سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الجهود المضنية التي تبذلها السلطات في باكستان من أجل إنقاذ ملايين السكان من خطر الفيضانات التي تجتاح البلاد حالياً.

وأشارت الصحيفة في تقرير صحفي إلى أن قوات الجيش تسابق الزمن من أجل حماية أحد أهم وأكبر محطات الطاقة في إقليم السند من خطر الفيضانات حيث أن تلك المحطة توفر الكهرباء لملايين السكان في الإقليم.

وذكرت الصحيفة أن الأمطار الغزيرة وذوبان الجليد في بعض المناطق الشمالية من البلاد أضر بما يزيد على 33 مليون نسمة في الوقت الذي تتزايد فيه المخاطر جراء السيول التي أدت إلى مقتل حوالى 1,400 شخصاً وتدمير آلاف المنازل والطرق والمحاصيل، مضيفةً أن التقديرات الأولية تشير إلى أن قيمة الخسائر بلغت حوالي 30 مليار دولار.

وتوضح الصحيفة أن كلا من الحكومة الباكستانية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يرون أن الفيضانات الحالية، التي تجتاح البلاد منذ مايربو على شهرين، هي نتيجة مباشرة لظاهرة تغير المناخ.

وتوضح الصحيفة أن قوات الجيش الباكستانية تبذل قصارى جهدها من أجل تعزيز السواتر التي تحمي محطة الكهرباء المهددة بالانهيار بسبب الأمطار الغزيرة التي تجتاح الإقليم تنفيذاً لأوامر رئيس الوزراء شهباز شريف.

وتستطرد الصحيفة أن العواصف الترابية في منطقة "سيهوان" اقتلعت أمس الإثنين مئات الخيام التي أقامتها السلطات للمشردين بسبب السيول في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن البلاد سوف تتعرض لموجة عنيفة من الأمطار منتصف الشهرالجاري.

وتضيف الصحيفة أن سكان المناطق التي تتعرض للسيول يواجهون أزمة إنسانية حادة حيث لا مأوى لهم بينما يعانون من خطر المجاعة بعد تدمير السيول للمحاصيل الزراعية.

وتشير الصحيفة إلى تقديرات هيئة الأرصاد الباكستانية التي تؤكد أن البلاد سوف تتعرض لموجة عنيفة من الأمطار خلال الأيام القليلة القادمة وهو ما يمثل خطراً جديداً وينذر بتشريد المزيد من السكان الذين أصبحوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وتوضح الصحيفة أن وكالات الأمم المتحدة للإغاثة تقوم حالياً بتقييم حجم الخسائر واحتياجات السكان في المناطق المتضررة من الفيضانات حيث تشير الإحصائيات أن الأمطار التي هطلت على تلك المناطق بلغ مستواها حوالى 15.4 بوصة أو ما يوازي 190 بالمائة من حجم الأمطار التي هطلت على البلاد فيما يزيد على 30 عاماً.