الأحد 5 مايو 2024

الدور الإستراتيجى للإعلام

مقالات22-9-2022 | 21:52

جاءت كلمات الرئيس السيسى لوزراء الإعلام العرب خلال استقباله لهم أمس الأول لتشكل ميثاق شرف إعلامى.. وإستراتيجية إعلامية متكاملة تضع يدها على التحديات والشواغل العربية.. وتمثل نهجاً ودستوراً إعلامياً، يكون صمام أمان للدول داعماً لمسيرتها التنموية، ومتصدياً لكل محاولات تزييف العقل الجمعى العربي.

الرئيس وضع الجميع أمام مسئولياته، عندما أكد على الدور الإستراتيجى للإعلام وان الكلمة منه أمانة ومسئولية.. ووضع برنامج عمل إعلامى من شأنه أن يوفر عناصر الدعم للبناء ومكافحة الإرهاب.. وتحقيق الاستقرار والتنمية، فالإعلام أصبح سلاحاً مهماً فى الحفاظ على الدول وأمنها واستقرارها ومسيرة التنمية فى ربوعها.

لا ينفصل حديث الرئيس المتكرر عن محورية دور الإعلام بما قاله خلال استقبال وزراء الإعلام العرب بل يجسد إيماناً رئاسياً راسخاً بالدور الإستراتيجى للإعلام فى الحفاظ على الدول.. وتحقيق أهدافها فى البناء والتنمية وهو ما يضع الإعلام العربى والمسئولين عنه أمام مسئوليات فى ايجاد آليات تنفيذ واقعية لتوصياتهم.. ويدفع نحو أهمية التواصل المستمر لتطبيق الإستراتيجية الإعلامية العربية لتحقيق الأهداف والغايات العربية فى ظل الشواغل والتحديات المشتركة الداخلية والإقليمية والدولية.

 

 

من المهم استمرار التواصل بين وزراء الإعلام العرب.. لتطبيق الإستراتيجية الإعلامية العربية.. وإيجاد آليات تنفيذ واقعية لتحقيق أهداف وغايات الأمة

 

 

أدركت الدولة المصرية مبكراً أهمية الدور المحورى والإستراتيجى للإعلام خاصة فى تحقيق الاستقرار ودعم التنمية، وتشكيل وبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح الذى يعد أهم الأسلحة التى تمثل صمام الأمان للحفاظ على الدول فى ظل حملات قوى الشر والمؤامرات والمخططات التى تحاك ضدها لاختراق العقل الجمعى للشعوب فى ترسيخ الأكاذيب وترويج الشائعات وافقاد الشعوب الثقة فى قدراتها وقياداتها وتزييف وعيها وإحداث الفتن والوقيعة من خلال تحريض ممنهج يؤدى فى النهاية إلى تحقيق أهداف قوى الشر فى الاضعاف والإسقاط والتقسيم وإشاعة الفوضى والإرهاب والنيل من الدولة الوطنية لتذهب جهود البناء والتنمية وامتلاك القوة والقدرة وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب ادراج الرياح.

الحقيقة، ان مصر تحديداً على مدار العقدين الأخيرين تعرضت لغزو وحملات إعلامية بشكل ممنهج تفاقمت منذ أحداث الربيع العربى المشئوم وحتى وقتنا هذا، وبلغت ذروتها على مدار الـ8 سنوات الماضية ومازالت تستهدف تزييف العقل المصرى وهز ثقة المواطن فى قدرته على النجاح، ومحاصرته بالأكاذيب والشائعات، واحباطه بالتشكيك والتشويه واستهداف وحدته بالتحريض والوقيعة، وكلما أنجزت ونجحت الدولة المصرية وحققت الأمن والاستقرار ازدادت هجمات الإعلام المعادى ومنابر قوى الشر وترويج الأكاذيب والشائعات والتشكيك.

