الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

ياريت.. نعلم أولادنا المعنى الحقيقي للمسئولية

  • 14-9-2022 | 19:00
طباعة

انتشرت مجموعة من التريندات، خلال الفترة الحالية على صفحات التواصل الاجتماعي، عنوانها "مش ملزم ومش ملزمة"، وهي تتناول مسئوليات الزوج والزوجة كعبارة "الزوجة ليست ملزمة أن تنجب وترضع أطفالها" "والزوجة ليست ملزمة أيضًا بنتظيف المنزل وإعداد الطعام لزوجها وأبنائها"، وفي المقابل أصدر الرجال مجموعة من الهاشتاجات مضمونها كالتالي: "الزوج ليس ملزمًا بأن يصرف على بيته وزوجته وأبنائه" "الرجل ليس ملزمًا بالزواج من الأساس"..... إلخ. 

وتصدرت هذه العناوين وسائل التواصل الاجتماعي وخرج علينا العديد من الشخصيات العامة وبعض رجال الدين لإصدار التصريحات والفتاوى في هذا الشأن، منها ما كان معتدلًا، منها ما كان متحيزًا لطرف دون الآخر. 

وفي حقيقة الأمر لا أرى أي سببًا جوهريًا لمناقشة مثل هذه المواضيع في هذا التوقيت تحديدًا خصوصًا مع ارتفاع نسب الطلاق بشكل غير مسبوق خلال هذه الفترة، ما تسبب في خراب العديد من البيوت وتشريد الكثير من الأطفال وكنت أرى من وجهة نظري ضرورة مناقشة أسباب ارتفاع نسب الطلاق وتحليل أسبابها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة، بدلًا من المساهمة في زيادة الصراعات وإثارة الفتن بين الأزواج، وهذا من وجهة نظري يعد مسئولية كل شخص مثقف أو رجل دين أو إعلامي أو شخصية عامة، فكل في مجاله له دور جوهري ومهم جدًا في توعية الشباب المقبلين على الزواج عن كيفية اختيار شريك الحياة بشكل صحيح وعن حقوق وواجبات كلا من الزوج والزوجة بشكل منطقي، وأهم دور من وجهة نظري هو دور الأسرة (الأب والأم) فدورهم جوهري في توعية أبنائهم ما قبل الزواج كما كان يفعل الآباء والأمهات بالماضي، لكن للأسف الأن اختفى تمامًا دور الأسرة في التوجيه والتربية، فقد نشأنا جميعًا ورأينا أمهاتنا تقوم بكل ما يخص التزامات البيت من تنظيف وإعداد الطعام وغيرها من التزامات وأعباء المنزل، وأيضًا كل أم كانت تقوم بإرضاع أبنائها دون طلب أجر للرضاعة، بل كانت سعيدة وهي تؤدي هذه المهمة، بل كنا نرى بعض الأمهات يحزن في حال أُصبن بمرض يمنعهن من إرضاع أبنائهن الرضاعة الطبيعية، كما كنا نرى أيضًا آبائنا يقومون بتحمل كل أعباء ومصروفات المنزل والأبناء دون تذمر او اعتراض، بل كانوا يتشاركون تربية الأبناء أيضًا مع الأمهات لذلك كانت الآسر تعيش بسلام وأمان وهدوء واستقرار رغم بساطة الحياة والإمكانات في هذا الزمن، ونادرًا ما كنا نسمع عن حالات طلاق في هذا الزمن الجميل.

لذلك أعزائي أرجو منكم جميعًا أن تتكاتفوا من أجل إنقاذ آلاف الأسر المصرية التي تنهار أمام أعيننا بشكل يومي، لكي نحمي آلاف الأطفال الذين يتعرضون للتشرد من جراء هذا الطلاق، لذا أرجوكم أن تتوقفوا عن دث الفتن بين الأزواج بمثل هذه التصريحات، واستبدلوها بتصريحات من شأنها أن تبث الألفة والمودة فيما بينهم واعلموا ان البيوت تبنى بالحب والتفاهم كما علمنا الله عز وجل وأن أساس الزواج الناجح هو المودة والرحمة وإذا اختفت المودة والرحمة إنهارت العلاقة فورًا، فبالحب تتلاشى الأنا من المشهد وتعبر الأسرة إلى بر الأمان.

ونصيحتي لكل أب وأم احتضنوا أبناءكم جيدًا علموهم معنى المسئولية وأن الزواج ما هو إلا رباطًا مقدسًا ومسؤولية كبيرة وليس استكمالًا لمظهر اجتماعي فقط، حتى يستطيعوا أن يحافظوا على كيان الأسرة فيما بعد، كما أتمنى أن يكون للدراما دورًا في تقديم محتوى توعوي وتثقيفي للشباب يُرسخ لقيم ومفاهيم الترابط الأسري، وأيضًا الإعلام يجب أن يقدم محتوي توجيهيًا للشباب وكذلك المؤسسات التربوية والثقافية والدينية، فكل هذه المؤسسات له دور محوري في دعم وتوعية وتثقيف الشباب.

وفي ختام مقالي، أتمنى أن يعي كل شاب وفتاة معنى المسئولية وأن يكونوا على قدر مسئولية تكوين بيت وأسرة، وإذا ما رأى أحدهم أنه لا يستطيع أن يتحمل مثل هذه المسئولية فعليه أن لا يتزوج أكرم له من أن يؤذي أطرافًا أخرى ويضر بنفسه وزوجته وأطفال أبرياء وبالمجتمع ككل.

وفي الختام أعلموا أعزائي بأننا جميعًا ملزمين أن نؤدي أدوارنا بالحياة على أكمل وجه كما أمرنا الله عز وجل.

الاكثر قراءة