عقدت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع شركاء التنمية على هامش مشاركتها في فعاليات اليوم الثاني للنسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي المنعقد بالعاصمة الإدارية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
والتقت وزيرة البيئة بالسكرتيرة التنفيذية لمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية، كاري آن جونز، والوفد المرافق لها لبحث آليات الاستفادة من التقرير السنوي للمنظمة حول سياسة النمو الأخضر في مناقشات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27) ومشاركة المنظمة في الأيام الموضوعية للمؤتمر.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على اهتمامها باستعراض التقرير السنوي للمنظمة حول سياسات النمو الأخضر لتحديد المجالات التي يمكن تسليط الضوء عليها، وإحداث نوع من التكامل مع مخرجات تقارير ودراسات المنظمات والهيئات الأخرى للاستفادة منها، وخاصة في مجال التمويل، موضحة أن مؤتمر المناخ "COP27" يُنظَر له كنقطة تحول في ظل صدور كتاب قواعد اتفاق باريس، إذ تأتي أهمية المؤتمر في ضرورة الاتفاق الجمعي على ما سيتم تنفيذه كشركاء وحكومات ومؤسسات؛ مما يجعل الجميع يتطلع لنتائج المؤتمر، واعتباره لحظة فارقة في اختبار مصداقية العمل متعدد الأطراف.
ودعت الوزيرة المنظمة للمشاركة في فعاليات الأيام الموضوعية لمؤتمر المناخ COP27 خاصة يومي التمويل والتنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن تطلع العالم لإعلان خارطة طريق التنوع البيولوجي لما بعد 2020 في مؤتمر التنوع البيولوجي(COP15) بمونتريال في ديسمبر المقبل، يستدعي مناقشة الرابطة بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وتمويل التنوع البيولوجي بعد إعلان تعهد 100 مليار دولار له.
وأضافت: "نتطلع إلى تحقيق هذا على أرض الواقع خاصة لمساعدة الدول النامية على إدارة مواردها الطبيعية والحفاظ عليها، مما يسلط الضوء على أهمية الوصول لآليات مبتكرة لتمويل المناخ والتنوع البيولوجي وتوفير فرص الوصول لهذا التمويل، وزيادة الاستثمار في التنوع البيولوجي باتاحة فرصة أكبر لمشاركة القطاع الخاص".
من جانبها، أكدت مسئولة المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية، كاري آن جونز، على تطلعها لدعم مصر بالدراسات والتقرير التي يمكن أن تحقق دفعة لها في العمل البيئي والمناخي، وخلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27، حيث تقدم المنظمة في تقريرها رصد لما تم في مجالات النمو الأخضر والتخفيف والتكيف وإشراك القطاع الخاص ورأس المال الطبيعي وإدارة التنوع البيولوجي، مع تسليط الضوء على التحديات.
وفي ذات السياق، التقت الدكتورة ياسمين فؤاد مع رئيس المنظمة الأوروبية للمناخ، والسفير الفرنسى بالقاهرة، لورين تونيانا، لمناقشة دعم استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، حيث أشادت تونيانا برابطة الطاقة والغذاء والمياه التي أطلقتها مصر، واعتبرتها نموذجًا رائدًا يمكن تكراره في دول أخرى والبناء عليه خاصة الدول الإفريقية.
وأكدت وزيرة البيئة، خلال اللقاء، أن مؤتمر المناخ COP27 باعتباره مؤتمرًا للتنفيذ يعول عليه العالم لدفع أجندة العمل المناخي، وتحقيق الالتزامات والتعهدات الناتجة عن مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26، والعمل على الانتقال العادل، لافتة إلى أن مصر خلال الفترة الماضية خطت خطوات مهمة في مسار العمل المناخي، بدءًا من إعلان الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وخطة المساهمات الوطنية المحدثة وبرنامج "نوفي" المنبثق منهما، وذلك في إطار الأولويات الوطنية الخاصة بتوفير المياه والغذاء في دولة لديها فرصة عظيمة للتوسع في الطاقة المتجددة.
