السبت 1 يونيو 2024

سوريا تدعو لاتخاذ خطوات جادة لإلزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

سوريا

عرب وعالم17-9-2022 | 12:40

دار الهلال

دعت سوريا مجدداً المجتمع الدولي إلى اتخاذ قرار واضح وخطوات عملية جادة لإلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع جميع منشآتها لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون قيد أو شرط.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا السفير الدكتور حسن خضور في بيان ألقاه أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البند 12 المتعلق بتطبيق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة الشرق الأوسط ان سوريا تري أنه قد حان الوقت للمجتمع الدولي كي يقف في وجه سياسة التغاضي عن الممارسات الإسرائيلية الخطيرة وأن يتخذ قراراً واضحاً وخطواتٍ عمليةٍ جادة من أجل إلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع جميع منشآتها لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية دون قيد أو شرط.

وأشار خضور إلى أنه منذ اعتماد القرار المتعلق بالشرق الأوسط في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار عام 1995 والذي تم على أساسه التمديد اللانهائي للمعاهدة لم يتم اتخاذ خطوات عملية نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط رغم كل المبادرات التي طرحت لتحقيق هذا الهدف وذلك بسبب مواصلة إسرائيل تحديها للمجتمع الدولي عبر رفضها الانضمام للمعاهدة كدولة غير حائزة مستندة في ذلك إلى دعم مطلق من حلفائها.

ونبه الدكتور إلى أن تهرب إسرائيل من الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي يعطي مؤشراً واضحاً على أنها تضرب بعرض الحائط الإرادة الدولية والإقليمية الشاملة لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.

وندد خضور بانحياز الولايات المتحدة لإسرائيل واتباعها سياسة المعايير المزدوجة بخصوص انتشار أسلحة الدمار الشامل وقال إن "الولايات المتحدة الأمريكية وهي دولة نووية وديعة للمعاهدة تبدي الاهتمام والحماس بشأن مسائل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وترسانة سلاحها النووي والكيميائي يختفي هذا الحماس ويتحول إلى سعي لإيجاد المبررات والذرائع."

وبين أن الولايات المتحدة رغم أنها إحدى الدول الثلاث الراعية لقرار الشرق الأوسط لعام 1995 فإنها تعيق وبشتى السبل كل الخطوات الرامية إلى تنفيذه لحماية مصالح إسرائيل.

وفيما يتعلق بالبند الفرعي 8-ب المتعلق بتنفيذ اتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار في سوريا أكد السفير خضور أن استمرار المجلس في مناقشة هذا البند على نحو متكرر من حيث الشكل والمضمون يُدخله في دائرة مناقشة مفرغة وعقيمة تتسبب بهدر الوقت والموارد وخاصة أنه تم إقحامه دون مبرر وبشكل مخالف لأساليب عمل الوكالة لا بل إنه يفسح المجال لبعض الدول للتشويش على عمل المجلس وصرف انتباهه عن أنشطة إسرائيل وما تملكه من قدرات نووية عسكرية وهي الدولة الوحيدة التي لم تنضم إلى معاهدة عدم الانتشار.

واشار الى أن إزالة هذا البند من جدول الأعمال له مبرراته القوية مذكراً بموقف المدير العام الأسبق للوكالة الدولية الذرية الدكتور محمد البرادعي الذي قال "إن إسرائيل لم تقم فقط بإعاقة عمل الوكالة حينما قامت بقصف ما كانت تدعي أنه منشأة نووية في سوريا بل قامت أيضاً بانتهاك واضح للقانون الدولي."

وألمح السفير خضور إلى أن عدوان إسرائيل في سبتمبر عام 2007 على منطقة في محافظة دير الزور قد تم استخدامه منصة للهجوم على سوريا بهدف تشويه صورتها وممارسة الضغوط السياسية عليها ومحاصرتها بدلاً من أن تتم إدانته بقوة كونه يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي.

ولفت السفير خضور إلى أن إقرار إسرائيل الرسمي المتأخر بالمسؤولية عن عدوانها على سوريا يحتم عليها التعاون مع الوكالة للكشف عن حقيقة التلوث الذي أحدثته قذائفها مشدداً على أنه ما لم تتعاون إسرائيل القوة المعتدية مع الوكالة فإن أي مناقشة لهذا الموضوع ستبقى دون جدوى.

وأكد مندوب سوريا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا أن سلوك إسرائيل العدواني في المنطقة وبقاءها بما تمتلكه من قدراتٍ نووية خارج إطار معاهدة عدم الانتشار واتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة يمثل خطراً جسيماً على نظام عدم الانتشار حيث تستغل إسرائيل الظروف والأوضاع في المنطقة وتقوم وبشكل متكرر بإلحاق أضرار كبيرة ضد المدنيين والعسكريين.

وبين أن رفض إسرائيل لجميع المبادرات الداعية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط يجعلها تهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي ضوء ذلك كله فإن إسرائيل غير مؤهلة على الإطلاق للحديث عن حالات عدم الامتثال للمعاهدة أو الالتزام بالمعايير الدولية التي تنتهكها في كل يوم.

وأكد السفير خضور أن التعاون السوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يتوقف أبداً وتشهد تقارير تنفيذ الضمانات المتعاقبة على أن سوريا لم تتأخر عن الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب اتفاق الضمانات الشاملة ومعاهدة عدم الانتشار وأنها لبّت كل طلبات التفتيش الدورية في مواعيدها.لافتا الى ان سوريا قدمت في إطار تعاونها أقصى درجات المرونة والجدية لتسوية بعض المسائل العالقة فيما يخص طبيعة الموقع الذي دمره العدوان الإسرائيلي في دير الزور حيث سمحت في يونيو 2008 لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع والتحرك بكل حرية في محيطه وجمع العينات البيئية منه كما أجابت على جميع الاستفسارات التي طرحوها والتي توجت بالاتفاق مع الوكالة على خطة عمل تم التوصل إليها خلال الاجتماع الذي عقد في دمشق في نوفمبر 2011 مع نائب المدير العام لشؤون الضمانات في الوكالة آنذاك وهذه الخطة لا تزال موجودة حتى الآن إلا أن مسار التشويش الذي دأبت عليه بعض الدول الأعضاء المعروفة أعاق تنفيذ هذا المسعى.

وأكد السفير خضور أن سوريا كانت وستبقى ملتزمة بالتعاون الكامل والبناء مع الوكالة وفقاً لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار واتفاقية الضمانات الشاملة الموقعة مع الوكالة.