الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

السؤال الحائر

  • 26-9-2022 | 21:56
طباعة

«فشل المحللون ولو صدفوا.. وعجز الخبراء ولو اجتهدوا».. فمن ينقذ العالم من المصير المجهول.. سؤال بلا إجابة.. فشبح الخوف والرعب يخيم على الجميع.. فنحن أمام معركة من يخسرها سيحول العالم إلى جحيم.. ولن يبقى أو يبقي على شيء.. الأمور وصلت إلى شفا الخطر الداهم والتراشقات والتجاذبات والتهديدات والخروج عن الأعراف السياسية.. والدبلوماسية وصلت إلى ذروتها.. هي مجرد ضغطة (زر) لكنني أراها بعيدة.. وتظل رهن حرب الإرادات والضغوط.. لكن الجميع شعارهم لا تراجع ولا استسلام ولا تنازل عن أي شيء.. لذلك الأمور على المحك قابلة للتصعيد والتخطيط تحمل وتبشر بنذر الكوارث في أزمة عالمية رغم عدم تهورها وخروجها عن السيطرة، إلا أنها طالت الجميع بالألم والقسوة في ظلالها وتداعياتها.. فهل من مخرج يريح البشر.. ويذهب عنهم الكابوس ويعيد لهم الراحة والسكينة والسلام والازدهار؟!

العالم يرتجف خشية السقوط في المحظور

السؤال الحائر

متى تضع الحرب «الروسية- الأوكرانية» أوزارها سؤال مهم استعصت إجابته على الخبراء والساسة حتى المنجمين والعرافين، العالم يتطلع بشغف واهتمام كبير إلى انتهاء الحرب وخمود الأزمة التي طالت تداعياتها الخطيرة الجميع، ولم يعد السؤال يجدي نفعًا بل تزيد الأمور تعقيداً وضبابية في ظل تمسك كل طرف بحجته وأهدافه ومطالبه، ولم يبد في الأفق حتى الآن منتصر أو مهزوم، لكن شعوب العالم ضاقت ذرعاً من فرط المعاناة التي خلفتها ومازالت حرب ضروس توصف بأنها الحرب العالمية الثالثة.

السؤال المهم أيضاً هل ستشهد الحرب جديداً وتطوراً يقودنا إلى الأخطر في ظل التعبئة الجزئية الروسية لحشد 300 ألف مقاتل؛ تمهيداً لما قيل إنه تغيير في الخطة الروسية.. والأخطر هو التلويح والإشارات المبطنة باستخدام السلاح النووي والتراشقات المستمرة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والروسي المتحالف مع قوى دولية أخرى، العالم يرفع أكف الضراعة بألا تصل الأمور إلى نقطة ومحطة استخدام أخطر الأسلحة الفتاكة حتى لو التكتيكية منها، لأنها تمثل كارثة إنسانية حقيقية خاصة أن المعسكرين يمتلكان السلاح النووي، وأي خطأ أو تهور سيدفع البشر تكلفة باهظة له.

هل خرجت الأمور عن السيطرة وباتت طبقاً للتوصيف أنها الحرب العالمية الثالثة ومسرح عملياتها في أوكرانيا، في إطار معركة كسر الإرادات شعارها لا تراجع ولا استسلام، وعدم الاعتراف بأي وسيلة أو حتى أي سبب من الأسباب بالهزيمة، إنها تعني الكثير والكثير سواء في استمرار النظام العالمي القديم في حالة انتصار المعسكر الغربي، أو ترسيخ نظام عالمي جديد في حال انتصار المعسكر الروسي.

ربما تكون الأمور بدأت بعيدة عن الاندفاع أو التهور خاصة من الجانب الروسي الذي يمتلك ترسانة غير محدودة من الأسلحة الفتاكة، فقد بدأ في مستهل الحرب يتوغل ويحقق أهدافه، إلا أن التراجع الأخير وانسحاباته غير المفهومة وفقدانه أكثر من 5 آلاف كيلو متر بعد تقدم القوات الأوكرانية المدعومة غربياً تسليحياً ومعلوماتياً، وإعادة تحرير الأراضي التي سيطر عليها الروس في بداية الحرب.. وهو ما جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعيد قراءة الموقف على الأرض، ويعطي إشارة أيضاً إلى أن هناك جديداً في الأفق خاصة في المعركة حامية الوطيس بين المعسكرين التي تدور رحاها في أوكرانيا، وفي ظل الاستفتاء على ضم أراضٍ جديدة إلى روسيا.. لكننا الآن أمام سيناريو جديد للحرب بين المعسكرين، ربما يشهد تطورات كارثية، القاموس السياسي والدبلوماسي ومفردات الحديث الدائر في الفلك الإعلامي والأممي بين أمريكا وروسيا تجاوز كل شيء وأصبحت التراشقات أكثر عنفاً وتجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، وهو ما ينذر فى حالة التهور بمصير مجهول لا يستطيع العالم أن يتنفس فيه الصعداء.

