الجمعة 17 مايو 2024

هيلموت شميت وأنور السَّادات: اليهود والمسيحيون والمسلمون «أبناء إبراهيم»

هيلموت شميت

ثقافة5-9-2022 | 19:00

محمد الحمامصي

علاقة الدين بالسياسة إحدى أبرز الإشكاليات تعقيدا على مدار التاريخ القديم والحديث، فالسياسة تتوسل بالدين لفرض وصايتها على محكوميها والدين يدخل على السياسة لفرض وصايته على الحكام والمحكومين، وبالنهاية لا يستطيع كل منهما الاستغناء عن الآخر، يشكل قوة لا فكاك للمحكومين منها، وقد باءت محاولات الفاصل بينهما بالفشل، حتى لو ادعى البعض نجاحها، وفي هذا الكتاب "السَّادات شميت.. حوار الأزمات" الباحث الألماني كارل جوزيف كوشيل الأستاذ بكلية علم اللاهوت الكاثوليكية والمتخصص في علم حوار الأديان، يضعنا أمام رجلين من أبرز رجال السياسة المؤثرين في القرن العشرين، أولهما غربي المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت والآخر شرقي الرئيس المصري أنور السَّادات، ويعرض لرؤيتهما مستندًا لأرشيف المستشار الألماني، وسيرته الذاتية، وتناوله لدراسة شخصية لـ"السَّادات" في علاقته به، كاشفا عن رؤيتهما لدور الدين.

والكتاب الذي ترجمه د.محمود عبدالله النزلاوي وصدر عن دار العربي يتناول بصفةٍ أساسيَّةٍ لقاءً تم بين المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت، والرئيس المصري أنور السَّادات، وذلك في رحلة نيليةٍ على ضفاف النِّيل في ديسمبر 1977، حيث تخلَّل هذه الرحلة حديث طويل حول الدين ودوره، ليشكل الحديث نقطة تحوُّل جذري في موقف "هيلموت شميت" من أهمية الدين في السياسة.

فحتى ذلك الوقت كان "هيلموت شميت" يرفض أي تدخل من الدين في السياسة، ويرى أن وظيفة الدين تقتصر على الصلاة، والترويح عن النفس، والعناية بالفقراء والمرضى، لكن بعد لقائه "أنور السَّادات" اكتسب السياسي الألماني مفهومًا جديدًا للدين، وكيف يُمكن توظيف هذا الفهم للحقائق الدِّينيَّة الذي نبَّهه إليه "أنور السَّادات" في تحقيق سلام عالمي.

انطلاقا أولا من أن أتباع الدِّيانات التَّوحيديَّة الثلاث (اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام) كلهم جاؤوا من أصل واحدٍ وأبٍ واحد، من النبي إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، وأن هذه الدِّيانات الثلاث تعرف إلهًا واحدًا.

وهذه الحقيقة إذا فطنها أتباع الدِّيانات التَّوحيديَّة الثلاث، لن يجدوا سببًا للعداوة والكراهية والشعور بالفوقية لأحد منهم على الآخر.

وثانيا أن المؤمنين أنفسهم هم أقدر من غيرهم على الالتزام بتحقيق السَّلام ونبذ الكراهية؛ لأنهم مدفوعون بقوى أكبر بكثيرٍ من مجرد المصالح المادية المشتركة؛ إنها قوة الإيمان.

يقول كوشيل "بمناسبة عيد ميلاد "هيلموت شميت" التسعين في عام 2008، عُرض فيلم عن حياته لـ"راينولد بيكمان" و"كريستوف وينيرت" بعنوان "القرن الذي عاصرته"، حيث طرح الصحفيون الأسئلة المُتوقَّعة حول خلفيِّته الأُسريَّة، والمدرسة، والحرب، وسيرته المهنيَّة كسياسي، والمناصب السِّياسيَّة التي شغلها، والأزمات التي شهدها خلال فترة حُكمه، بالإضافة إلى لقاءاته مع السِّياسيين في الداخل والخارج، لكنَّ سؤالًا واحدًا فقط لم يسأله أحد.

