الخميس 4 يوليو 2024

بالصور.. «مدينة النجوم» تسقط من حسابات التنمية.. والإهمال يعصف بالجميع

29-7-2017 | 23:04

«مدينة النجوم» لا تحمل من الحظ سوى اسمها، فالمدينة التي تقع في نطاق حي بولاق يطربها الإهمال من كل جانب وتحاصرها القمامة والمصارف الصحية التي تعرقل مياهها المخلفات الملقاة بها فضلا عن ردم أجزاء منها، فخلال استقلالك لكوبري الدائري وبعد أن تنتهي من التمتع بالنظر إلى المباني الفارهة تُصدم مرة واحدة بمنطقة تسمى الرشاح الشعبية، التي يواجه أهلها العديد من المشاكل والأزمات، فعوادم السيارات تضرب بصحة السكان فضلا عن انتشار القمامة في المكان بكثرة.

 

مخاطر الصرف الصحي

وستُصدم حين ترى صرفا صحيا مكشوفا يبلغ عمقه أكثر من 6 أمتار و عرضه أكثر من 5 أمتار يتوسط منطقة مأهولة بالسكان وتحاصره جبال القمامة المتراكمة والطيور تتجمع حولها، فضلا عن مصرف يروي الأراضي الزراعية بما يمثل خطرًا حقيقيًا على حياة المواطنين ويصيبهم بالأمراض والأوبئة المنتشرة في عصرنا الحديث.

الأزمة الحقيقة والخطر الأكبر يكمن في أن المصرف يلقي مخلفاته في ترعة المريوطية صاحبة المياه العذبة التي يحلى منها مياه الشرب بما يعتبر اختلاطا صريحا بين المياه الملوثة التي تحمل الأمراض والمياه العذبة النقية.

أحد قاطني المدينة، ويدعى نبيل أبو المجد- 60 عامًا يقول:" عيالنا بتموت ومحدش حاسس بينا، وأنا من يوم ما اتولدت والرشاح ده موجود,، كل أسبوع بيموت اتنين أو ثلاثة أطفال وحتى الكبار واشتكينا كثيرًا جدًا للحي والمسئول عن الدائرة بس لا حياة لمن تنادي.. إحنا حاولنا نوصل للرئيس السيسي  بس ده شبه مستحيل".

موت الإهمال

ولفت إلى أن آخر حالة وفاة لسيدة عجوز منذ أسبوع فقط ولم يستطع أحد إنقاذها لعمق مياه الصرف، مضيفًا أن هذه الحالة لن تكن الأخيرة التي تلقي مصرعها في مياه الصرف الصحي ما دام المسئولين في ثبات عميق و صرخة هؤلاء المواطنين غير مسموعة.

وقال أحمد عبد السلام -45 عامًا:" أخويا مات غرقان فى الرشاح من 13 سنه و اشتكينا كتير عشان خاطر الأطفال كفاية اللي ماتوا".

وتابع:" نجد على امتداد الرشاح بعض الأكشاك الصغيرة التي أقامها بعض الشباب".

 

وقال "محمد سيد" صاحب أحد الأكشاك: "أنا فتحت المشروع ده وقالولي إحنا عايزين نردم الرشاح ولازم تقفل الكشك وبالفعل أغلقته سنتين والرشاح متردمش".

 

الغذاء المسموم

وخلال ترجلك في المنطقة ترى أغنام تأكل من كل حدب وصوب يتغذون على القمامة العائمة بسطح مياه الصرف الصحي وجميع المخلفات الملقاة على جانبي المصرف، دون اعتراض من أحد مع أن هذه الأغنام ستصبح مصدرًا للأمراض بمجرد أن تُذبح ويتم بيع لحمها لسكان الحي.

وبعد محاولات متكررة للتواصل مع المسئولين، تمكنوا من الوصول لأحد أعضاء مجلس النواب، الذي ردم جزء من المصرف بحجة أن النصف الآخر ليس من ضمن المنطقة المسئول عنها، بما عرقل حركة المصرف وجعلها تتراكم أمام منازل الأهالي ولم يتم استبدالها بصرف مغطى.

 

وقال مالك أحد المحال التجارية:"  بعد انتهاء الانتخابات لم يروا النائب المسئول عن دائرتهم قط ولا مرة".

وأضاف حسين كمال -55 عامًا:" أحنا بنحاول نفكر في حل لأن مفيش حد من المسئولين مهتم بينا لكن لو فكرنا نردم المصرف على نفقتنا الخاصة مش هنقدر لأن ده هيحتاج ملايين الجنيهات وأحنا ناس غلابة بنحاول ندبر قوت يومنا بصعوبة هنقدر إزاي نوفر ملايين، أنا بناشد الرئيس و بقوله أحنا كمان محتاجين تبرعات خد من صندوق "تحيا مصر" وحل مشكلتنا اهتموا بأرواحنا وأرواح أولادنا زي ما تهتموا بأرواح أولاد المسئولين أحنا نفسنا نشوف بلدنا أحسن بلد في الدنيا".

نورهان.م - 20عامًا قالت إن الوضع في مدينة النجوم ليس على مسمى على الإطلاق.

وأضافت: "لو كانت الشكوى من شخص معروف كانت الدنيا تتقلب عشان يحلوا المشكلة حتى لو كانت مشكلة صغيرة لكن أحنا نموت مش مهم المهم هما يعيشوا".

 

أمراض قاتلة

الدكتور حسن شكري، أخصائي أمراض الباطنة، قال إن مشكلة الصرف الصحي تمثل مشكلة قومية لما له من تأثير سلبي علي صحة المواطنين فهم لهم كل الحق في مكان نظيف خالي من الأمراض، مشيرًا إلى أن  لهم الحق في الاهتمام وتوفير حياة كريمة لهم  ويكون أيضًا بمستوى الأحياء الراقية ويجب على إدارة الحي والمسئولين الاستماع إلى شكواهم.

وأكد أن الميكروبات تعيش في المياه الملوثة ويمكن أن تقضى على الحي بأكمله من خلال انتشار الأمراض والأوبئة، هذا بخلاف أن مياه الصرف التي تصب في ترعة المريوطية والتي تصل مياهها إلى كل منزل مما يسبب التسمم و أمراض المعدة.

 

قرارات تعيق الإصلاحات

علاء والي، نائب دائرة كرداسة قال إن الرشاح يعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه سكان الدائرة وتزعجهم بشكل كبير والأمر يتطلب حل جذري وحقيقي.

 

ولفت إلى أن المصرف يعتبر المنفذ الوحيد للصرف الصحي للمنطقة والمناطق المحيطة بها ومخلفات المصانع إلا أن وزارة الري أوقفت كل محاولتنا لردم الرشاح واستبداله بصرف مغطى بقرار منع الردم دون إبداء أسباب مقنعة.

 

وأشار إلى أن المنطقة التي تم ردمها كانت قبل صدور قرار الوزارة, مؤكدًا أن هناك محاولات مضنية لتغطية الجزء الذي يقع في المنطقة المواجهة للمنطقة السكنية تجنبًا للحوادث، غير أن هناك أراضي زراعية تسقى من مياه الصرف بالأمراض التي تحملها.

    الاكثر قراءة