الأخطر انه إذا استشعر أحد المعسكرين هزيمته، فقد تخرج الأمور عن السيطرة لأن الأمر أصبح معركة وجود، فلن يرضى بوتين بالهزيمة وكذلك بايدن ممثلاً عن المعسكر الغربى.. ساعتها كل السيناريوهات واردة ومتوقعة وهنا يتحسس العالم مصيره، لكن هل تستمر الحكمة وعدم التهور أم ينزلق الجميع نحو مواجهة غير محسوبة في حالة لمس الزر أو الضغط عليه.

الأمور أيضاً تزداد تعقيداً فى ظل استمرار الأزمة بين الصين وتايوان وتأجيج الصراع بينهما من أطراف أخرى وتمسك الطرفين بموقفهما، السؤال المهم إلى أين يمضى هذا العالم فى ظل الصراعات المتأججة بين المعسكرين من أصحاب القوة المفرطة، هل من سلام أو تفاهم أو تفاوض ينقذ البشر، ويرسخ الأمن والاستقرار ويدفع نحو البناء والتنمية والازدهار أم تظل الأمور رهن الاندفاع نحو أتون حرب لا تبقى ولا تذر؟.

يتحدثون كثيراً عن أسباب التراجع الروسي على الأرض في مسرح العمليات الأوكرانية، فهل هو بسبب المعلومات الوفيرة التي توفرها الأقمار الصناعية عن تمركزات القوات الروسية، ومراكز العمليات والقيادة والسيطرة والأسلحة منها أو الدعم الغربي غير المحدود على مستوى الأسلحة الحديثة المهمة في استهداف القوات الروسية، أو أن الأمر يحتاج إعادة نظر فى الخطط الروسية العسكرية، وتطوير هذه الخطط وهو الأمر الذي أشارت إليه الإجراءات الروسية الأخيرة سواء في الاستعداد والتعبئة أو إسناد المهمة إلى قادة آخرين.

فى اعتقادي إن الأمور تبدو أكثر تعقيداً وتتجه إلى التصعيد والأخطر في ظل غياب نوايا التفاوض أو التفاهم والإصرار على مواصلة طريق الحرب والمواجهة وتمسك كل طرف بأهدافه، لكنني أتوقع عدم الاتجاه إلى استخدام الأسلحة النووية حتى لو تكتيكية لأن ذلك سيفتح أبواب جهنم على الجميع ويبقى وارداً فقط فى حالة استشعار أن الأمر يرتبط بالوجود أو الهزيمة والاستسلام لكن أستبعد فكرة استخدام السلاح النووى فى حسم معركة عسكرية حتى وان كانت حرباً عالمية تدور رحاها فى أوكرانيا، ويبدو أن الأمر لا يتجاوز الضغط من خلال الإشارات المباشرة أو المبطنة، فى إطار حرب نفسية وتخويف مخطط.. لكن تظل كل السيناريوهات واردة.

إذا كان هذا هو حال الكبار فى المعسكرين.. الإصرار على تصعيد الأمور والدفع بها إلى ذروة الخطر، لكن ماذا تفعل باقي الدول التى ليست طرفاً مباشراً فى الصراع بمعنى أنها لم تقع فى فخ الاستقطاب ولم تنحز لطرف على حساب طرف، خاصة انها لاقت تداعيات قاسية على أحوال شعوبها بعد أن ألقت الأزمة بظلالها على الاقتصادات فى كل دول العالم بعد ارتفاع الأسعار والتضخم إلى مستويات غير مسبوقة وكذا ارتفاع أسعار  النفط والغاز وتعطل سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع تكلفة الشحن وكذا تهديد الأمن الغذائى العالمى، لما تمثله روسيا وأوكرانيا باعتبارهما أكبر موردي القمح والغلال في العالم، وهو ما يمثل خطراً على الأمن الغذائى العالمى، وتراجع دول غنية عن تقديم المساعدات والدعم والتمويل للدول الفقيرة والنامية، لذلك على الدول المتضررة من تداعيات الأزمة أن تتعامل مع أسوأ الظروف من الآن، وتستعد لتداعيات أكثر قسوة ووطأة وعنفاً، تسعى إلى توفير احتياجات شعبها فى ظل الصعوبات وقبل ذلك الوعى الحقيقي تجاه أسباب وتداعيات الأزمة العالمية وأهمية التعايش معها والعبور منها بسلام.