نجحت مصر خلال الـ8 سنوات الماضية فى بناء القدرة الإعلامية جنباً إلى جنب مع بناء القدرة الشاملة والمؤثرة للدولة ووفرت كافة الامكانيات وأولت ملف الإعلام اهتماماً غير مسبوق.. إيمانا منها بأهمية دوره فى ظل التحديات الداخلية، والتهديدات الإقليمية والدولية وضرورة بناء وعى حقيقى فى مواجهة حملات الزيف والضلال ونشر الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك فى كل شيء والتسفيه من كل نجاح وإنجاز.. لذلك حقق هذا الاهتمام الفريد بالإعلام نجاحاً كبيراً وفشلت كل محاولات تزييف الوعي، وتحريض وتحريك المواطنين والوقيعة بين المصريين وتحطمت كل هذه الحملات الضارية على صخرة الإعلام المصرى الذى يواكب العصر ويقرأ بشكل جيد خارطة الاستهدافات والحملات ويفسد مضامينها وأهدافها ساعده على ذلك واقع مصرى مليء بالإنجازات على أرض الواقع تتغير فيه الحياة إلى الأفضل ويلمس فيه المواطن تحسناً كبيراً فيما يتلقاه من خدمات ويدرك اهتمام الدولة غير المسبوق ببناء الانسان لذلك يشكل الإعلام المصرى صمام الأمان ضد محاولات التزييف.

الإعلام المصرى أيضاً كان ومازال له دور كبير فى دعم مسيرة البناء والتنمية والتقدم فكان المرآة الصادقة التى تعبر بشفافية عن المشروعات العملاقة وما تحققه من أهداف ونجاحات فى كل المجالات والقطاعات وفى كل ربوع الوطن وبرع الإعلام المصرى فى تقديم الصورة الحقيقية للمواطن، وايضاح الفارق بين ما كانت عليه مصر من أزمات وتحديات ومشاكل وصعوبات ومعاناة تواجه الوطن والمواطن، وما آلت إليه الدولة المصرية من نجاحات كبيرة فى مسيرة البناء صنعت قوة وقدرة للوطن وخففت المعاناة عن المواطن.. كانت ومازالت إستراتيجية (كنا فين وبقينا فين) أو نظرية قبل وبعد، أو رؤية كيف كنا.. وماذا أصبحنا؟ نموذجاً للمصداقية والشفافية.. لذلك الرئيس عبدالفتاح السيسى كان ومازال حريصاً أن يوضح للمواطن بالصور والفيديوهات أصل الأشياء، وكيف كانت وماذا أصبحت؟ فعلى سبيل المثال، حرص الرئيس السيسى على توضيح الفارق بالصور شكل وملامح المناطق العشوائية غير الآمنة قبل تطويرها، ثم بالصورة أيضاً المناطق الحضارية التى انتقل إليها أهالينا من الأسر المصرية، وكيف أصبح شكل ومضمون الحياة الراقية والانسانية التى حرصت القيادة السياسية على توفيرها لهم.

الإعلام المصرى كان ومازال الناقل الأمين للحقيقة بصدق وشفافية وما يجرى على أرض مصر من مشروعات وجهود وطنية وبناء وتنمية تسابق الزمن وكيف غيرت هذه المشروعات شكل مصر واكسبتها القوة والقدرة فى كافة المجالات والقطاعات، وأيضاً توضيح التحديات التى تواجه الدولة على المستوى والصعيد الإقليمى والدولى ليعرف المواطن المصرى وليكون أكثر إلماماً بما يدور حوله وما علاقته وتأثيراته وتداعياته على مصر وشعبها وما هى جهود الدولة للتخفيف من آثارها؟

الإعلام المصرى أيضاً تفوق على نفسه فى مواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود والتطرف والتشدد الذى ظل يهدد مصر على مدار عقود طويلة تفاقمت على مدار الـ٩ سنوات الأخيرة، لكن رؤية وإرادة القيادة السياسية نجحت فى مواجهة شاملة لهذه الظاهرة الخطيرة سواء على الصعيد العسكرى والأمنى والفكرى والاجتماعى والثقافى مدعومة برؤية إعلامية استطاعت تعريف المواطن بأبعاد هذه الظاهرة وابتعادها عن الأديان السماوية، وحقيقة من يقف وراءها ويغذيها ويدعمها وأهدافها الخبيثة التى تستهدف تركيع وابتزاز الدول وإسقاطها.

