السبت 29 يونيو 2024

المعارضة الفنزويلية تتحرك ضد تنصيب الجمعية التأسيسية الموالية لمادورو

2-8-2017 | 09:12

قررت المعارضة الفنزويلية تأجيل مسيرة كان مقرر لها اليوم الأربعاء، إلى غدٍ الخميس، لتتزامن مع تنصيب الجمعية التأسيسية التي تعرضت لانتقادات شديدة من المجتمع الدولي، الذي أبدى قلقه حيال الديموقراطية في فنزويلا بعد توقيف اثنين من قياديي المعارضة.


وكتب القيادي في المعارضة الفنزويلية ونائب رئيس مجلس النواب فريدي غيفارا، على تويتر مساء الثلاثاء "انتباه: المسيرة ضد الجمعية التأسيسية المزورة ستقام الخميس، اليوم الذي تنوي فيه القيادة الديكتاتورية تنصيب الجمعية المزورة".


وكان القادة المعارضون للتيار التشافي (تيمنا باسم الرئيس السباق هوغو تشافيز الذي تولى الرئاسة بين 1999 و2013) دعوا مناصري المعارضة إلى مسيرة في كراكاس ضد الجمعية التأسيسية التي يرون فيها "سلطة عليا" ويعتبرونها "غير شرعية" لتولي قيادة فنزويلا لمدة غير محددة (يحددها اعضاء الجمعية).


ولم تحدد الحكومة الفنزويلية موعدا لبدء أعمال الجمعية التي سيكون مقرها في البرلمان.

وفي إعلان ينذر بأن الأوضاع قد تصبح شديدة التوتر قال خوليو بورخيس رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض إنه سيواصل عمله رغم انتخاب جمعية تأسيسية. ومن المقرر أن يعقد المجلس النيابي جلسة صباح الأربعاء.


أما أعضاء الجمعية التأسيسية الـ 545، الذين  اُنتخبوا الأحد على وقع تظاهرات وأعمال عنف أسفرت عن 10 قتلى بحسب النيابة العامة الفنزويلية، فسيبدأون أعمالهم وسط أجواء من التوتر مع الولايات المتحدة عززتها مجموعة من الإدانات الدولية لتوقيف قياديين اثنين في المعارضة.
 

وأظهرت مشاهد فيديو بُثت عبر الإنترنت، توقيف ليوبولدو لوبيز (46 عاما) مؤسس حزب "الارادة الشعبية"، وانطونيو ليديزما (62 عاما) رئيس بلدية كراكاس في منزليهما ليلا.


وكان كل من لوبيز وليديزما يخضعان للإقامة الجبرية بعد اطلاقهما من السجن.

ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء تحذيرا شديد اللهجة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واصفا إياه مجددا بالديكتاتور، وقال إنه يحمّله "شخصيا" مسؤولية صحة وسلامة اثنين من زعماء المعارضة تم سجنهما.


في المقابل أعلن الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو ردا على ترامب "لقد قلت له: مهما حصل فإن مشروع الجمعية التأسيسية سيستمر، في الساعات القادمة ستبدأ بممارسة سلطتها المطلقة".


وكانت واشنطن فرضت عقوبات ضد مادورو تتضمن "تجميد أي أصول" قد يكون يملكها في الولايات المتحدة.


وتتمتع الجمعية التأسيسية بأعلى سلطة في البلاد، وتتقدم حتى على سلطة رئيس الدولة، وهي ستتولى صياغة دستور جديد للبلاد. وعلى الجمعية تحقيق "السلام" وإعادة وضع الاقتصاد على المسار الصحيح، بحسب الرئيس.


وقاطعت المعارضة التي تسيطر على البرلمان منذ 2016 انتخاب الجمعية التأسيسية منددة "بتزوير" يهدف إلى توسيع سلطات مادورو الذي تنتهي ولايته في 2019.


بدوره ندد الاتحاد الأوروبي بتوقيف قياديين اثنين في المعارضة الفنزويلية مؤكدا أنه يدرس احتمال فرض عقوبات تشمل تجميد الأصول ومنع السفر إلى الاتحاد الأوروبي ضد "أعضاء في الحكومة الفنزويلية بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو والمقربين منه"، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان الأوروبي انتونيو تاجاني.
 

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، السلطات الفنزويلية إلى بذل "كافة الجهود الممكنة لتخفيف التوتر" في البلاد الغنية بالنفط والتي تقف على شفير الهاوية.

وكانت كراكاس ومدن أخرى شهدت الأحد الماضي ،مواجهات ومعارك بين متظاهرين معارضين وقوات الأمن، كما أسفرت أربعة أشهر من التظاهرات الشعبية ضد مادورو عن 120 قتيلا، بينهم عشرة أشخاص قتلوا خلال نهاية الأسبوع.
وتقدر المنظمة غير الحكومية "فورو بينال" عدد "الموقوفين السياسيين" في البلاد بحوالى 490 شخصا.

وقالت السلطات أن أكثر من ثمانية ملايين مقترع، أي 41,5 في المئة من القاعدة الناخبة، شاركوا في انتخاب الجمعية التأسيسية الأحد. وهي نسبة تفوق الـ7,6 ملايين الذين صوتوا في الاستفتاء الذي نظمته المعارضة في 16 يوليو ضد مشروع الجمعية التأسيسية. ويشكك كل من الطرفين في الأرقام التي يعلنها الخصم.

ويذكر أن الاقتصاد الفنزويلي على حافة الانهيار، وبحسب مركز "داتاناليسيس" لاستطلاعات الرأي فإن أكثر من ثمانين في المئة من الفنزويليين يرفضون حكم مادورو للبلاد.