الخميس 18 ابريل 2024

تحيا ضحكة «فطين»!

مقالات12-9-2022 | 18:30

كانت الضحكة «صنعته»، يبتكرها كمصمم جواهر، يتقنها لتبقى خالدة.. «مختلفة» قادرة على اختراق الزمن وكأنها «خلية» تتجدد ذاتيًا كل صباح.. لا تصاب بشيخوخة الزمن ولا تحتاج إلى «بوتكس» أو «فيلر» يقيها شر التجاعيد!!، فضحكته دومًا فتاة جميلة شابة «لا تشيب»، منحها البقاء على مدى أكثر من سبعين عامًا وستظل.

لذلك لم يكن غريبًا أن تتصدر خمسة أفلام لا يختلف عليها اثنان للمخرج فطين عبد الوهاب، صدارة العشرة في استفتاء مهرجان الإسكندرية السينمائي بالتعاون مع اتحاد النقاد المصريين؛ لاختيار أهم مائة فيلم كوميدي في تاريخ السينما المصرية، ويمتد وجود أفلامه إلى 17، أي حوالي 20% من الاستفتاء.

فقد جعل الكثيرين يسمعون أغنية «ماما» كما أكملها فنان المسرح يوسف وهبي، ويرددون «ياروح أمك» في إحدى الحفلات وكأنها الأغنية، و«ابن اخو الفتك» التي رددها.. ولوسي «ابن طنط فكيهة».. ومن ينسى الباز أفندي صاحب الكرافتة التي «ترد الروح».. كيف جاءت تلك الجملة وكافة تفاصيلها؟؟؟، ومشاهد إيقاع زينات صدقي بـ«ابن حميدو»، وتوالي الضحكات رغم تكرار المشاهدة مئات المرات!!، وجملة عايز «غرق حقيقي.. غرق واقعي» التي قالها كمخرج في أحداث فيلم «نص ساعة جواز»، عن المسرحية العالمية «زهرة الصبار»! لنتساءل ما العلاقة بينهما أو بين غيرها من الأفلام التي ذكر أنها غير مصرية؟؟.

تلك الجمل التي نتذكرها ونضحك كلما شاهدناها؛ كانت نموذجًا لاتقان تفاصيل «الضحكة» من نبرة صوت في الأداء أو حركة أو مساحة «الإفيهات».

«الباز» لم يكن بطلًا، ولكن التفاصيل التي بدأت بيافطة تحمل مؤهلاته المتعددة، وأنه «ساقط توجيهي»، والعجلة التي يركنها في المكتب، وطريقته في الكلام و«صلاة النبي أحسن» التي يكررها، و«تابعه» صغير الحجم الذي يتحرك بصورة سريعة ليجري خلفه، جعله باقيًا مثل الـ57 عملًا منذ عام 1949، التي بدأها بفيلم «نادية»، وحتى آخرها «أضواء المدينة» 1972؛ لتحصد حوالي ثلث أعماله الاستفتاء.

سنوات من العمل لم تتجاوز الثلاثة والعشرين، زاخرة بالإنتاج كل عام حتى أننا لنتعجب كيف جمع في عام 1960 بين أفلام «إشاعة حب، البنات والصيف، الفانوس السحري، هايجننوني، حلاق السيدات»، كيف استطاع أن يأتي عام 1986 بفيلمي «أرض النفاق وعفريت مراتي»؟، كيف جمع الثنائيات ومنحها رونقًا جديدًا؟؟، وكيف أتى بكل هؤلاء في عمل واحد؟، ما سر ضحكتنا المتكررة مع أفلامه؟، والابتسامة عندما يحمل القدر ليلة مع أفلامه؟، لذلك مهما اعترض البعض على حصاد الاستفتاء الذي شارك فيه اثنان وثلاثون ناقدًا وباحثًا، فيكفي أنه جاءنا بسبعة عشر فيلمًا تحمل اسم فطين عبد الوهاب.