ذكرت صحيفة "الأهرام" أن العلاقات المصرية السعودية تتميز بأنها علاقات شراكة إستراتيجية تتمتع بخصوصية كبيرة تنبع من الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والسعودي، والمصالح المشتركة التي تجمعهما، وكذلك التحديات التي تواجه المنطقة، كما أنها علاقات عضوية متشابكة على جميع المستويات والأبعاد.
وأوضحت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء تحت عنوان "التعاون المصري السعودي ركيزة استقرار المنطقة" - أن العلاقات الثنائية شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة، حيث تعد السعودية أكبر شريك تجاري لمصر في المنطقة العربية، كما أن هناك آلاف الشركات السعودية التي تعمل في مصر، إضافة إلى أن البلدين لديهما رؤية 2030 لتحقيق التنمية والنهضة الشاملة، كما أن المشروعات القومية العملاقة في مصر تمثل بيئة جاذبة وواعدة للاستثمارات السعودية، وهو ما يعود بالنفع على البلدين.
وأكدت صحيفة "الأهرام" أن التعاون المصري السعودي يشكل ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، لما يتمتع به البلدان من ثقل سياسي واقتصادي وأمني كبير، حيث يعد التنسيق بينهما القاطرة التي تقود العمل العربي المشترك والقلب الصلب في مواجهة التحديات المختلفة مثل مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والعمل على تسوية الأزمات والصراعات العربية، خاصة في ليبيا واليمن وسوريا وغيرها، في إطار الحلول السياسية التوافقية وبما يحافظ على الدولة الوطنية العربية ومؤسساتها الشرعية ويرفض كل أشكال الميليشيات والتنظيمات الموازية للدولة، كما أسهم التنسيق بين البلدين في مواجهة التدخلات الخارجية في القضايا العربية التي أسهمت في إطالة أمد الأزمات العربية وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، كذلك العمل المشترك في الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرؤى المصرية والسعودية تتوافق فيما يتعلق بدعم القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين، وذلك هو السبيل الوحيدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما يسهم التنسيق المصري السعودي في التعامل مع التحديات والأزمات العالمية وتقليل الآثار السلبية لتلك الأزمات على المنطقة خاصة في مجال أمن الغذاء وأمن الطاقة.
ورأت صحيفة "الأهرام" أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لمصر ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكس قوة ومتانة العلاقات المصرية السعودية والتنسيق والتشاور المستمر بينهما بما يحقق مصلحة البلدين.