يباع للمواطن بـ5 قروش رغم ان تكلفته وصلت إلى أكثر من 80 قرشاً، بالإضافة إلى التوسع فى إجراءات وقرارات الحماية الاجتماعية ولعل حزم المساعدات الأخيرة ورفع عدد الأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة يشهد بذلك، الدولة أيضاً تواصل جهودها فى دعم الفئات الأكثر احتياجاً بكثير من الإجراءات تشمل الطاقة والكهرباء وتتحمل الجزء الأوفر من تكلفة زيادة السلع جراء تداعيات الأزمة العالمية.

أبواق الكذب التى تحاول النهش فى مسيرة النجاح المصرية تسعى إلى إحباط المصريين والحقيقة ان هذا الشعب أدرك حقيقة هؤلاء المرتزقة الذين يقتاتون على العمالة والارتزاق حتى لو باعوا أنفسهم للشيطان، وحتى ولو كان المقابل الإضرار بالوطن.

وزير المالية أقسم بالله مرات ومرات أنه لم يحدث ان طالب صندوق النقد الدولى بإلغاء الدعم.. وأن مصر وهى تتفاوض لا تفكر إلا فى مصلحتها ومصلحة شعبها ولا يمكن المساس بما يوفر للمواطن الحياة الكريمة التى هى عقيدة الدولة المصرية.

الغريب ان هناك من يسأل عن حقيقة إلغاء الدعم، والبطاقات التموينية وهل هى صدق أم كذب؟ ولم يكلف هؤلاء أنفسهم التحرى والبحث عن الحقيقة وهو ما يفرضه علينا الحديث والتواصل المستمر لوضع الحقائق أمام المواطن وبين يديه، وطمأنته ان ما يدور فى هذا الإطار ما هو إلا مجرد أكاذيب.

الواضح للجميع ان مصر مستهدفة ربما من باب الحقد والحسد والكراهية لنجاحاتها وإنجازاتها وما تشهده من استقرار وثبات وثقة فى مواجهة تداعيات الأزمة العالمية.. وكونها لا تعانى أى نقص أو عجز فى السلع والاحتياجات الأساسية لمواطنيها، أو ربما يحاولون توهماً بعقابها على مواقفها وثوابتها الشريفة، لكن فى كل الأحوال، الدولة المصرية لديها القوة والقدرة وتقف على أرض صلبة، ولا يمكن ابتزازها أو تركيعها أو إخضاعها أو فرض الإملاءات عليها، بإلإضافة إلى ان لديها قيادة سياسية لا تألو جهدا فى توفير الحياة الكريمة، والحماية الاجتماعية لمواطنيها وقدرة هائلة وحكمة بالغة على تجاوز التحديات، وترسيخ الاستقرار للمصريين.

الحقيقة أن لدينا الكثير من النقاط المضيئة التى تعلو فوق تداعيات الأزمة العالمية سواء وفرة فى مجال الطاقة والكهرباء والغاز واستقرار البنزين والسولار.. بالإضافة إلى قوة الأمن الغذائى المصرى ووفرة الحاصلات الزراعية من خضراوات وفواكه، وكذلك توفر كل السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية للمواطنين.
تعلو أصوات نباح «الكلاب» وعوائها، وقافلة مصر تمضى وتسير بثبات وثقة، ومصر لا تهزها ريح العملاء والمرتزقة والملوثين الذين أدمنوا الخيانة.. وبات المصريون يحفظون أسماءهم عن ظهر قلب، ولعل نجاحات الدولة المصرية وثباتها وثقلها تقض مضاجعهم وتثير جنونهم لذلك من المتوقع ان تشهد المزيد من الأكاذيب والشائعات والمقالات والتقارير لأن الأفاعى خرجت من جحورها وآن الأوان لكشف حقيقتها وفضح عمالتها وقطع رأسها.

الحقيقة أن قوة مصر وقدرتها على حماية أمنها القومى وتأمين قدراتها وحقوقها وتلبية احتياجات شعبها، تؤكد جاهزيتها لمواجهة أخطر التحديات، والمؤكد ان هناك نعمة وهبها الله لمصر فى قيادة سياسية وطنية شريفة تتمتع بأعلى درجات الرؤية والحكمة والإخلاص، تقود مصر دائماً إلى بر التقدم والأمان.. تحافظ على حقوقها ومقدراتها، وتدرك أن هناك من يريد استدراجها، ومحاولة النيل منها لكنها أكثر فطنة وذكاء وقوة وإرادة على إدارة جميع التحديات والأزمات والتهديدات التى تواجه مسيرتها، ولعل ما شهدته فى الـ8 سنوات الماضية يشهد بذلك فهناك جدار صلب من الثقة بين القيادة السياسية والشعب.

المواطن أيضاً عليه واجب ودور كبير ومهم أن ينتبه إلى ان هناك من يريد خداعه وإحباطه وهدم وطنه لذلك عليه ألا يلتفت للشائعات والأكاذيب وحملات الإحباط والتشكيك ويصل للحقيقة بنفسه عبر مصادرها الرسمية فنحن فى دولة تمارس وتدير أمورها، بأعلى درجات ومعايير الشفافية والمصداقية، فلا تصدقوا الخونة والمرتزقة وأصحاب النفوس والضمائر المريضة من الذين باعوا شرفهم لشيطان المال والمصالح الرخيصة على حساب الوطن.

على المصريين أن يخروا لله سجدا فلديهم من النعم الغزيرة التى يحسدنا عليها الآخرون من قوة وقدرة وأمن واستقرار ودفء وإنجازات ونجاحات وموارد وأمن غذائى ومائى.. وتعيش عظيمة تحت قيادة قائد عظيم لم ولن يفرط أبداً فى مصلحة وطنه وتحقيق آمال وتطلعات شعبه وتوفير احتياجاته.

الحفاظ على هذا الوطن، فى رقابنا جميعاً نحن المصريين، وعلينا أن ندعم الاصطفاف والتلاحم وان نكون على قلب رجل واحد وفى أعلى درجات الوعى الحقيقى وألا نسمح لأعدائنا بالنفاذ من جديد إلى قلب هذا الوطن الذى نستظل بظله، ونحتمى بحمايته ونأكل من خيره، ونعيش ونموت على أرضه.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة