يخطط الاحتلال الإسرائيلي لإقامة مستوطنة جديدة على مساحات واسعة من أراضيها لاستكمال فصل مدينة القدس المحتلة عن باقي مناطق الضفة الغربية وفي حين يتجاهل المجتمع الدولي تصاعد حرب الاستيطان والتهويد التي تعد انتهاكاً لكل القوانين والقرارات الدولية يواصل المقدسيون الصمود والتمسك بالأرض لإفشال مخططات الاحتلال الاستعمارية .
وفي تصريح صحفي ادلي به اليوم أوضح مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن الاحتلال يخطط لإقامة المستوطنة الجديدة في الجنوب الغربي لمدينة القدس على عدة مراحل تبدأ بإقامة 560 وحدة استيطانية وتتوسع خلال السنوات القادمة لتشمل 5 آلاف وحدة استيطانية سيقام جزء منها على أراضي قريتي الولجة وبتير في مدينة بيت لحم لفصلها نهائياً عن القدس واستكمال الحزام الاستيطاني الذي يفصل بين المدينتين من جميع الجهات .
وأكد مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في بيت لحم حسن بريجية خطورة المستوطنة في موقعها الذي يعد حلقة وصل بين القدس وبيت لحم مشيراً إلى أن استكمال الاحتلال المرحلة الأولى من المستوطنة وإقامة الـ 560 وحدة استيطانية يعني حصار قرية الولجة من أربع جهات بجدار الفصل العنصري ما يعني استكمال الطوق الاستيطاني ومنع إقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس.
وبدوره بين المختص بشؤون القدس فخري أبو ذياب أن الاحتلال أعلن منذ بداية العام الجاري إقامة 12752 وحدة استيطانية في أحياء القدس وهدم عشرات المنازل لافتاً إلى أن الاحتلال يقيم الوحدات الاستيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية بهدف تفتيتيها ومحاصرة وعزل الوجود الفلسطيني بشكل كامل بالبؤر والطرق الاستيطانية التي يتم شقها في عمق القرى والمدن الفلسطينية.
وأشار أبو ذياب إلى أن الاحتلال يشن حرباً ديمجرافية شرسة على الوجود الفلسطيني في القدس لإحداث تغيير لصالح المستوطنين من خلال هدم المنازل والتهجير القسري والاستيلاء على ما تبقى من أراضي المدينة وطمس معالمها الحضارية والتاريخية رغم إدراج العديد منها على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" ما يستدعي تحركاً دولياً جدياً لحمايتها ووقف انتهاكات الاحتلال.
ومن جانبه شدد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي على تمسك الفلسطينيين بالمقاومة ومواصلة النضال للتصدي لمخططات الاحتلال الاستيطانية الاستعمارية مؤكداً أن إقامة الاحتلال مستوطنة جديدة في القدس ما هو إلا حلقة من حلقات التهويد الشامل لانهاء الوجود العربي الفلسطيني وإحداث تغيير جغرافي وديمغرافي للقدس وموضحاً أن تقصير المجتمع الدولي وتجاهله ممارسات الاحتلال العدوانية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني يشجعه على الاستمرار في جرائمه وانتهاكاته للقوانين والاتفاقيات الدولية.