أكد محافظ الإسكندرية محمد الشريف اليوم العمل على الاستفادة من هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة خلال الشتاء، و نقلها إلى مشروع الدلتا الجديدة ، بدلا من تفريغها في مياه البحر.
وقال المحافظ - في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين عقب اجتماعه مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر "كريستيان برجر"- نعمل على وضع استراتيجية شبكة الأمطار الحديثة، لفصل مياه الأمطار عن مياه الصرف الصحي ، والتي تتضمن العديد من المراحل والعشرات من المشروعات الداخلية" .. مشيرا إلى أنه تم بالفعل البدء في أول ثلاثة مشروعات منذ حوالي شهرين، وسيتم التنفيذ على مراحل في ضوء التكلفة التي تتجاوز مليارات الجنيهات.
وردا على سؤال حول استعدادات المحافظة لمواجهة التقلبات المناخية في ضوء التوقعات الخاصة بالأحوال الجوية خلال فصل الشتاء المقبل .. أكد المحافظ أن السنوات الماضية شهدت نوات كبيرة نتيجة لتغيرات مناخية بدأت في عام 2015 .. لافتا إلى أن السنوات القادمة ستكون صعبة بسبب التغيرات المناخية، حيث أن هناك نحرا في شواطىء الإسكندرية بالإضافة لوجود مياه أمطار غزيرة لا تتناسب مع البنية التحتية للمدينة، وهذا ما يجعلنا نعمل جاهدين لحل هذه الأزمة.
كما نفى ما يتم تداوله حول "غرق الإسكندرية" في فصل الشتاء .. موضحا أن الوضع يكون صعبا ولكن لا يصل إلى "الغرق " ، مشيرا إلى أن البنية تحتية والصرف صحي يسع مليوني متر مكعب ، ولكن تسقط أمطار تقدر بحوالي 15 مليون متر مكعب، لذا تتكدس المياه بالشوارع.
من جانبه وصف سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر كريستيان بيرجر الإسكندرية بأنها "مدينة مهمة" لنا وللتعاون مع مصر.. مشيرا لوجود العديد من المشروعات التي يساهم فيها الاتحاد في المدينة من بينها معالجة المناخ والمواصلات .. موضحا أن السنة الأخيرة شهدت تطوير خط ترام الاسكندرية لتوفير وسيلة مواصلات آمنة للمواطنين وتحافظ على البيئة ، بالإضافة لمشروع معالجة مياه الصرف وافتتاح السوق الذي يعمل بالطاقة الشمسية.
وأضاف السفير أن زيارته إلى الإسكندرية تركز على الشباب والطاقة، استعدادا لاستضافة مصر مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 ، والمقرر انعقادها في نوفمبر القادم بشرم الشيخ.. مضيفا أنه سيتم غدا الخميس عقد نقاش في أكاديمية الشباب بالإسكندرية للاستماع لآرائهم وأفكارهم .. مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد زيارات متكررة للإسكندرية والأولى ستكون في أكتوبر المقبل للاحتفال بمئوية الغرفة التجارية بالمحافظة .
وردا على سؤال عن كون الإسكندرية من أكثر المدن المرشحة للتأثر بالتغيرات المناخية وإذا هناك حاجة لجهد استثنائي لرمزية المحافظة تاريخيا وتراثيا وحضاريا ، قال المحافظ إنه بحث مع سفير الاتحاد هذا الأمر خلال اجتماعهما اليوم ، لأن الإسكندرية من أهم المدن المطلة على البحر المتوسط ومعرضة للخطر كباقي المدن المتوسطية وإن كان موقفها أشد خطورة وفقا للأبحاث العالمية.
وأضاف أن هناك مشروعات عديدة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية، أهمها جهود الدولة لحماية الشواطىء خاصة ضد عملية النحر - التي تتم خلال السنوات الاخيرة - مشيرا إلى وجود 8 مشروعات على ساحل البحر الأبيض المتوسط بتكلفة مليار و 900 مليون جنيه، بينها تأمين قلعة قايتباي الاثرية و التي انتهت بالفعل .
من ناحيته .. قال السفير الأوروبى " نقوم بالعديد من المشاريع لمواجهة التغيرات المناخية وتقليل التأثيرات التي تحدث للإسكندرية من بينها تطوير المواصلات الصديقة للبيئة "
وعن المساهمات التي يقدمها الاتحاد الأوروبى للمشروعات بالمحافظة.. قال محافظ الإسكندرية إن السنوات الأخيرة تشهد تعاونا كبيرا بين مصر والاتحاد الاوروبى.. مشيرا إلى أن هناك جلسات حوار متعددة بين الجانبين منذ عام 2017 في موضوعات الهجرة غير الشرعية والاستثمار وخلق فرص العمل ، فضلا عن المساهمات التى يقدمها بنك الاستثمار الأوروبى ..مشيرا إلى أن هذه المساهمة بلغت خلال العامين الأخيرين أكثر من 60 مليون جنيه.. وذكر أن الفترة القادمة ستشهد لقاءات أخرى مع السفير الأوروبى في ضوء الاهتمام بالحديث عن ظاهرة التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة.
وحول دعم المحافظة للمبادرات التي يقوم بها المجتمع المدنى في مجال التغيرات المناخية.. قال اللواء الشريف إن المحافظة تقدم مبادرات هامة للغاية خلال الفترة الأخيرة بالإضافة إلى المبادرة التى تقوم عليها وزارة التخطيط بشأن المبادرات الخضراء والمدن الذكية، وتقدمت المحافظة حتى الان بحوالي 264 مشروعا .
وأضاف أنه على مستوى الجمهورية تم حتى الآن تقديم أكثر من 1100 مشروع ، وجميعها سيتم دراستها خلال الفترة القادمة من خلال لجنة مسابقات التي ستكون حكما لهذه المبادرات للخروج بـ 18 مبادرة يتم تقديمها خلال مؤتمر المناخ COP27.