نجح الإعلام المصرى فى المواجهة الخلاقة لظاهرة الإرهاب وفاض فى تبيان أفكار وعقيدة هذه الجماعات الظلامية المدفوعة والمدعومة وعرض النماذج الدولية التى نجح فيها الإرهاب فى النيل من بعض الدول وطبيعة ما آلت إليه من فوضى وخراب ودمار وخوف وقتل ودماء واهدار لثروات وموارد البلاد، ومعسكرات للاجئين.. لذلك أصبحت لدى المواطن المصرى قناعة كاملة ان التطرف والتشدد ليس لهما علاقة بالدين وهو منهما برئ، وان هؤلاء الإرهابيين يتسترون بالدين لتحقيق أهداف الدول التى دعمت هذه الجماعات الإرهابية، كما نجح الإعلام المصرى فى ترسيخ الولاء والانتماء، وتجسيد تضحيات الشرفاء من الشهداء والبطولات التى قدمها رجال الجيش والشرطة دفاعاً عن الوطن، وحق هذا الشعب فى البناء والتنمية والتقدم والكرامة من خلال إعلام وطنى تفانى فى مد جسور الوعى وخاض بحرفية معركة الدفاع عن الوطن.

اذن الإعلام المصرى لديه شخصية احترافية وتجربة ملهمة، عبر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله وزراء الإعلام العرب وإيمانه العميق بالدور الإستراتيجى للإعلام فى مساندة جهود الدول لتحقيق الاستقرار والتنمية.. والحقيقة ان هناك ربطاً عبقرياً بين الاستقرار والتنمية.. فلا تنمية بدون أمن واستقرار وأن محاولات استهداف الدول من خلال الأكاذيب والتشكيك وتزييف الوعى هى محاولة لاشاعة الفوضى لخلق حالة من عدم الاستقرار لا تمكن الدول من البناء والتنمية.

الرئيس السيسى دائماً يؤكد أهمية تناول القضايا المختلفة بشكل موضوعى وعميق من أجل تعميق الوعى العام الذى يشكل صمام الأمان ضد محاولات التزييف والهدم الناتج عن التشويه والتشكيك والتحريض وهز الثقة.. وهو رسالة مهمة للإعلام بأن يكون التناول شاملاً ومتكاملاً ومرتكزاً على العلم والتخصص والخبرات وفهم صحيح وإلمام بتفاصيل ومضمون هذه القضايا.

الحقيقة أيضاً ان الرئيس السيسى وضع يده على محور مهم فى بناء وتكامل الإعلام العربى عندما تحدث وأشار إلى وحدة الشواغل والتحديات المشتركة التى تواجه العالم العربى.. فالوطن العربى يعيش فى سفينة واحدة، ويتعرض تقريباً لنفس التحديات والتهديدات والمخاطر ويكفيه انه موجود فى منطقة شديدة الاضطرابات.. وعالم يشهد الكثير من المتغيرات العنيفة وهو ما يستدعى على حد قول الرئيس السيسى قيام الإعلام العربى بالتحدث بلغة واحدة تساعد على مواجهة تلك التحديات.. وهو ما يفرض على وزراء الإعلام العرب ترجمة ذلك إلى آليات تنفيذ قابلة للتطبيق تحدد فيها تحدياتنا والتهديدات التى تتعرض لها أمتنا، ثم نصل إلى صياغة مضمون ومحتوى إعلامى عربى واحد.. يتصدى لهذه التحديات ويواجه التهديدات، ويشكل نسقاً للوعى الحقيقى ويعكس الهوية العربية ويتمسك بإحياء بعض القضايا المحورية مثل القضية الفلسطينية ويبنى لدى المواطن العربى قدرة فائقة على الفهم والفرز وعدم السقوط فى مستنقع الوقوع فى فخ الأكاذيب والشائعات والتشكيك طالما أننا نقدم له الحقيقة على أرض الواقع بأعلى معايير المصداقية والمهنية، وإعلام عربى يحافظ على مكنون ثقافى عربي، وهوية وطنية عربية فى مواجهة الأفكار المستوردة وحملات الغزو الثقافى الهادفة إلى التجريف والتبوير والتغريب.

اجتماع وزراء الإعلام العرب هذا العام فى ضيافة مصر.. يحظى بوهج مرموق واهتمام رئاسى يرتكز على رؤية وإيمان ويقين بالدور الإستراتيجى للإعلام فى تحقيق أهداف الأمة العربية.. من هنا يجب على وزراء الإعلام العرب الا يبارحوا هذا الوهج والاهتمام ويحرصوا على التواصل المستمر سعياً للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع وترجمة توصياتهم إلى آليات واقعية للتنفيذ، وان يخرج المشروع العربى للإعلام إلى النور، يدافع عن حق الأمة وشعوبها فى الحياة والبناء والتنمية والأمن والاستقرار والتكامل والتعاون العربى وتعظيم القواسم المشتركة بين شعوب الأمة.

