الثلاثاء 21 مايو 2024

نشاط الرئيس × أسبوع.. زيارة تاريخية لـ«قطر» ودعم مبادرة «أشبال مصر» الأبرز

الرئيس السيسي وأمير قطر

تحقيقات15-9-2022 | 22:23

أماني محمد

شهد الأسبوع الحالي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، تصدره زيارته الأولى من نوعها للدوحة واستقبال الأمير تميم بن حمد أمير قطر للرئيس وقمة المباحثات الثنائية بين البلدين.

واستهل الرئيس السيسي نشاطه هذا الأسبوع باستقبال تارييه بيلسكوج الرئيس التنفيذي لشركة "سكاتك" النرويجية لتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة، وتناول الاجتماع التباحث حول التعاون مع شركة "سكاتك" النرويجية بشأن مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وإقامة مشروع لإنتاج طاقة كهربائية بمقدار ٣ جيجاوات من طاقة الرياح، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية لتوليد الطاقة النظيفة.

وأكد الرئيس اهتمام مصر بالتعاون مع الجانب النرويجي نظرًا للخبرة العريضة التي يتمتع بها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصةً في ظل توافر الإرادة السياسية والتنفيذية، حيث يحظى قطاع الطاقة الخضراء بدعم غير مسبوق من الدولة كأحد أهم أولوياتها، استغلالًا لثروات مصر من مصادر الطاقة المتجددة من رياح وشمس.

كما استقبل الرئيس السيسي أندرو فورست رئيس شركة FFI الأسترالية للطاقة، تناول الاجتماع متابعة التعاون بين الشركة الأسترالية وقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بما فيها مشروع إنتاج طاقة كهربائية بمقدار ٩,٢ جيجا وات من الطاقة الجديدة والمتجددة، وتوطين الصناعات ذات الصلة بتوليد الكهرباء من الشمس والرياح كالألواح الشمسية وتوربينات الهواء".

ووجه الرئيس بتقديم كل التسهيلات اللازمة لإسراع عملية تنفيذ المشروعات المشتركة الخاصة بالطاقة الخضراء، والاستفادة من الخبرات المتطورة للشركات الأسترالية في هذا المجال، وذلك في ظل الاهتمام الذي توليه مصر لمواكبة التوجه العالمي بنشر استخدامات الطاقة المتجددة، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية التي تهدف لزيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، والتي تأتي في إطار حرص الدولة على تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية.

استقبال رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة

والأحد الماضي، استقبل الرئيس السيسي رؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفارقة المشاركين في المؤتمر السادس الذي تنظمه المحكمة الدستورية المصرية للمحاكم الدستورية والعليا الأفريقية،

كما أكد الرئيس أن الجهود القضائية أصبحت تكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها الدول الأفريقية، خاصةً ما يتعلق بحقوق المواطنة، وحقوق اللاجئين والمهاجرين، وحماية الهوية الثقافية، وحقوق الشعوب في مواردها الطبيعية المشتركة، وجهود التنمية الاقتصادية. وشدد السيد الرئيس أيضًا على أهمية الوعي الشعبي لتعزيز دور القانون والمؤسسات القضائية بغرض تمكين الدول من التصدي بفعالية للتحديات التي تهدد كيانها، وأخطرها الفكر المتطرف والتمييز بين المواطنين على أساس ديني أو عرقي أو طائفي، فضلًا عن صون أمنها واستقرارها.

 

حوافز لمبادرة أشبال مصر

كما عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تناول متابعة المشروعات القومية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وقد وجه الرئيس بتخصيص حوافز مجزية لتشجيع المتفوقين من طلاب برنامج "أشبال مصر الرقمية"، وذلك لتعزيز التنمية البشرية وبناء القدرات للنابغين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، كما وجه بسرعة الانتهاء من إنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة على أعلى مستوى تكنولوجي، فضلًا التوسع في إنشاء مراكز "إبداع مصر الرقمية" لإتاحة أنشطة التدريب ورعاية الإبداع وريادة الأعمال في مختلف محافظات الجمهورية.

زيارة الدوحة

كما توجه الرئيس السيسي الثلاثاء الماضي إلى مدينة الدوحة في زيارة رسمية لمدة يومين، والتي تعد الأولى من نوعها إلى دولة قطر، وذلك تلبيةً للدعوة الموجهة  من شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وذلك تتويجًا للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة.

والأربعاء التقى الرئيس السيسي مع ممثلي رابطة رجال الأعمال القطريين، وذلك في مقر إقامته بالدوحة، وبمشاركة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة القطري، وعدد من المسئولين والوزراء في مصر وقطر.

حيث أعرب الرئيس عن ترحيبه باللقاء الذي يجسد روح التعاون الأخوي بين مصر ودولة قطر، مؤكدًا حرص مصر خلال الفترة القادمة على تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مجتمع رجال الأعمال والشركات القطرية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين، وذلك في إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.

قمة الرئيس السيسي وأمير قطر

وكذلك التقى الرئيس السيسي، في الديوان الأميري بالعاصمة القطرية الدوحة، مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وعقد الرئيس وسمو الأمير تميم بن حمد مباحثات منفردة، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب الأمير تميم بن حمد بالزيارة التاريخية لشقيقه الرئيس في قطر في أول زيارة رسمية إلى الدوحة، والتي تأتي تتويجًا لمسار التميز الأخير في العلاقات بين الجانبين المصري والقطري، مشيدًا بالروابط الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ومعربًا عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العربي والخليجي  على كافة الأصعدة، مع التأكيد على حرص قطر على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، من خلال زيادة الاستثمارات القطرية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها.

شهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وتعظيم العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية المشتركة، الأمر الذي من شانه دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين بشكل إيجابي في مختلف المسارات، كما تبادل الزعيمان الرؤى بشأن تطورات القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق بشأن أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين لتسوية سياسية مستدامة لازمات المنطقة وذلك كجزء أساسي من الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، وبما يحقق آمال الشعوب العربية في العيش في سلام واستقرار.

وشهد الرئيس وأمير قطر التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي للاستثمارات والتنمية وجهاز قطر للاستثمار، ومذكرة تفاهم في مجال الشئون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين مصر وقطر.

وأجرى الرئيس السيسي حوارا مع وكالة الأنباء القطرية، مؤكدا أن القمة العربية القادمة بالجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات مشددًا على حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميلشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية، وكذلك تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أية مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها وغلق الباب أمام أي تدخلات الخارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي. تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها كافة مشاكل المنطقة العربية، وهذا هو الإطار الذي نتطلع للتعاون من خلاله مع الأخوة والأشقاء العرب خلال القمة القادمة.