تواجه الكثير من الأمهات صعوبة بالغة في تعويد الطفل على النوم بمفرده، خاصة عندما يكون قد اعتاد منذ صغره على النوم بجوار الأم، فكيف للأم أن تواجه هذه المشكلة بذكاء دون أى تأثيرات سلبية على الطفل ؟.
 

في هذا السياق تقول الدكتورة صفاء عفت أستاذ الصحة النفسية، إ من أهم الخطوات التي يجب أن تقوم بها الأم لتعويد الطفل على النوم بمفرده هى التدرج والابتعاد عن عنصر المفاجئة التي يكون لها مفعول صادم بالنسبة للطفل وتأثيرات نفسية سيئة، مشيرة إلى أنه يجب على  الأم أن تدرك أن نوم الطفل منفردًا يمثل مرحلة جديدة من مراحل فطام الطفل تكون شديدة الصعوبة عليه ومن ثم يجب التعامل معها بذكاء.
 

وأوضحت أن السن المناسب لتعويد الطفل على النوم منفرداً يكون بعد اتمامه العامين، وذلك لأن الطفل في مرحلة الرضاعة لا يتحقق له الشعور بالأمان ولا يتمتع بنوم صحي وهادىء إلا إذا كان نائم على صدر الأم، على عكس الأطفال الذين يحاول الأباء تعويدهم على النوم بمفردهم  منذ الشهور الأولى حيث لا يتمتعون في الغالب بالنوم الهادئ والصحي والذي يحول دون نموهم بشكل أفضل.
 

وأكدت على أهمية أن تضع الأم عده اعتبارات هامة عند تعويد الطفل على النوم بمفرده من أهمها عمل روتين ليلي يومي قبل النوم، ليستعد جسم طفلك للانتقال لحالة النوم بعد الانتهاء من هذا الروتين بشرط أن يكون هذا الروتين في نفس الموعد كل يوم وفى مكان نوم الطفل، وأن يتضمن أمور تساعد  تساعد على تهدئة الطفل، مثل حمام دافئ ثم رواية حدوتة قبل النوم وإبعاد أى صور يخاف منها .
 

وأضافت أنه من أهم الأمور التي يجب أن تراعيها الأم في هذا الصدد أيضًا هو عدم تزامن تعويد الطفل على النوم منفردًا مع قدوم مولود جديد للأسرة، حيث أن هذا الأمر من شأنه أن يعزز مشاعر الغيرة لدى الطفل بجانب شعوره أنه لم يعد محبوباً لدى والديه.
 

وترى أستاذ الصحة النفسية أنه في هذه الحالة يجب على الأم تدريب الطفل على النوم بمفرده، قبل قدوم الطفل الجديد بوقت كاف، وذلك من خلال التحدث مع الطفل عن أهمية نومه منفردًا بعبارات تكسبه الثقة في النفس مثل "إنك أصبحت كبير وشجاع " وغيرها من العبارات المشجعة.
 

وشددت على ضرورة تشجيع الطفل في حال نجاحه في الليلة الأولى من النوم منفردًا ومدحه أمام الجميع مما يزيد من ثقته في نفسه.