الأربعاء 19 يونيو 2024

عماد فايق: نستهدف زراعة 4.5 مليون فدان.. وطرح أصناف جديدة الموسم المقبل (حوار)

الدكتور عماد فايق

تحقيقات27-9-2022 | 18:32

حوار - أماني محمد

مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث متوسط إنتاجية وحدة المساحة من القمح الربيعي

تحديد سعر توريد القمح بقيمة مجزية ويتم الإعلان عنه قبل بدء الموسم

العوامل المحفزة على تشجيع المزارعين

على زيادة مساحات زراعة الأقماح إلى الضعف، أي زراعة نحو 7 ملايين فدان من الأقماح

نستهدف تغطية بنسبة 100% لمساحات زراعة القمح في مصر من التقاوي خلال ثلاث سنوات

موسم مميز لمحصول القمح هذا العام من حيث زيادة الإنتاجية وكذلك المساحة المنزرعة به ووصلت لنحو 3.65 مليون فدان، بجانب تحديد السعر الاسترشادي للأردب قبل موسم الزراعة، لتواصل أجهزة الدولة المعنية العمل لزيادة تلك المساحة من المحصول الاستراتيجي المهم في الموسم المقبل لتتخطى حاجز الـ4 ملايين فدان.

وقال الدكتور عماد فايق، الباحث بقسم بحوث القمح، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، إن المساحة المستهدف زراعتها الموسم المقبل تتراوح بين 4 لـ4.5 مليون فدان، مؤكدًا في حوار لبوابة "دار الهلال" أن الموسم الجديد سيشهد طرح صنفين جديدين من أصناف قمح الخبز وهما مصر 3 وسخا 95.

وإلى نص الحوار:

تقييمك لموسم القمح هذا العام من حيث المساحات والإنتاجية؟

يُعتبر موسم زراعة القمح هذا الموسم 2021 / 2022 من أنجح المواسم حيث بلغت المساحة المنزرعة 3.65 مليون فدان وهي أكبر مساحة في تاريخ زراعة القمح في مصر، أما من حيث الإنتاج فقد بلغ إنتاج القمح أكثر من 10.5 مليون طن وهو أيضاً رقم قياسي نأمل في تجاوزه في السنوات القادمة.

وما المساحة المستهدف زراعتها الموسم المقبل؟

نأمل في الموسم القادم أن تصل إجمالي مساحة زراعات القمح إلى أكثر من 4 إلى 4.5 مليون فدان خاصة في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي  لزيادة مساحة الرقعة الزراعية من خلال التوسعات الجديدة في استصلاح أراضي جديدة تُضاف إلى الرقعة الزراعية وخاصة المحاصيل الاستراتجية وعلى رأسها القمح.

ما وضع مصر عالميًا من حيث إنتاج القمح؟

مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث متوسط إنتاجية وحدة المساحة من القمح الربيعي (بمعنى أنه لو تم زراعة مساحة 1 فدان بأصناف القمح الربيعي على مستوى العالم فإن الأصناف المصرية تُعطي أعلى إنتاجية) وتبلغ القدرة الإنتاجية لأصناف القمح المصري ما بين 28 – 31 أردب للفدان ( 2.06 طن للفدان)، أما من حيث الإنتاج الكلي فمصر تحتل المرتبة (13) على مستوى العالم .

هل تحديد السعر الاسترشادي يُمكن أن يُسهم في زيادة مساحة القمح؟

 يُعتبر تحديد سعر توريد القمح بقيمة مجزية ويتم الإعلان عنه قبل بدء موسم زراعة القمح بوقت كافٍ (أوائل شهر أكتوبر) من أهم العوامل المحفزة على تشجيع المزارعين على التوسع في زياعة القمح وبالتالي زيادة مساحة زراعة القمح.

هل هناك أصناف جديدة سيتم طرحها هذا الموسم للمزارعين؟

بالفعل سيكون بين يدي المزاعين هذا الموسم صنفين جديدين من أصناف قمح الخبز وهما مصر 3 و سخا 95 و صنف من أصناف قمح المكرونة وهو بني سويف 8.

ما الفارق في الإنتاجية بين الأصناف القديمة والجديدة؟

لا يوجد فرق بين الأصناف التي سيتم طرحها وبين الأصناف الموجودة في السوق حالياً فجميعها أصناف عالية الإنتاجية حيث لا يقل متوسط الإنتاجية عن 28 إلى 30 أردب للفدان، لكن الفارق يكون مع الأصناف التي لا يزال عدد من المزارعين يحتفظ بها في منزله ويزرعها من موسم لآخر رغم الغاءها نتيجة إصابتها بالأمراض، هذا بخلاف أن شراء التقاوي المعتمدة كل عام يفرق ما بين (1 إلى 2 أردب) في إنتاجية الفدان عن استخدام المزارعين تقاوي من الموسم السابق.

