السبت 18 مايو 2024

الأجازة الزوجية حق مشروع للسعادة الأسرية

31-7-2017 | 12:09

كتبت : أميرة إسماعيل

داخل كل بيت يبحث الأزواج والزوجات عن السعادة الأسرية التى تحلق بهم بعيدا عن ضغوط الحياة، وزحام الشارع، والمشكلات اليومية لأطفالهم، الكل يبحث عن طوق نجاة لسعادته فى بحر عالى الأمواج.. فهل تكون «الأجازة الزوجية » الخالية من كل هذه الهموم حلا لإعادة الروح للحياة الزوجية؟

فى البداية تقول آمال حلمى 30 سنة، مهندسة: فى ظل يوم متكرر ومليء بمسئوليات العمل، والعودة للمنزل للقيام بمهامى الأخرى تجاه زوجى وأبنائى أجد أننى مرهقة وليس لدى الوقت للاهتمام بنفسى أو الحصول على وقت مستقطع للاستجمام، لذا من وقت لآخر أحاول خلق فسحة من الوقت للخروج مع صديقتى المقربة أو تناول أى مشروب بالخارج، لأشعر أننى لست مجرد «آلة » أعمل فى كل اتجاه فقط، بل لدى الحق فى الحصول على لحظات خاصة استمتع بها رغم قلة حدوثها، لكنها تجدد نشاطى وتجعلنى سعيدة.

وتشير نهى على 36« سنة » إلى أن الزوجة فى العادة تخصص أجازاتها للذهاب إلى والدتها لكن ليس لديها الحق فى السفر لعدة أيام مثل زوجها، ولكن علينا الاتفاق أن الأجازة فى حد ذاتها ممتعة لأنها تجدد طاقة الزوجن للاستمرار فى حياتهما الزوجية.

بينما تقول أميمة أحمد 45 سنة ربة منزل: زوجى كان دائم السفر، وبالتالى كنت أعتبره فى أجازة مستمرة، ورغم أن المسئولية تزيد فى غيابه إلا أننى مع الوقت تعودت على ذلك، خاصة وأن ظروف عمله تتطلب هذا، وهذا لا يجعلنى مهملة فى نفسى بل العكس أحاول الخروج من وقت لآخر.

حق للطرفين

ويرى محمد مصطفى 40 سنة أن الرجل لديه مسئوليات ضخمة فوق عاتقه، حيث يحاول طوال الوقت توفير أكثر سبل الراحة والأمان لأسرته وزوجته، وبالتالى فهو يحتاج لوقته الخاص مع أصدقائه لاسترجاع الذكريات وتجديد النشاط، ولكن عليه أن يكون أولا مطمئنا إلى أحوال أسرته، ومن ناحية أخرى من حق الزوجة أن تأخذ قسطا من الراحة وعادة ما تكون متمثلة فى الذهاب إلى والدتها أو الخروج مع الأبناء والصديقات للنادى.

الروتين قاتل

توضح وفاء الشاطر استشارى أسرى وتربوى ومدرب زواج صحى، إن البداية دائما بين أى زوجن تأتى فى تقسيم الأدوار وهذا يخلق نوعا من الروتين، فيشعر كل فرد أنه يقوم بمهام شاقة تختلف عن الآخر، وبالتالى لابد من كسر الروتين وتبادل الأدوار بين الزوج والزوجة حتى يشعر كل منهما بأعباء الآخر ولا يتهم الآخر أنه كسول أو غير متحمل للمسئولية كما يفعل هو، وهنا يكون التركيز على النقاط البسيطة بين أدوار الزوجين والتى تجعل الحياة أكثر ودا وتراحما ولا يعنى ذلك أن الحياة تسير على وتيرة واحدة حيث تظهر أهمية الأجازة الزوجية لأنها فكرة «صحية » للغاية وتعالج الحالة النفسية سواء للزوج أو الزوجة.

وتضيف: تختلف مدة الأجازة حسب الظروف والترتيبات العامة ووجود الأطفال من غيابهم فقد تكون مدتها يوما أو نصف يوم أسبوعيا أو كل شهر أو كل موسم حسب ظروف الطرفين، وهذا يجعلنى أشير إلى الزوجات اللاتى يفضلن الزوج المسافر، لأنه يخلق نوعا من الاشتياق ونسيان المشاكل، وهناك من ترى الزوج المسافر - خاصة لو لسنوات طويلة - أمرا سلبيا لتحملها المسئولية طوال الوقت. وتركز وفاء الشاطر على أن مجرد الأجازة ليوم واحد مع شلة الأصدقاء أو أخذ يوم كامل يفعل فيه الزوج أو الزوجة ما يحلو لهما فيه يكون بمثابة الأيقونة لتفريغ الطاقة السلبية واستعادة النشاط مرة أخرى، مع مراعاة كل طرف لاحتياج الآخر وحقه فى أخذ قسط من الترفيه والحصول على وقت شخصى له فقط.

محددة المدة

من ناحية أخرى توضح د. هند فؤاد، مدرسة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الأجازة الزوجية لابد وأن تكون محددة المدة حتى لا تصيب العلاقة الزوجية بمزيد من الاضطراب والقلق وغالبا تكون المدة قصيرة من أجل راحة الطرفين خاصة لو كانت هناك مشاحنات أو خلافات مسبقة.

وتضيف د. هند أن الفترات الطويلة من الأجازة تصيب العلاقة الزوجية بالجفاء وتجعل الزوجة متحملة للمسئولية أكثر وقد تشعر فى وقت من الأوقات بعدم حاجتها للاستمرار فى حياتها الأسرية وبالتالى لابد من الاتفاق فيما بين الزوجين على المدة وبالتراضى، حتى يكون الرجوع به محبة وود وليس ترقبا لتصرفات الطرف الآخر. وترى د. هند، أنه على الرغم من التغييرات العصرية المجتمعية التى نعيشها الآن، إلا أن الزوجة المصرية لا تأخذ حقها فى الترفيه، فدائما ترتبط بمسئوليات المنزل والأطفال، ويقتصر الأمر فى النهاية على زيارة والدتها مع العلم أن من حقها الاستمتاع ببعض الوقت الخاص.

ضرورة الاتفاق

أما د. صافيناز المغازى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، فتنصح الأزواج بضرورة الاتفاق على مبدأ الأجازة الزوجية منذ بداية حياتهم، فيكون من حق الزوج الخروج مع أصحابه لبعض الوقت ونفس الحق بالنسبة للزوجة، خاصة وأن هناك فتيات تعودن على الخروج والفسح قبل الزواج ويكون لديهن الخوف والترقب لحياتهن فيما بعد، وهنا نركز على ضرورة تغيير مفهوم الزوجة التى تعتبر زوجها هو حياتها فقط وتنسى نفسها أو اهتماماتها الأخرى وبالتالى تحاصر الزوج وتنشأ المشاكل بينهما، فالمساحة الخاصة بكل منهما لها إيجابياتها على المدى الطويل فلا مانع من الاستمتاع ببعض الوقت الخاص بكل منهما فقط.

وتضيف د. صافيناز أن كثيرا من الاضطرابات النفسية والعصبية تأتى بالتراكم والتجاهل ومع مرور سنوات الزواج الطويلة يأتى الملل والروتن، وهنا لابد من أخذ أجازة وفاصل نسترجع به بعض النشاط.