كشف الحزب الحاكم في المجر اليوم الخميس عن رغبته في إجراء استفتاء شعبي بين مواطني البلاد حول ما إذا كانوا يدعمون عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، بسبب حربها في أوكرانيا.
ونقلت وكالة (أسوشييتد برس) عن ميت كوتشيش القيادي بالحزب في مؤتمر صحفي الخميس في أعقاب اجتماع مغلق: "إن حزب فيدس يخطط للدعوة إلى مشاورات وطنية حول عقوبات الطاقة التي قال إن من قررها هم (نخبة بروكسل) داخل أروقة الاتحاد الأوروبي".
وأضاف كوتشيش أن العقوبات تسبب ضرراً، فهي تدمير اقتصاد أوروبا، وعلينا أن نقنع صناع القرار الأوروبيين "أعضاء النخبة" أنها لا ينبغي الإبقاء على عقوبات الطاقة لأن مشكلات كبرى ستتمخض عنها.
والاستفتاء، الذي تطلق عليه الحكومة "استشارة وطنية"، هو استفتاء غير رسمي متاح لكل شخص بالغ في المجر ويمكن رده بالبريد أو ملؤه عبر الإنترنت.
وتعرضت مثل هذه الاستفتاءات، التي صدرت عدة مرات من قبل حكومات رئيس الوزراء فيكتور أوربان منذ وصوله إلى السلطة في عام 2010، لانتقادات من جانب منظمي الاستفتاءات وأحزاب المعارضة بسبب احتوائها على أسئلة متحيزة وموجّهة مع عدم وجود أهمية قانونية ملزمة لها.
في المؤتمر الصحفي، أقر كوتشيش بأن المشاورات هي "أداة سياسية" يمكن للحكومة استخدامها في مناقشاتها مع الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان سيتم تمديد أو فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا. وقال إن الحكومة ستقرر موعد استطلاع الرأي.
وعارضت حكومة المجر بشكل علني عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو، بحجة أنها تلحق أضرارًا بالاقتصادات الأوروبية أكثر مما تلحقه بروسيا.
كما رفضت بودابست تزويد أوكرانيا المجاورة بالأسلحة، أو السماح بنقلها عبر حدودها مع الدولة المحاصرة.
وفي وقت سابق الخميس، أكد رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان أن المشاكل الاقتصادية وأزمة الطاقة والتضخم في أوروبا هي نتيجة العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا .. مشيراً إلى أنه إذا تم رفعها ستنخفض الأسعار على الفور وستتاح لاقتصاد أوروبا فرصة للتعافي وتجنب الركود.
وخلال اجتماع للائتلاف الحاكم، قال أوربان: "عندما تم فرض هذه العقوبات في بروكسل مطلع الصيف وعد البيروقراطيون الأوروبيون بأن العقوبات ستضرب روسيا وليس الأوروبيين ومنذ ذلك الحين أصبح من الواضح أن العقوبات المفروضة تسبب الضرر لأوروبا أكثر من روسيا".
ودعا أعضاء الائتلاف في بلاده إلى بذل كل ما في وسعهم لترفع أوروبا هذه العقوبات في موعد لا يتجاوز نهاية العام.