أصدرت مكتبة الشبكة العربية كتاب "سيناء المدخل الشرقي لمصر "لعباس مصطفى عمار، وانطلاقا من أواخر ثلاثينيات القرن الماضي عكف المصريّ عمار على تأليف الكتاب، وأمضى تسع سنوات في سيناء درس فيها جغرافيتها وتضاريسها، وممراتها وتشعب تكوينها السكاني، وفي العام 1946 صدر الكتاب غنيّا بالمعلومات الجغرافية والتاريخية والأنثروبولوجية.
يستهل الكاتب حديثه عن سيناء بتوضيح الأهمية الكبرى التي تحتلها كطريق مواصلات، ومعبر تاريخي للهجرات البشرية، ولأجل التأكيد على هذا يتنقل الكاتب في تاريخ سيناء مستعرضا مراحله الأساسية منذ أن سكنت لأول مرّة وموليا أهمية أكبر لتاريخ سيناء في مرحلة ما بعد الفتح الإسلامي مستعرضا المراحل العديدة التي مرّت بها، بالإضافة إلى استعراض الطرق الرئيسة في سيناء باعتبارها ممرا للتجارة العالمية متتبعا تطور تلك الطرق في الفترات التاريخية المختلفة.
ويستند المؤلف إلى مصادر تراثية قديمة مثل حمزة الأصفهاني وابن إياس، ومراجع عربية حديثة مثل جرجي زيدان وعارف العارف، إضافة إلى وثائق عربية وبريطانية وفرنسية وألمانية ترجع إلى فترات مختلفة وتقارير رسمية صادرة عن مصلحة خفر السواحل أو مصلحة الحدود أو خرائط أشرف على رسمها وجمعها يوسف كمال سنة 1933. ويمر الكتاب الواقع في 239 صفحة على القبائل التي تسكن سيناء، موضحا توزيع هذه القبائل والمهن التي عملوا بها، ومبينا أن الوجود السكاني في سيناء كانت تختلف كثافته باختلاف المراحل التاريخية، إضافة إلى تأثر هذا التواجد بالمواسم المطرية وبتطور وسائل نقل البضائع والحجاج وتطور طرق المواصلات.