وأوضحت الوزيرة أن مصر تقدم للعالم رسائل مهمة وهي أنها تضع المناخ في قلب عملية التنمية، وكيفية الربط بين الوضع الراهن على الأرض وما يتم في الغرف المغلقة للمفاوضات وما يمكن أن يقدمه الشباب والمجتمع المدني من أفكار وحلول لصياغتها في شكل إجراءات تنفيذية، موضحة أن برنامج "نوفي" ليس مجرد نموذجًا يضع المناخ في قلب عملية التنمية ويقدم حلولًا للمناخ، لكنه أيضًا يقدم نموذجًا لكيفية وضع المناخ في قلب الاحتياجات الانسانية، بنموذج وطني يمكن تكراره عالميًا في العديد من الدول، إذ إن دمج المناخ في التنمية هو تحدي كبير تغلبت عليه مصر بإشراك كافة القطاعات في اتخاذ القرار والإعداد لمؤتمر المناخ COP27، وهي خطوة للأمام لن تعود عنها مصر أبدًا.
من جانبها، أكدت رئيسة المنظمة الأوروبية للمناخ، لورين تونيانا، أن مؤتمر المناخ COP27 سيحقق نتائج مختلفة لاتفاق باريس، فهي فرصة كبيرة للتحول من الأقوال إلى الأفعال، مشيرة إلى أهمية توفير التمويل اللازم، ودعم الدول الإفريقية في اتخاذ إجراءات التصدي لآثار تغير المناخ، مشيدة برسالة مؤتمر المناخ COP27 في السعي للوصول إلى إجراءات تنفيذية قائمة على البعد الإنساني والعلم.
كما التقت الدكتورة ياسمين فؤاد بممثلي صندوق المناخ الأخضر GCF لبحث سبل دعم مؤتمر المناخ COP27، وتناول الاجتماع دور برنامج "نوفي" في تقديم نموذج رائد لتنفيذ مشروعات خضراء تقوم على الاحتياجات الأساسية للبشر، ودور منصة الاستثمار الخاصة بالصندوق في دعم تمويل مشروعات المناخ.
وخلال اللقاء، قالت وزيرة البيئة إن برنامج "نوفي" هو برنامج وطني يمكن اعتباره نموذجًا رائدًا لتكراره والبناء عليه عالميًا، حيث يجعل مواجهة آثار تغير المناخ أقرب من الناس وفي قلب عملية التنمية، من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للبشر من غذاء ومياه وطاقة في عالم تعصف به الأزمات والتحديات، كما أنه يحل إشكالية الربط بين إجراءات التكيف والتخفيف ويعمل على الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية، مشيدة بمنصة الاستثمار التي ستطلق في مؤتمر المناخ COP27 كفرصة جيدة لعرض قصص النجاح والتجارب الرائدة، ومنها قصة نجاح مصر في الانتقال العادل ودمج المناخ في عملية التنمية بمشاركة جميع الأطراف، حيث تعد المنصة فرصة لتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، ووضع تصور لخارطة الطريق لما بعد مؤتمر المناخ COP27.
من جانبها، أشادت ممثلة صندوق المناخ الأخضر بتجربة مصر في الربط بين الاحتياجات البشرية ومواجهة آثار تغير المناخ خلال برنامج "نوفي" واعتبرتها نموذجًا عالميًا رائدًا، مؤكدة على أهمية تعاون جميع الأطراف للخروج بخارطة طريق للاستثمار في المناخ وتسريع عملية التحول الأخضر.
ودعت الوزيرة الصندوق ليكون شريكًا في مناقشات تمويل التكيف في مؤتمر المناخ COP27، وعرض التعاون الثنائي في مشروع إدارة المناطق الساحلية والدلتا في مصر كقصة نجاح، خاصة مع العمل على الإعداد للمرحلة الثانية منه ضمن برنامج "نوفي"، وأيضًا المشاركة في يوم التنوع البيولوجي لدفع المناقشات نحو مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 وإعلان خارطة الطريق للتنوع البيولوجي لما بعد 2020.