من المهم أن يتعانق العمل المستمر والبحث عن رؤى خلاقة وبدائل، والتغلب على التحديات والصعوبات، وجذب الاستثمارات والبحث عن أسواق جديدة ومصادر أخرى بديلة لتوفير الاحتياجات الأساسية.

في اعتقادي أن ما يدور فى مصر من إدراك حقيقي لطبيعة الأزمة وإجراءات التعامل معها على كافة الأصعدة خاصة الاقتصادية يعكس أننا أمام دولة صاحبة رؤية وخبرات واسعة وإمكانيات هائلة، تدور على أراضيها ملاحم فى البناء خاصة التوسع الزراعي للحد من الاستيراد لبعض السلع، وتصدير سلع ومحاصيل أخرى حققت فيها مصر اكتفاءً ذاتياً.

مصر في أتون الأزمة العالمية.. تتصرف بحكمة وعلم وإدارة ذكية، في الكثير من الإجراءات سواء الاحتفاظ بمخزون واحتياطي استراتيجي من السلع، أو السياسات النقدية والمصرفية وجذب الاستثمارات، أو استغلال مواردها قبل تطوير قناة السويس أكثر وأكثر، أو تنشيط السياحة خاصة أنها تمثل مقصداً مثالياً فى هذا التوقيت بالعالم الذى تعانى فيه دول كبرى من نقص فى إمدادات الطاقة والغاز ووطأة الصقيع، لذلك مصر هي بلد الدفء وتوفر احتياجات الإنسان من طاقة وأمن وأمان واستقرار والطبيعة الخلابة والحضارة العظيمة والكنوز السياحية والأثرية.

تعانق العمل والرؤية الخلاقة مع بناء الوعى سوف يجعلنا أكثر قدرة على عبور تداعيات الأزمة العالمية التى لا يعرف مداها إلا الله.

 

الاعتدال مطلوب

الاعتدال والوسطية ليسا مطلوبين فقط في التصدي للأفكار المتشددة والمتطرفة، ولكن أيضاً في كل المجالات، فالاعتدال فضيلة وقيمة إنسانية مرموقة وراقية، فقد قرأت تصريحاً للدكتورة منى فؤاد رئيسة المؤتمر الدولي للمناخ الأخضر قالت فيه أن حجم الهدر الغذائي للفرد الواحد في مصر حوالى 91 كيلو جراماً من الطعام سنوياً، وأضافت انه يتم التخلص من 60٪ من الأطعمة الصالحة للأكل و50٪ من الخضراوات والفاكهة يتم إهدارها بجانب 40٪ من الأسماك أو 30٪ من الحليب والقمح وفقاً للتقارير التي تصدرها منظمة «الفاو».

هذا أمر خطير للغاية يحتاج وقفة وإعادة النظر في سلوكياتنا وكيفية تعاملنا مع الأغذية والطعام، نشتري ما يكفينا، وعندما ينفد نشترى فلا يجب أن نحصل على احتياجات بكميات تفوق طاقتنا واحتياجاتنا الفعلية.

لو حسبت هذه الأرقام والنسب التي أوردتها الدكتورة منى فؤاد، فإن متوسط إهدارنا وتلف الأطعمة والألبان والفواكه يصل على الأقل إلى 40٪، بمعنى إننا نلقي على الأرض 50٪ مما نشتري، ونهدر أموالاً وفيرة تضر بأحوال الأسر وبالاقتصاد أو تزيد من فاتورة الاستيراد، أو تقلل من حجم الصادرات، لذلك فالاعتدال والتوفير والترشيد وعدم الإهدار من مقومات عبور الأزمة بأمان، وأيضاً هذه المبادئ ليست رهن الأزمة ولكن يجب أن تكون أسلوب حياة.

من هنا فإن دور الأسر والمسجد والكنيسة والإعلام والمدرسة والجامعة مهم للغاية في التوعية وبناء الوعي وتغيير الثقافات والسلوكيات، ولا بد من حملات إعلامية وتوعوية ودينية للتخلص من هذه الآفة، «اشتر ما يكفيك» كل ما يكفيك بشرط ألا تهدر واعتدل في كل شيء، هل معنى ذلك أن 40٪ من مواردنا تذهب هدراً وتلفاً بسبب نمط استهلاكي كارثي وجب تعديله وتقويمه وتصحيحه، في الدول الأوروبية يشترون بالقطعة أو «الحباية» الواحدة، لكن الإنسان منا يشتري 5 كيلو برتقال و5 موز و5 تفاح وغيرها من الفواكه تزيد على طاقة الأسرة واحتياجاتها أضعافاً مضاعفة ومصيرها الهدر والتلف.. لذلك وجب الانتباه. 