ومع ذلك يبدو أن هذا السؤال كان مهمًّا للغاية بالنسبة للرجل الذي بلغ من العُمر تسعين ربيعًا حتى إنَّه قاطع السائلين بقوله: "لكنني أُريد الإجابة عن سؤال آخر لم يسألني أحد إيَّاه، وهو أي شخص من شركائي السِّياسيين ترك الأثر الأكبر في نفسي؟".

وأجاب قائلًا: "إنه المصري أنور السَّادات، رجلٌ شارك كجندي محترف في كل الحروب التي وقعت بين العرب والإسرائيليين، لكنه على الرغم من ذلك كان يعلم أنَّ على الإنسان تحقيق السَّلام، إنه رجلٌ دعا نفسه لزيارة القدس والكنيست - البرلمان الإسرائيلي - وكان يعلم أنه يخاطر بحياته، وقُتِل بالفعل فيما بعد، وعلى الرغم من وعيه بذلك، فقد قام بالخطوة التي رفضتها جميع الدول العربية الأخرى.

إنه رجلٌ رائع، لقد شرح لي بما ينمُّ عن واسع معرفته كيف نشأت المسيحيَّة من اليهوديَّة، وكيف تطوَّر الإسلام من كلتا الدِّيانتين السَّابقتين، وكان على قناعة بأنَّه إذا كان الناس في جميع الأطراف الثلاثة؛ المسيحيون، واليهود، والمسلمون، يعرفون في النهاية أن لدياناتهم الأصل نفسه، سيكون تحقيق السَّلام فيما بينهم ممكنًا.

وقد أعجبني ذلك كثيرًا في ذلك الوقت، لقد مضى على ذلك أكثر من رُبع قرن، وما زال رأيه يعجبني حتى اليوم، وأعتقد أن رأيه سليم جدًّا، وضروري للغاية"

ويضيف "مضى على هذه القصَّة نحو أربعين عامًا، لكن جاذبيتها لم تفتر أبدًا، لأنها في الوقت نفسه قصَّة يُمكن أن تُروى حزنًا على ما فاتنا؛ على الخيانة والفشل، أو نقاوم بها المتشائمين، الذين يرفضون بأي حال العمل من أجل سياسة التصالح وبناء الثقة كي يستمروا في خداع أنفسهم، ويجعلون من الإرهاب الصارخ في الوقت الحالي ذريعة لممارسة الإدانة الجماعية لدين معين.

لقد صادفتني هذه القصَّة لأوَّل مرَّة أثناء عملي على كتابي "الخلاف حول إبراهيم.. ما الذي يفرق بين اليهود والمسيحيين والمسلمين - وما الذي يوحدهم؟" (عام 1994)، وليس هناك ما جعلني استمع إليها سوى اسم الراوي: "هيلموت شميت"، مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية في الفترة من عام 1974 إلى عام 1982، والذي تُوفِّي في 10 نوفمبر عام 2015 عن عُمر ناهز الـ 97 عامًا.

لقد كان من الشخصيات السِّياسيَّة الأكثر احترامًا وتأثيرًا في ألمانيا ما بعد الحرب، كانت القصَّة تدور حول لقائه مع رجل دولة هو في الوقت ذاته مسلم متدين، وعلى معرفة واسعة بدينه، ويمارسه أيضًا عن وعي.. إنه "أنور السَّادات" (1918 - 1981)، الذي شغل منصب رئيس جمهورية مصر العربية في الفترة من 1970 حتى اغتياله في 6 أكتوبر 1981".

 

يشير كوشيل إلى أن  "شميت" كان أكثر وضوحًا في خطابه الذي ألقاه في كنيسة "سانت نيكولاي" في "هامبورج" عام 1987، حيث روى للحاضرين هذه القصَّة - من بين أمور أخرى - لتوضيح السبب في تغير موقفه من وظيفة الدين: "تدور القصَّة حول الرئيس المصري المقتول أنور السَّادات، كُنَّا نعرف بعضنا بشكل جيد، وكُنَّا صديقين، كان يعلم أنه يُخاطر بحياته عندما قرَّر الذهاب إلى القدس - عاصمة جيرانه الإسرائيليين، الذين كانوا أعداءً له في أربع حروب - وذلك من أجل السَّلام.