الرئيس السيسى وضع يده على أمر مهم للغاية وهو البناء الواقعى والصحيح للعقل الجمعى والوجدان العربى من خلال طرح القضايا المختلفة بشكل عميق وموضوعى ومدعوم بالحقائق مشدداً على أن الكلمة من الإعلام هى أمانة ومسئولية كبيرة أمام الشعوب.

الحقيقة أيضاً ان ضمان وجود بناء واقعى وصحيح للعقل الجمعى والوجدان العربى يشكل هدفاً إستراتيجياً، وبتحقيقه تكون الأوطان فى مأمن من حملات الاستهداف التى تتضمنها الحروب الجديدة التى تمثل الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك والتحريض أساساً فيها.. لذلك فبناء العقل الجمعى الواقعى الصحيح يمثل ذروة وقمة بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح فلطالما دول سقطت وضاعت بسبب ضخ الأكاذيب والشائعات فى غياب إعلام قوى وقادر على التصدي.

الرئيس أيضاً أكد ان الكلمة من الإعلام أمانة ومسئولية وهو يكشف أسباب نجاح الإعلام الذى يعتمد على المصداقية العالية، ويكشف أيضاً ويفضح المتسترين بالدين والمتاجرين به ومن يعتبرونه مجرد لحى وملابس قصيرة ويوظفونه زوراً وبهتانا فى خداع الناس والتغرير بهم، ان الكذب عقيدتهم، فلا يمكن للانسان المؤمن ان يكذب ويطلق العنان للشائعات، فهذا لا يصدر إلا من فاسد ومأجور وعميل ومرتزق والدين منهم براء.

الكلمة من الإعلام هى أمانة ومسئولية إنه ميثاق شرف للإعلام المهنى الموضوعى الصادق الذى يعتبر ان عمل الإعلام وكلمته أمانة ومسئولية وشرف، بعيداً عن الأدوات والدمى الإعلامية التى تستخدم فى إشاعة الكذب والتآمر على الدول.

الحقيقة ان اجتماع وزراء الإعلام العرب الذى تستضيفه مصر هذا العام وبرئاستها تضمن محاور مهمة للغاية سواء دور الإعلام العربى فى التصدى لظاهرة الإرهاب والفكر المتشدد والمتطرف.. ومن هنا على الإعلام العربى أن يتبنى محتوى ومضموناً وإستراتيجية متكاملة لمواجهة قوى الظلام التى تسعى من خلال الإعلام والسوشيال ميديا إلى ترويج الأفكار الهدامة وإشاعة التطرف والتعصب والعنصرية والتشدد.

مضمون تشارك فى صياغته كافة المؤسسات العربية التعليمية والدينية والثقافية وبطبيعة الحال الإعلامية والتربوية لمكافحة واستئصال هذا الفكر وتربية الأجيال الجديدة على التسامح والحوار والتعايش وقبول الآخر والاعتدال والوسطية وعدم التعصب لرأي.. لابد ان يتحول هذا الفكر إلى أسلوب حياة نرسخها فى الأجيال العربية فى الحاضر والمستقبل لأنها الضمان الرئيسى والأساسى للقضاء على بؤر التطرف والتشدد والتعصب التى تؤدى فى النهاية إلى الوصول إلى محطة الإرهاب والعنف، لابد من وجود خطاب دينى وتعليمى وثقافى عربى تحت مظلة ورعاية ودعم خطاب إعلامى عربى يتحدث بلغة واحدة من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار فى دول الأمة العربية.

لاشك أيضاً ان الدور الإستراتيجى للإعلام فى التنمية المستدامة، شهد اهتماماً كبيراً على مستوى اجتماع وزراء الإعلام العرب وهو أمر مهم لخلق وعى لدى الشعوب العربية بأهمية البناء والتنمية والتقدم واعتبار ذلك عقيدة تتسق مع تعاليم الأديان فى إعمار الأرض، ونشر الخير والسلام وليس الهدم والتدمير.. كذلك الإعلام العربى لابد ان يستعرض فرص التكامل والتعاون والشراكات العربية لاستغلال الفرص والموارد والثروات العربية بما يعود على تحقيق التقدم والاكتفاء العربى وتأمين احتياجات الأمة فى ظل تداعيات خطيرة للأزمات العالمية، كذلك لابد من تعظيم الإعلام لجهود البناء والتنمية التى تتبناها الدولة وابرازها وعرضها أمام المواطن.

