قال القيادي الفلسطيني اللواء بلال النتشة الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، اليوم الاثنين، إن المستوطنين الإسرائيليين نقلوا المعركة مع الفلسطينيين إلى داخل باحات المسجد الأقصى، بعد أن بدأوا في الآونة الأخيرة قراءة "التوراة" والنفخ في بوق "الشوفار" في باحات المسجد المبارك.
وأدان اللواء النتشة- خلال مقابلة مع وكالة أنباء الشرق الأوسط- الاعتداء اليوم على المُرابطين في المسجد واعتقال بعضهم ومنع الصحفيين من تغطية الانتهاكات التي وقعت من قبل الاحتلال في باحات المسجد خلال اليوم الأول من عيد رأس السنة العبرية.
واعتبر أن امتداد انتهاكات المستوطنين إلى مقبرة "باب الرحمة" وأداء طقوس وصلوات تلمودية وتوراتية بها، تطور خطير غير مسبوق، وحذر من أن مستوطنين أقاموا الصلاة في مقبرة "باب الرحمة"، وداسوا بنعالهم على قبور الصحابة، دون مراعاة لحرمة الموتى.
وشدد الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس على أن الفلسطينيين يتوقعون مُساندة عربية وإسلامية معهم، ضد الانتهاكات المتصاعدة بشكل غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الأمين العام لمؤتمر القدس إن مصر والأردن على تواصل دائم مع القيادة الفلسطينية، مُشددًا على إن الجانب المصري لا يدخر جهدًا أبدًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية والتواصل مع الجانب الاسرائيلي لوقف العدوان، كما أن الفلسطينيين يتمسكون بالوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، التي توفر جزءا من الحماية لهذه الأماكن من بطش الاحتلال.
وحذر الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس من أن استمرار الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي، في القدس وفي الضفة الغربية، سيؤدي حتمًا إلى "خراب كبير" بمعنى اندلاع "انتفاضة ثالثة"، أعنف كثيرًا من الانتفاضة الأولى، إذ أن الوضع أصبح لا يُطاق، والجيل الجديد من الفلسطينيين، ولد ثائرًا، ولن يتنازل عن حقوقه بأي شكل من الأشكال.
وعن تقديم ما تسمى بجماعات الهيكل التماسات للسماح لهم بممارسة الطقوس التلمودية في باحات المسجد الأقصى.. قال اللواء النتشة إن الفلسطينيين لا يعترفون بشرعية هذه المحكمة، مُشددًا على أن المسجد الأقصى قضية العالم العربي والاسلامي فهو ليس ملكا للفلسطينيين وحدهم، وآن الأوان أن يتوحد العرب والمسلمون خلف قضيتهم الأولى.
وشدد على أن اتفاقية "أوسلو" انتهت بلا رجعة، ويجب على المجتمع الدولي الآن التدخل لإنهاء آخر احتلال في العالم، فقد تحررت كل دول العالم وانتهى نظام الفصل العنصري في "جنوب إفريقيا".
وأكد على أن الفلسطينيين سيظلون مُرابطين على أراضيهم التاريخية، ولن يتزحزحوا عنها مهما بلغ بطش وطغيان الاحتلال.
ووصف النتشة خطاب رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لابيد بالجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي زعم فيه أنه يدعم حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولة، بأنه مجرد "تمثيلية" جرى الاتفاق عليها مع الأطراف السياسية الأخرى، التي هاجمته بعد ذلك قاصدًا وزيري الدفاع والداخلية بيني جانتس وأيليت شاكيد.
وأردف النتشة إن الفلسطينيين سئموا من المراوغات الإسرائيلية، التي تتم على مرأى ومسمع من العالم، ويريدون دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتساءل النتشة "كيف لرئيس الحكومة الإسرائيلية أن يقول أمام العالم إنه يدعم حل الدولتين، بينما يصادر الاحتلال ويستولي على الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي لا تمثل سوى 22 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية.. كيف يتحدثون عن دعم حل الدولتين، في ظل هذه الاعتداءات والسلب والاغتصاب للأراضي؟".
وتابع إن الاحتلال يسعى إلى تفريغ مدينة القدس المحتلة من سكانها، عبر فرض رسوم خيالية على البناء في مناطق بيت حنينا وسلوان ورأس العامود والشيخ جراح وبيت صفافا وجبل المكبر وغيرها، إذ أن رسم الترخيص لشقة واحدة فقط ارتفع من 50 إلى 70 ألف دولار، وهو ما لا يتم فرضه على الإسرائيليين.