الثلاثاء 14 مايو 2024

سماسرة الأزمات أخطر الأعداء

مقالات4-9-2022 | 12:15

  عجيب أمر هؤلاء المرجفين الذين لا هم لهم إلا العمل بجد وإصرار على نقل تلك المناطق السوداء التي يعيشون فيها بعد أن تقطعت بهم السبل إلى تحقيق أحلامهم بإسقاط مصر وشعبها في غياهب الخوف والتهويل من تداعيات الأزمة العالمية الناتجة عن الحرب بين روسيا والولايات المتحدة على أرض أوكرانيا.

من الطبيعي أن نفكر أن نتحسب أن نعيد ترتيب بعض الأوراق لكن ليس من الطبيعي أن تتحول تلك المحاولات إلى مناطق تخويف ودعوة إلى الفشل في مواجهة التحديات إلى الحد الذي يحلو للبعض التحدث عن إفلاس أو انهيار أو أو... من تلك التوهمات التي يراد تعظيمها لحساب أجندة تعمل على دفع المصريين إلى الغضب والتحرك الخاطئ.

وعلى الرغم من أن الدولة المصرية تواجه تبعات الأزمة والتي سبقها أزمة كورونا والتي نجحت مصر في عبور واجتياز تحدياتها وسط دعوات التشاؤم واليأس التي كانت تروج لكن الغرض والهوى حاكمان ويجبران تلك العناصر مفهومة الدوافع في ما تنتهجه من مناهج معدة لإعادة الياس إلى أذهان المصريين وحياتهم.

تحركت الدولة مبكرا بالتحذيرات وشاركت القيادة السياسية الجميع بخطورة ودقة المرحلة ولم تهون من حجم التحدي الذي تخوضه واستمرت في نهجها الذي دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في ضرورة مساندة الفئات الأولى بالرعاية عبر حزم استثنائية متتالية من إجراءات الحماية الاجتماعية  تحاول قدر المتاح والممكن تخفيف وطأة الأزمة عن ملايين الأسر المصرية فأبقت دعمها لرغيف العيش على الرغم من تضاعف تكلفته وأجلت خطة تحرير سعر الكهرباء وواصلت مد وزارة الكهرباء بالغاز المطلوب لإنتاجها بذات الأسعار حيث تشتري وزراة الكهرباء الغاز بعشر ثمنه العالمي للمحافظة على مستويات أسعار الاستهلاك في إطارها الحالي في وقت تدعو دول من أصحاب الاقتصادات الراسخة الكبرى مواطنيها إلى الاستعداد لغياب الكهرباء الشتاء المقبل.

كما زادت الدولة من الدعم على بطاقات التموين في وقت أيضا تعاني دول كبرى من أرفف خالية في متاجرها وهو ما لم نشهده في مصر بفضل الله لا في أزمة كورونا ولا في الأزمة الأوكرانية التي تراوح شهرها السابع ولا يعلم أحد سوى الله إلى أين ينتهي المطاف بتلك المناورات بين الشرق والغرب والتي يدفع العالم ثمنا باهظا لها.

ولم تطلب الدولة من أحد الاستعناء عن شئ أو العيش بمعطيات اقتصاد الحرب بل نبهت الجميع بأن الأزمة مقبلة وأن التعامل معها قد بدأ وسيستمر وأن الهلع في مواجهتها بترويج الشائعات من بعض نشطاء الجماعات المعادية لمصر سيكون أثرها أكثر تدميرا وسوءا من الأزمة العالمية ذاتها فلماذا إذن ذلك الإصرار على توصيف الأمور بغير مسمياتها وإشاعة صورة قاتمة عن مستقبل هو بيد الله وحده.

إنها الرغبة الدفينة لقلوب تفيض حقدا لما فاتها من غنائم ظنت أنها ستكون بين يديها حين تسقط مصر لا قدر الله من هنا يتم الترويج لنقص سلع ومجاعة وفوضى مقبلة على الرغم من غياب شواهد ذلك وامتلاك نا احتياطيا استراتيجيًا يكفي ٦ أشهر على الأقل ولا أعلم كيف يظن هؤلاء أن بمقدروهم أن ينسبوا ارتفاع السلع أو تراجع الجنيه للدولة وأنها مسئولة عن ذلك إنها ذات الروح التي تسيطر على هؤلاء وهي الاستخفاف بعقول المصريين والاستهانة بمصائرهم وبقدرتهم على المقاومة والتطلع إلى استنفاد مخزون الأمل بداخلهم ليكونوا وقودا يحرق نفسه ذاتيا فيسلك طريقا لا عودة منه والشواهد حولنا في دول مجاورة أمام أعين الجميع.

إنها رغبة ستظل قائمة وستظهر في كل أزمة ومع أي تحد مقبل ستبقى تلك الرغبة الملحة داخل نفوس هؤلاء وإن تجاوزنا الأزمة الحالية فسرعان ما سينتقلون لاصطناع غيرها فما يبثونه اليوم من مخاوف ليس شعورا وطنيا مخلصا راغبا في المساعدة بل هي وظيفة واسترزاق وسعى لمحو هزيمة نفسية اصابتهم وهم يرون المصريين يقظين يحطمون كل محاولاتهم  الواحدة تلو الأخرى بثبات عجيب يدفعهم في أحيان كثيرة إلى توزيع الشتائم بحق المصريين واتهامهم بالسلبية.

إننا اليوم أمام معركة وعي جديدة يجب أن نلتفت إليها يستخدم فيه خطاب شديد الخبث يقوم على سرد وقائع حقيقية فرضتها الأزمة العالمية لاستخدامها في إحياء أجندة الهدم وإعادة بعثها كما يجب أن نتفهم أن هناك تجاهلا أو تسفيها متعمدا سيطارد كل خطوة تعلنها أو تقوم بها الدولة في التعامل مع الأزمة العالمية الجارية ولنكن على يقين أن مدعي الخوف لم يصدروا لنا إلا المشكلات لم يقدموا لنا إلا الإحباط ولم يبذلوا أي جهد إن كانوا مخلصين في إخبارنا بحلول تبنى ولا تهدم وتعمر ولا تخرب فهم لا يجيدون إلا السعي إلى الخراب ولا يعرفون إلا تبيط الهمم فهذا هو منهجهم الذي سيخرجون علينا به في الأزمة الحالية أو أي أزمات مقبلة لا قدر الله.

وبقدر همتهم في الترويج للظلام لابد أن يكون عزمنا على تسليط الكواشف لفضحهم أولا بأول والتأكيد على أن الأزمات ما هي إلا مرحلة استثنائية سنتجاوزها كما تجاوز المصريون طوال تاريخهم أزمات أكثر قسوة وقوة ومن هنا سينحسر دعاة الانهزام ويخفت صوتهم كما كان في السابق فقد بات للمصريين اليوم قدرة فائقة على تمييز الغث من الثمين وعلى الله قصد السبيل وهو من ورائهم محيط.

Dr.Radwa
Egypt Air