 

20 ٪ درجات أعمال سنة

أعتقد أن اقتراح تخصيص 20٪ من درجات الطالب أعمال سنة في سنوات النقل جيد، لكنه محفوف بمخاطر الهوى، والغرض وهنا مع كامل احترامي وتقديري للمعلمين وموضوعيتهم والثقة المطلقة فيهم، إلا أن هناك أموراً أخرى سوف تدار بها نسبة الـ20٪، ونرتكب الخطأ ثم نقوم بالإلغاء، فربما أحد المعلمين يجامل طالبا يعطيه دروساً خصوصية، ويذهب إليه في البيت، أو لأسباب أخرى بعيدًا عن الموضوعية، فهذا وارد، لذلك من المهم البحث عن إطار موضوعي لنسبة الـ20٪ فمن الممكن أن تكون 10٪ للمواظبة على الحضور، وتقررها كشوف وتخصيص لجنة حيادية من كل مدرسة، لذلك على المسئولين في وزارة التربية والتعليم عدم التسرع في وضع هذا الإجراء أو اتخاذ هذا القرار قبل دراسته جيداً وضمان نزاهته وموضوعيته.

«المتحدة» .. نقلة خلاقة في بناء المستقبل

يقينا.. البرامج والمبادرات الأخيرة التي أطلقتها شركة المتحدة للخدمات الإعلامية سواء في مبادرة «أخلاقنا الجميلة»، أو وجود محتوى من أجل الطفل المصري سوف يكون له مفعول السحر.. أولاً في معالجة أخطاء وإهمال الماضي.. ثانياً في بناء جيل جديد يجمع بين الوعي الحقيقي، والأخلاق والمبادئ الحميدة والأدب الجم والشهامة والنبل والإيثار والتعاون ومساعدة الآخرين والولاء والانتماء، وأيضاً في تكوين وتشكيل الوجدان الراقي، من خلال تقديم أعمال فنية ومحتوى علمي وأخلاقي ووطني لأطفالنا في ظل الأفكار والثقافات الهدامة والمستوردة، والتي لا تتسق مع هويتنا الوطنية وقيمنا، وفي ظل محاولات تستهدف عقول أبنائنا، لذلك من المهم ما تؤديه الشركة المتحدة من دور مبدع واستباقي لتحصين وتأمين العقل المصري ضد هذه الأفكار الغريبة والشاذة التي لا تتفق مع قيمنا ومبادئنا وتعاليم أدياننا السماوية.. مبادرة أخلاقنا الجميلة هي رؤية جادة لاستعادة الهوية المصرية وأخلاقياتها وقيمها وسماحتها وشهامتها ومروءتها، ووضع مفردات راقية للتعامل والحوار بين المصريين، والقضاء على الآفات التي تتواجد في الشارع المصري، وحالة السلبية واللامبالاة والأنامالية لدى البعض، هي مبادرة استثنائية جاءت في توقيتها تتسق مع الإنسان المصري في الجمهورية الجديدة، وحالة الحوار الوطني الراقي التي تعيشها مصر، بما يشير إلى أن عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يترك كبيرة أو صغيرة إلا وشملها بالتطوير والارتقاء والعودة إلى مصر الرائدة النموذج، والمثال في كل شيء في البناء والتنمية وبناء الإنسان، وما أطلقته شركة المتحدة هو أيضاً امتداد لجهود مصر فى بناء الإنسان المصري على أسس صحيحة وسليمة لتحضير السلوك والثقافة والأخلاق، بعيداً عن محاولات اختراق وتزييف الوعي، وتغييب المواطن.

شركة «المتحدة» تسعى من خلال هذه المبادرات والإجراءات والبرامج الإبداعية والبنائية الخلاقة للإنسان المصري منذ الطفولة وحتى الشباب، إلى عودة مصر الجميلة وبطلها الإنسان المصري، وأيضاً محور اهتمامها وعلى رأس أولوياتها.

كل شيء في عهد الرئيس السيسي يمضي على الطريق الصحيح، وكأننا أمام مشرط جراح وضع يده على التشوهات والأزمات والتحديات التي عانى منها الإنسان المصري خلال العقود الماضية، لتبدأ رحلة البناء والعلاج تحقق نتائج عظيمة فى استعادة الطبيعة المصرية الطيبة المتسامحة ذات الشهامة والمروءة والجدعنة والأخلاق الراقية والبناء يبدأ أيضاً من الصغر، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، وهى سابقة فى وضع وصياغة محتوى إبداعي يناسب الطفل المصري ويتسق مع منظومة القيم والهوية المصرية، حماية من شرور الأعداء وقوى الشر التي تستهدف العقل المصري.

 تحيا مصر

أخبار الساعة

الاكثر قراءة