الخميس 23 مايو 2024

احذري مواقع الزواج والتعارف الإليكتروني

31-7-2017 | 11:44

بقلم : اللواء محمود الرشيدى - مساعد وزير الداخلية للمعلومات سابقاً

أحدثت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات انقلابا جذريا في كافة مفاهيم وأنماط ومعتقدات وسلوكيات حياتنا المعاصرة وأصبحت تتسم بالطابع التكنولوجي المعتمد أساسا في عمليات التواصل وتبادل المعلومات بأنواعها وعرض الرؤي والمواقف المتباينة وكل ما يتعلق بإدارة وتيسير أمور حياتنا اليومية .. كل ذلك يتم من خ ال الاعتماد شبه المطلق على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت » ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها »social media« ، حيث أصبحت تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة ركيزة أساسية في جميع تعاملاتنا وعلاقاتنا، وعلي صعيد آخر ومع الزيادة المطردة لمستخدمي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ظهرت مجموعة من المخاطر والتهديدات التكنولوجية التي تستهدف تلك التقنيات ومستخدميها بسبب الاستخدام غير المشروع وغير الآمن من جانب البعض لارتكاب العديد من جرائم النصب والاحتيال والابتزاز بأنواعه وكذلك السطو والتنصت الإلكترونى وانتهاك حرمات وخصوصيات الغير من مستخدمي تلك الشبكات ممن لا يبالون باتخاذ الإجراءات الحمائية الفنية والأمنية والتوعوية لحماية حاسباتهم الرقمية أو هواتفهم الخلوية المتصلة بهذه الشبكات التكنولوجية. وتندرج تلك الجرائم وكافة الاستخدامات غير المشروعة وغير الآمنة لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى لما يعرف في عصرنا الحالي بالجرائم المعلوماتية أو التكنولوجية.

في ضوء الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمالية والنفسية التي تمر بها الغالبية العظمي من الأسر المصرية مما انعكست آثاره في ارتفاع معدلات سن الزواج من الشباب والفتيات وزيادة نسبه العنوسة ما تتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية، فقد زخرت شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بآلاف المواقع والحسابات والصفحات الإلكترونية التي تقدم خدمات التعارف والتواصل الإلكترونى بين الشباب والفتيات وغيرهم من مختلف الأعمار للراغبين في التعارف للزواج من خلال تبادل وعرض تفصيلي لبيانات ومعلومات وصور كل طرف للاختيار وفقا لظروف وإمكانيات كل طرف ،ويتم ذلك بدعم ومتابعة إلكترونية من المسئولين عن الموقع الإلكتروني »admins« . ولكن ثبت بالواقع العملي والتحليلي أن هذه المواقع الإلكترونية بالرغم مما كانت تستهدفه من عمل خير إلا أنها كانت محفوفة بالعديد من المخاطر الكارثية التي أوقعت الكثير ضحايا لمشاركتهم بها وتعرضهم لعمليات نصب واحتيال وسرقة وابتزاز مادي وجسدي وهو ما تم من خلال عدة أساليب احتيالية منها استغلال العديد من ذوي النفوس المريضة لتلك المواقع الإلكترونية في اصطياد ضحاياه من الفتيات الراغبات في الزواج خاصة ممن تقدم بهن العمر أو لظرفهن الاقتصادية والاجتماعية ويتم التعارف عليهن من خلال الموقع وتقديم بيانات ومعلومات تلقي قبولا لديهن فيسارعن بتطوير عمليات الاتصال الإلكتروني إلي المقابلات الشخصية حيث يقعن فريسة سائغة للنصب والاحتيال والابتزاز السابق إعداده لهن من قبل هذا النصاب المخادع. ففي حالة واقعية تعرفت البنت علي الشاب من خلال الموقع والذي ادعي فيه أنه يعمل بإيطاليا في مجال تجارة الذهب وحالته ميسورة جدا ويرغب في الزواج منها ثم امتنع فترة عن التواصل بحجة تعرضه للسرقة وأنه سيحضر لمصر لمقابلته، وتمت المقابلة واقنعها بأنه سيعاود ممارسة نشاطه في تجارة أخري ولكن يرغب في تصوير مجموعة من المشغولات الذهبية لإعادة منحه الترخيص ال ازم، وإعادتهم مرة أخري، عرضت مساعدته لإحضار الذهب الخاص بها رفض، ولكن مع إصرارها وافق علي ألا تبلغ أسرتها حفظا لكرامته، وافقت وفي يوم عطلة رسمية قابلته في أحد الكافيهات وأحضرت معها ما يخصها وشقيقتها من مشغولات ذهبية ، وسلمتها له للتصوير واقنعها بأن صديقه وكان يصحبه سيفذ ذلك داخل السيارة ويعود حتي لا يثير شكوك رواد الكافيه، فوافقت الفتاه، ثم توجه النصاب لاستعداء صديقه وإعادة الذهب مرة أخري، وذهب بغير عودة، وذهبت الفتاة إلي مباحث الإنترنت للإبلاغ، وحالات أخري مماثلة معظمهن فتيات ومطلقات وأرامل لم يحطن علما بهذه الألاعيب الاحتيالية لقلة خبراتهن أو لتسرعهن في الاقتناع بصدق ما يعرض عليهن من معلومات عن الطرف الآخر دون فحص وتدقيق، وأعتقد أن آخر الحالات والمتداولة عبر موقع فيس بوك موخرا من تعرض إحدي الفتيات لجريمة بشعة جراء تعارف سابق لأحد الأشخاص عبر الموقع وطلبه إجرائها تحاليل طبية معينة وأرسل لها تكاليفها وبعد تأكد سلامة التحاليل تقدم لها وسافر للخارج واختفت الفتاة وكانت ضحية تجارة أعضاء بشرية.

في ضوء ما سبق عرضه يرجى عدم الاحتفاظ بأية بيانات ومعلومات وصور وفيديوهات خاصة علي الحاسب الشخصي أو التليفون الخلوي، تجنب استقبال أية رسائل إلكترونية مجهولة المصدر أو فتح ما تتضمنه من صور وملفات، كما يحذر التواصل مع المواقع الإباحية والمواقع الخاصة بالتعارف والزواج، واستخدام برامج الحماية والمضادة للفيروسات التكنولوجية.