أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القصف الذي استهدف محطة زاباروجيا النووية في أوكرانيا مؤخرا أدى إلى تدمير وحدة توصيل الطاقة بالمحطة؛ ما ينذر بعواقب وخيمة ويجعل الموقف أكثر خطورة.
وأشارت الكاتبة البريطانية إزوبيل كوشيو في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى تصريحات رافائيل جروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكد فيها أن القصف أدى إلى تدمير أجزاء مهمة وحيوية من المحطة النووية وأن الأمل بات ضعيفا في إعادة تشغيل تلك الأجزاء مرة أخرى.
وأضافت الكاتبة أن المحطة النووية كانت توفر الكهرباء للمنطقة المحيطة بها ومناطق أخرى من أوكرانيا والتي أصبحت الآن غارقة في الظلام بعد انقطاع التيار الكهربي، موضحة أن مدينة إنرجودار والمناطق المحيطة بالمحطة النووية، تعاني منذ فترة من انقطاع التيار الكهربي بشكل متكرر بسبب عمليات قصف المحطة.
وألقت الكاتبة الضوء على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي طالب فيها بوقف فوري لجميع الأعمال القتالية في المنطقة المحيطة بالمحطة النووية تجنبا لأية كارثة إشعاعية، مؤكدا أن الوضع صار خطيرا ولا يمكن استمراره، بل ويزداد خطورة يوما بعد يوم، ولكنه في نفس الوقت لم يلقي باللوم على أي من روسيا أو أوكرانيا بشأن قصف المحطة النووية.
وتوضح الكاتبة أن كلا من روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشأن قصف المنشأة النووية لمرات عدة في الأسابيع القليلة الماضية والذي أدى إلى حدوث أعطاب كبيرة في أكبر محطة نووية في القارة الأوروبية.
ويضيف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما تقول الكاتبة، أن تكرار قصف المنشأة النووية دفع السلطات الأوكرانية إلى التفكير في إغلاق المفاعل المشغل داخل المحطة حيث فقدت أوكرانيا الثقة في قدرتها على إعادة تشغيله مرة أخرى، موضحا أنه في حالة اتخاذ مثل هذا القرار ستعتمد المحطة النووية في تشغيلها على مولدات طاقة مؤقتة لضمان استمرار عمل المنشأة النووية ولضمان سلامة المنشأة النووية وسلامة الأنشطة التي تقوم بها.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات عمدة مدينة إنرجودار في المنفى ديمتري أورلوف أمس الجمعة التي يؤكد فيها أن العمل داخل المحطة النووية يسير على قدم وساق من أجل إعادة تشغيل الوحدة التي أصيبت في القصف الأخير على أمل استعادة التيار الكهربي للمدينة التي أصبحت غارقة في ظلام دامس.