تحمل قسماتها سحر الشرق وتتحلى دائما بروح البساطة والطيبة والشهامة، فالفنانة تحية كاريوكا لم تنس أبدا أنها مصرية أصيلة وكان الكرم من أهم سماتها، ففي سفرياتها إلى أوروبا كانت تتعمد إبهار الحضور في المهرجانات الدولية سواء بإطلالاتها المميزة التي كانت ترتدي فيها الأزياء المصرية، أو من خلال الهدايا الشعبية المصرية التي كانت تسعد بها النجمات الأوربيات في المهرجانات.
روت كاريوكا إحدى ذكرياتها لمجلة الكواكب في أكتوبر 1951، وكانت بعنوان "الطفل الذي أنقذني"، وقالت أنها كانت قد سافرت إلى أمريكا منذ نحو أربع سنوات، وذهبت إلى أحد المصايف الهادئة هناك لتقضي فيه بعض الوقت، والتقت في المصيف ببعض ممثلات هوليود، ودعتها إحداهن للسباحة، وكانت كاريوكا لا ترغب في النزول إلى البحر، لكن تحت إلحاح شديد من صديقتها الفنانة إضطرت إلى ذلك.
بدأت تحية السباحة مع صديقتها الأمريكية، وبعد فترة جرفتها موجة عاتية، وأبعدتها عن الشاطئ، وحاولت مكافحة الموجة التي حملتها إلى المنطقة المحظور السباحة بها لكن دون جدوى .. وخارت قواها وهي لا تريد أن تصرخ أو تستغيث حتى لا يسخر منها صديقاتها الأمريكيات.
وتذكرت شبابها الذي سيذهب مع الريح، وتمنت من الله أن تحدث المعجزة التي تعيدها إلى الشاطئ .. وقالت بالفعل حدثت المعجزة، فقد لاحظ طفل أمريكي أنها تكافح الأمواج وتقاومها، وتكاد تشرف على الغرق .. فأسرع نحوها وألقى إليها بطوق الإنقاذ، فأمسكت به وجرها الطفل إلى الشاطئ بين هتاف المصطافين وتصفيقهم.
أكدت كاريوكا أن أحد مصوري الصحف كان موجودا على الشاطئ، والتقط صورة هذا الطفل وهو يقودها إلى الشاطئ، ونشرت الصورة في صحيفته في أبرز مكان بها تحت عنوان "الطفل الذي أنقذ ممثلة مصرية".