حظرت ولاية كاليفورنيا الأمريكية السيارات التي تعمل بالوقود، وطلبت السكان بترشيد استهلاك الكهرباء، في إطار خطتها للتخلص من لقب الولاية الأكثر سكانا وتلوثا بالولايات المتحدة، ولتصبح خالية من الانبعاثات بحلول عام 2035.
ووصفت صحيفة واشنطن بوست هذا التطور بأنه "لحظة حاسمة" في تاريخ التغير المناخي؛ خاصة مع اكتشاف دور السيارات في الضباب الدخاني السميك الذي يحرق الرئة.
الخطة تكتسب صفتها العاجلة نتيجة تعرض الولاية لارتفاع شديد في درجات الحرارة أدى إلى حرائق مهولة في شهر يوليو، أزهقت أرواح والتهمت مساحات شاسعة من غابات منتزه يوسيميتي الوطني، وأجبرت الآلاف من السكان على ترك منازلهم.
وصوت مجلس "موارد الهواء" في كاليفورنيا الخميس على حظر مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود، كأول من يتبنى هذا الحظر.
حذّرت هيئة إمدادات الكهرباء السكان من انقطاع التيار بسبب موجة حر شديدة، وطالبتهم بترشيد الاستهلاك وعدم شحن السيارات الكهربائية.
تهدف كاليفورنيا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى أقل من 40% من مستويات 1990 بحلول 2030، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
هذه الإجراءات ضمن خطة الولاية لتكون "خالية من الانبعاثات" بحلول 2035.
الخطة تطالب كذلك مصنعي السيارات ببيع نسب متزايدة من المركبات الكهربائية التي لا تعمل بالبنزين أو السولار بنسبة 35 بالمائة في 2026، و68 بالمائة في 2030، و100 بالمائة بحلول 2035.
يمكن لسكان كاليفورنيا الاستمرار في القيادة وشراء سيارات البنزين بعد عام 2035، لكن لن تباع طرازات جديدة بعد هذا التاريخ.
يأتي هذا فيما تتوقع هيئة إمدادات الكهرباء أن يكون الحمل الأقصى للكهرباء في الولاية، الإثنين المقبل، هو الأعلى خلال عام 2022، ليتجاوز 48 ألف ميجاواط.
وحال تطبيق إجراءات الحظر والترشيد، ستجعل الخطة من كاليفورنيا واحدة من أول وأكبر أسواق السيارات في العالم التي تفرض 100% من المبيعات الجديدة الخالية من الانبعاثات.
التخلص التدريجي من سيارات الوقود سيخفّض انبعاثات الاحتباس الحراري وانبعاثات تشكيل الضباب الدخاني العقدين المقبلين، ويمنع وفاة أكثر من 1200 شخص سنويًّا.
ستقلل الخطة من المخاطر الصحية للذين يعيشون قرب الطرق السريعة ومراكز النقل.
ومن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، أن الخطة ستجلب وظائف صديقة للبيئة، وتوفر مدخرات للمستهلكين الذين ينفقون آلاف الدولارات على تشغيل وصيانة وإصلاح سيارات الوقود.
هذه الإجراءات لن تقلل تلوث المركبات بالسرعة الكافية، فرغم أن مبيعات كاليفورنيا حاليّا من السيارات صديقة البيئة نحو 16.5 في المائة، وهو المعدل الأعلى في أمريكا، فإنها مرتبة أقل من أوروبا والصين.
الخطة تواجه تحديات قانونية وسياسية وعقبات على طريق التخلص التدريجي من سيارات الوقود.
أمام كاليفورنيا الكثير لتكون السيارات الكهربائية زهيدة الكلفة، فضلًا عما تتطلبه من بناء محطات شحن.