لقد علَّمني شيئًا مهمًّا للغاية، شيئًا كان يتعيَّن عليَّ معرفته بنفسي، بالنسبة للسَّادات، كان معروفًا أن اليهود والمسيحيين والمسلمين تلقوا دينهم من المصدر نفسه. والثلاثة - وفقًا لعقائدهم - أرسل لهم الله القوانين نفسها التي تلقاها موسى في ألواح على جبل سيناء.

وبالتالي هناك توافق بين التوراة والإنجيل والقرآن، ليس فقط في هذه النقطة، ولكن حتى في مسألة الإيمان بالله الواحد.

وتتوافق الأديان الثلاثة - في عديد من الأمور الأخرى - وأيضًا في الأمر بإفشاء السَّلام، وكما هو الحال في الإنجيل، فقد تناول القرآن الذي نزل على محمد في مئات المقاطع موضوعات من التوراة اليهوديَّة، أي العهد القديم.

وكان محمد يتحدث صراحةً عن (أهل الكتاب) باحترام كبير، ويعتبر محمد، وكذلك المسلمين اليوم يسوع الناصري نبيًّا عظيمًا.

كان السَّادات يُؤمن بأنه يجب التوعية بهذه القواسم المشتركة، بحيث يمكن إقامة سلام بين الأديان التَّوحيديَّة الثلاثة في العالم".

ويرى أن "شميت" و"السَّادات" كانا ينطلقان من موقفين مختلفين كل الاختلاف في البداية.

فهما لا يختلفان فقط في الموطن واللغة والتاريخ والجنسية، بل يختلفان كذلك في موقفهما الأساسي تجاه الدين.

إذ إن فهم "هيلموت شميت" للدين هو وليد التنوير الأوروبي الذي ينظر للدين نظرة نقدية.

وعلى الرغم من أنَّ "الدين" هنا ليس مرفوضًا بشكل عام، فإنه أيضًا مقبول فقط في "حدود العقل المجرد" كما يرى "إيمانويل كانط"، وهذا يعني أن "الدين" بالنسبة لـ"هيلموت شميت" لا يُمكن أن يكون نظامًا يحكم الحياة بأكملها ويتوغل فيها؛ لا على مستوى الأسرة، ولا على مستوى المجتمع، ولكنه يُمكن توظيفه لبعض الأغراض الشخصية والعامة.

وبناءً على ذلك، كان "هانز كونج" مُحقًّا عندما أكد أن "هيلموت شميت" قد صنَّف "الإيمان والكنائس والأديان من وجهة نظر أخلاقية في المقام الأول".

فهو يرى أن الأديان - وبالأخص المسيحيَّة - "مهمة لتوصيل القِيَم والمعايير الأخلاقية التي لا غنى عنها من أجل التعاون السلمي بين الشعوب والدول".

أما مفهوم "السَّادات" عن الدين فهو مُغاير تمامًا، فتصوره عن الدين يتماشى ويلتزم كُليًّا بما ورد من معايير وأُطُر في "الكتاب المُقدَّس" للمسلمين، أي القرآن.

كما يدور كذلك وفق التقاليد والمعايير الدِّينيَّة والروحية للصوفية، التي تتمتع بتقاليد رائعة في الإسلام، فإيمان "السَّادات" وعقيدته يتألَّفان من مزيج من المسؤولية أمام الله، خالق كل الحياة، كما ورد بالقرآن، والحب الصوفي الشامل لكل العالم؛ محبة الله لمخلوقاته وحب المخلوقات لله.

ولأن "السَّادات" كان مسلمًا متدينًا، كان يومه يخضع كذلك لنوع آخر من الترتيب بسبب الصلوات اليومية وصلاة الجمعة والأعياد الدِّينيَّة وفروض الصيام، بإيجاز، بالنسبة لـ"السَّادات"، كان "الدين" نظامًا يشكل الحياة ويتوغل في جميع نواحيها يجب ممارسته يوميًّا، لأنها الممارسة التي لا تؤدي إلى احتقار أصحاب الأديان الأخرى أو تهميشهم، بل تجعلهم يحظون بالاحترام والتقدير.