هناك أمر مهم أيضاً ركزت عليه اجتماعات وزراء الإعلام العرب فى القاهرة من خلال أهمية وجود إستراتيجية للتعاون مع الشركات الإعلامية الدولية نستطيع من خلالها الاستفادة من التجارب والامكانيات المتقدمة والتعرف على حجم التطور فى هذا المجال بالإضافة إلى التواصل مع هذه المؤسسات الإعلامية الدولية للتعريف بالحقائق وعرض المعلومات الصحيحة والمفاهيم الموضوعية لدحر الأكاذيب والشائعات والمغالطات والاستفادة أيضاً من قدراتها فى نشر أو إذاعة رسائل عربية.

الأمر المهم أيضاً هو ادراج مادة التربية الإعلامية فى المناهج الدراسية، وهذا يعكس أهمية الإعلام ومحوريته وضرورة تعليم أبنائنا كيفية التعاطى مع الإعلام والفرز بين الصدق والمصداقية، وغرس قيمة أمانة الكلمة والمسئولية الإعلامية فى بناء وعى حقيقى وصادق.

 

بورسعيد.. مدينة الأبطال والشرفاء

جسد شعب بورسعيد الأبى على مدار التاريخ نموذجاً للكفاح والنضال الوطنى فى سبيل الحفاظ على شرف وكرامة الوطن، قدموا الغالى والنفيس من أجل ان تحيا مصر عزيزة أبية.. لذلك فإن أهالينا فى بورسعيد هذه المدينة الحرة الباسلة، أرض الرجال تحظى بمكانة خاصة فى وجدان كل مواطن مصري، يتسم أهلها بالكرم والكفاح والصلابة، والوطنية الشديدة التى تتجسد فيها معادنهم النفيسة.

تحظى بورسعيد الباسلة أرض الرجال باهتمام كبير من القيادة السياسية، وشهدت على مدار السنوات الماضية مشروعات عملاقة تحقق الخير والازدهار لأهالينا الطيبين فى المدينة التى تصدت لجحافل الاستعمار وسطرت ملاحم تاريخية ضد محاولات العدوان على أرض وكرامة مصر، وهى واحدة من مصادر الخير والنماء لمصرنا الغالية.

نشأت وتربيت على التاريخ المشرف لبورسعيد وأهلها الشرفاء، وأكن لهم كل الاحترام والتقدير لأنهم يستحقون ذلك، فهم أهل للنقاء والكرم والرجولة.

حبى وتقديرى لبورسعيد وأهلها الشرفاء يسمح لى أن أقدم لهم خالص التحية والتقدير.. ولم تألو «جريدة الجمهورية» جهداً فى عرض بطولات وملاحم وعطاء هذه المدينة الباسلة وأهلها الرجال بل دائماً تفخر بانتمائهم وولائهم ونجاحاتهم وبكرمهم لأنهم من قلب هذا الوطن الأبي.

لذلك لا أملك إلا الاعتذار لكل مواطن من أهلى فى بورسعيد.. على خطأ غير مقصود وغير مسئول، وهذا الاعتذار هو أقل ما يمكن أن نقدمه لأهالينا الذين نفخر ونعتز بهم لحين اللقاء على الأرض الطيبة التى لا تنبت إلا الشرفاء لأقبل رأس كل مواطن فيها امتناناً وتقديراً على الدور الوطنى فى الماضى والحاضر ليشكل هذا العطاء والفداء تاريخاً مضيئاً نفخر ونعتز به.

وجب التأكيد على أن «الجمهورية» وجميع العاملين فيها يكنون كل الاحترام والتقدير لأهالينا فى بورسعيد والفخر والاعتزاز على ما قدموه من عطاء ووفاء لهذا الوطن الأبى.. وما يبذلونه من جهود خلاقة فى  مسيرة البناء والتنمية والتقدم تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الوطنى الشريف الذى منح بورسعيد أولوية أولى فى ملحمة البناء والتنمية والتقدم تقديراً لعطائهم.

تحية لكل مواطن من أهالينا الشرفاء فى بورسعيد الذين نعتز بهم.. وتحية من «جريدة الجمهورية» جريدة الشعب التى تشرف وتحظى باهتمام ومتابعة من البورسعيدية وهو وسام على صدورنا جميعاً.

تحيا مصر