الجمعة 26 ابريل 2024

فيها «عمر خيرت!»

مقالات5-9-2022 | 18:31

تاني تاني تاني.. رددها حوالي عشرون ألفًا في أرجاء محكى القلعة كلما توالت النغمات، ليتمايل الجميع وتتعالى الأصوات مرددة كلمات الأغنيات، لكن الأصداء تعالت أكثر فأكثر مع «زي ما هي حبها»، و«فيها حاجة حلوة»، وكأنهما ليستا في حاجة لصوت مدحت صالح أو ريهام عبد الحكيم، لأن بديلهما صوت آلاف الذين جاؤوا مصطفين كالسلم الموسيقى، فقد كانت نغمات عمر خيرت تكفي وتفيض بالتعبير عن ذلك الحب الساكن بين ضفتي نهر النيل وحواري البلد الأمين.

وكلما تكررت «زي ما هي» توالت الصور وتأرجحت المشاعر بين الإيجابيات والسلبيات وحلاوة «العسل» ولونه «الأسود»؛ لتتأرجح الرؤية والإحساس بالمذاق "الحلو"!!... مثل مشوار الفنان عمر خيرت؛ حيث السنوات من الاجتهاد والعمل بصمت ومثابرة في محراب الموسيقى.

أتصور أنه لم يتخيل الاستقبال المبهر لحفلاته أو حالة "الانتظار" والطوابير التي تشهدها الأوبرا طمعًا في الحصول على تذكرة لإحدى حفلاته!!.

فقد كان طوال أكثر من أربعين عامًا باحثاً عن نغمته الخاصة، وبدأها عمليًا مع الموسيقى التصويرية لفيلم «ليلة القبض على فاطمة» 1984؛ ليتحسس خطواته ويجعلها تتماشى مع النغمات، فيجد جانباً مع فيلم "خلي بالك من عقلك"، و"قضية عم أحمد" الذي لا يزال يمثل فقرة يزداد الإعجاب بها في كل الحفلات، ثم يأتي عام 1986 أكثر تألقاً بموسيقى مسلسل "غوايش"، وكأنه وجد ضالته في المزج بين الموسيقى الشرقية والتوزيع الأوركسترالي لنستمتع بموسيقى "المختلف المتمرد على السائد"؛ ثم يأتي مشروعه لإعادة توزيع موسيقانا فنغوص في بحر "وهابيات"!! الذي كان يريده أن يمتد لكافة تراثنا.

قد يكون جمهور الأوبرا الباحث عن الفن "الحلو" منطقياً في سياق الحفلات والتذاكر المحدودة، بينما الصورة تختلف في محكى القلعة حيث "الناس" العطشى للفن في مساحة تستوعب آلاف، لكنه "عمر خيرت"؛ الذي أبلغنا الكثير من الرسائل الحلوة، أهمها إزالة الغبار عن كلمة "تريند" والسمعة السيئة التي تحيط به، ومنحه للمرة الأولى الجلال والوقار، فقد جاء بشمس تزيح الليل الذي أحاط بالقاهرة.

شكرًا عمر خيرت أن جعلتنا نفخر لأول مرة بالتريند وثمار حصادك لموسيقى أكثر من مائة عمل درامي، فتلك النغمات جاءت بالكثير من "الحاجات الحلوة" والأكثر حلاوة "عمر خيرت".

Dr.Randa
Dr.Radwa