ويؤكد كوشيل أنه انطلاقا من ذلك "استطاع الرجلان أن يفهما بعضهما بعضًا؛ لأن "هيلموت شميت" أدرك على الفور أن ما قصَّه عليه "السَّادات" من معلومات حول الجذور المشتركة للأديان الإبراهيمية الثلاثة، والتي لم يكن "شميت" يعرف عنها شيئًا حتى ذلك الحين، مهمة للغاية من أجل سياسة السَّلام في العالم.

إن هذه المعرفة التي أثْرَت وأثَّرت في "هيلموت شميت" باعتباره وريثًا لعصر التنوير الأوروبي وخارجًا من رحمة لا تعني أن "شميت" أصبح متدينًا أو مؤمنًا بها إيمانًا عقائديًّا، بل ظل ذلك في إطار دورها الوظيفي الهام.

لقد كان ما قصَّه عليه "السَّادات" من الأمور العديدة المُشتركة بين الكتاب المُقدَّس والقرآن ذات قيمة كبيرة جدًّا فيما يخُصُّ إستراتيجيَّة وقف المواقف العدائية والتَّربية على التسامح المتبادل، وذلك على المستوى الدولي. كان لا بد لـ"هيلموت شميت" أن يتقبَّل هذه المعلومات التي تتجاوز حدود الدين ويرحب بها، حيث إنه بطبيعة الحال كان قد اعتاد على العمل السياسي على المستويين العالمي والمحلي.

هكذا يدين "هيلموت شميت" لـ"السَّادات" بإدراك أنه لا يُمكن فهم العالم مُتعدِّد الأقطاب في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين من دون فهم التأثير القوي للأديان الكُبرى على البشر.

وأي تحليل عالمي يستبعد "عامل الدين" هو تحليل قاصر، واليوم أثبتت التجربة بطلان التَّنبُّؤات بانتصار العلمانية وتراجع دور الدين، أو أنها ستنطبق في أحسن الأحوال على أجزاء من المجتمع العالمي بصفة أساسية على أوروبا الغربية والشمالية.

أما في آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وخاصة في الشرق الأوسط، فإن تأثير الأديان التقليدية على السلوك البشري واضح ومُتناقض إلى حدٍّ كبير. ويتراوح دورها ما بين نشر التعصب بين عامة الشعب، وإضفاء الشرعية على الإرهاب والحرب إلى الاستعداد للتعايش السلمي والحوار والتعاون.

لذلك ليس من قبيل الصُّدفة أن يسعى "هيلموت شميت"، بعد تركه منصب المُستشار، إلى مزيد من المعرفة بالأديان والتواصل مع رجال الدين، ليس على المستوى الوطني فقط، بل على المستوى الدولي.

فمشاركته في "مجلس التفاعل" ودعمه لـ"مشروع الأخلاق العالمي" يعنيان أن التفكير بشكل يُراعي الوضع العالمي سيمتدُّ ليشمل الدين وقضاياه أيضًا.

وقد اعترف "شميت" بأن الحوار بين الأديان ضروري حتى تستطيع الأديان التَّعرُّف إلى أوجه التشابه فيما بينها.

وأنه من تلك اللحظة فصاعدًا مقتنع بأن "العمل على إيجاد قيمة مشتركة بين كل الأديان يساهم في تعزيز التسامح بينها، ويساهم في وضع أساس مشترك يتجاوز الدين والثقافة كمعيار لسلوك الشعوب وتصرفاتها".

ويوضح إن "هيلموت شميت" يدين لـ"السَّادات" بمعرفته أنه يمكن تحقيق السَّلام بين أتباع الأديان الثلاثة عندما يكون رجال الدين في الأديان الثلاثة على حد سواء جادِّين في خلق وعي لدى الناس بجذورهم وأصولهم المشتركة، وتحقيق مُبادرات عمل لأماكن للحج وللعبادة المشتركة.

وعلى غرار "السَّادات"، وصف "هيلموت شميت" اليهود والمسيحيين والمسلمين بأنهم "أبناء إبراهيم"، إن تعبير "نحن أبناء إبراهيم" هذا ليس في الحقيقة صيغة دينية مقدسة، بل هو تعبير يحتوي الآخر، ويؤكد المكانة الخاصة لأتباع الدِّيانات الثلاث والتزاماتهم دون محو الفروق بينهم.

وهكذا، لفت انتباه "هيلموت شميت" أن "السَّادات" قد "تحدث في الكنيست عن إبراهيم بصفته جدًّا مشتركًا لجميع اليهود والمسلمين.

هذا القول يمثل التزامًا بالنسبة للمصريين ذا نتائج عمليَّة جدًّا؛ لأن مَن يؤكد بصفة مستمرة مثل "السَّادات" أن العرب واليهود "أبناء إبراهيم"، حتى وإن اختلفت أمهاتهم، وبالتالي فإن اليهود والعرب "إخوة" يتحدثون لغات مختلفة، فإن مثل هذا الشخص لم يقع في براثن تيارات التشدد الإسلامي، وكذلك لم يقع في براثن العنصرية تجاه إسرائيل واليهوديَّة.

لقد كان تأكيد هذه "الأُخُوَّة" ليس أمرًا طبيعيًّا أو سهلًا، بل إنه من الناحية العملية له عواقب سياسية ذات مخاطر عالية، وقد قبل "السَّادات" من أجل السَّلام (مع إسرائيل) تحدِّي كل تلك المخاطر.

يذكر أن الكتاب جاء مُقسَّمًا إلى مُقدِّمة، وخمسة فصول، وخاتمة، وألقى الأول منه الضوء على فترة مُستشاريَّة "هيلموت شميت"، والمصاعب التي تعرَّض لها خلال هذه الفترة، وبالأخص إرهاب فصيل الجيش الأحمر، والمُعضلة الأخلاقية التي سقط فيها أثناء محاولته التَّصدِّي لهذا الإرهاب، ثم موقفه من التَّسلُّح النووي الذي تسبَّب في تركه منصبه، وقرار حلف الناتو آنذاك الذي جاء مؤكدًا بُعد نظره.

ثم يلي ذلك عرضٌا لاهتمام "هيلموت شميت" بالحوار بين الأديان والجهود التي بذلها في هذا الصدد بعد تركه منصب المستشار.

ويتناول الثاني وضع مصر أثناء حُكم "أنور السَّادات"، والخلفية التاريخية للرئيس "أنور السَّادات" قبل تولِّيه رئاسة مصر.

وكيف تشكَّلت قناعاته الدِّينيَّة التي قام جزء منها على التصوُّف والحب الإلهي؟ ووظيفة الدين من وجهة نظر الرئيس "السَّادات".

ثم الإجراءات التي اتخذها "أنور السَّادات" بعد وصوله لحُكم مصر من حيث إتاحة الفرصة لتدخُّل جديد من الدين في السياسة.

ويُركِّز الثالث على رحلة السَّادات إلى الكنيست الإسرائيلي، وكيف كانت مُبادرة السَّادات خطوة كبيرة في طريق السَّلام الدائم؟ إلا أنها للأسف لم تُستغل جيدًا، وأن "السَّادات" كان يعمل من أجل السَّلام استنادًا إلى مبادئ الإسلام المُنفتح الذي لا يرفض الآخر.

ويعرض الرابع رحلة "هيلموت شميت" إلى مصر، وبرنامج الزيارة التي التقى فيها آنذاك كبار رجال الدولة وصانعي القرار في مصر؛ تمهيدًا للقاء مميز جدًّا على ضفاف النِّيل مع السَّادات.

ويتناول الفصل الخامس لقاء "هيلموت شميت" و"أنور السَّادات" في رحلة نيلية على ضفاف النيل، وكيف شكَّل هذا الحديث نقطة تحوُّل جذرية في مفهوم "هيلموت شميت" لدور الدين في المجتمع، وكذلك دوره في السياسة؟.