كيفية تقليل الفجوة بين الإنتاج واحتياجات السوق والمواطن؟

يُمكن تعظيم الانتاجية وزيادتها داخل الوادي عن طريق زيادة متوسط إنتاجية الفدان وهذا هو الدور الذي يقوم به قسم بحوث القمح من خلال استنباط أصناف جديدة عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض، وتقوم الحملة القومية بالمساعدة في نشر زراعة هذه الأصناف وتعريف المزارعين بها من خلال الحقول الإرشادية التي تنتشر زراعتها في كل قرية ومركز في مصر.

كما يُمكن زيادة مساحة زراعة القمح في الأراضي الجديدة وقد وضعت الدولة المصرية متمثلة في وزارة الزراعة عددًا من السياسات للنهوض بمحصول القمح من أجل تحقيق نسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 80%، من خلال رؤية مصر 2030 وبرامج التوسع الأفقي والمليون ونصف مليون فدان ومشروع توشكى والدلتا الجديدة. وتمتلك مصر حاليًا 11 صنفًا من القمح، وأنه تم تحديد مساحات زراعة التقاوي والكميات المتوقع إنتاجها من هذه الأصناف وفقًا للسياسة الصنفية لقسم بحوث القمح والسياسة العامة في تحديد مساحات القمح المستهدف زراعتها.

وهناك تنسيق كامل مع الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وشركات إنتاج التقاوي العاملة في مصر، لاكثار هذه الأصناف  وتوزيعها على المزارعين كتقاوي معتمدة عالية الجودة والنقاوة الوراثية والطبيعية، مؤكدًا أنه خلال 3 سنوات سوف يتم تغطية 100% من المساحة المنزرعة بتقاوي مصرية مضمونة ومعتمدة.

 

كيف يُمكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح؟

 

من خلال عدة خطوات أولها العمل على زيادة مساحات زراعة الأقماح إلى الضعف، أي زراعة نحو 7 ملايين فدان من الأقماح، وذلك بالتوسع في استصلاح أراضٍ جديدة وزراعتها أو تحميل القمح على الزراعات الشتوية الأخرى أو زيادة مساحات زراعة الأقماح بالحد من زراعة بعض المحاصيل غير الأساسية الشتوية الأخرى.

وكذلك زيادة متوسط إنتاجية فدان القمح إلى الضعف، وذلك بزراعة الأصناف ذات الإنتاجية العالية واستخدام طرق الزراعة حديثة ونظم الري المتطورة التي تُزيد الإنتاجية وتقلل الفاقد، بحيث يصل إنتاج الفدان إلى 5.4 طن، مع تقليص استهلاكنا من الأقماح إلى 9 ملايين طن سنويًّا، واستخدام البدائل المتاحة في تصنيع الخبز مع السيطرة علي الزيادة السكانية الرهيبة.

كيف يدعم قسم بحوث القمح هذه الفكرة؟

القسم وضع على أولوية استراتيجيته عدة أهداف على رأسها ما يلي، إنتاج أصناف عالية الإنتاجية ومقاومة للأمراض والتي تعتبر أحد أخطر ما يواجه زيادة الإنتاج وأهمها الأصداء ومرض البياض الدقيقي.

وكذلك وضع برنامج خاص بإنتاج أصناف متحملة لارتفاع ملوحة التربة أو ماء الري، وذلك للمساعدة في التوسع الأفقي في الأراضي الجديدة التي تعتمد على مياه الآبار في الري والتي قد تكون بها نسبة مرتفعة من الملوحة، وكذلك لاستغلال الأراضي المتأثرة بالملوحة في شمال الدلتا والفيوم، وهناك عدد من السلالات المبشرة التي سوف يتم الدفع بها في الموسم القادم لتدخل في مرحلة التسجيل واعتمادها كأصناف متحملة للملوحة يتم التوصية بزراعتها في تلك النوعية من الأراضي.

ووضع برنامج آخر لاستنباط أصناف متحملة لارتفاع حرارة الجو حتى يُمكن الاعتماد عليها في زراعة مساحات كبيرة من الظهير الصحراوي في منطقة مصر العليا والوادي الجديد وتوشكى والعوينات.

وكذلك وضع برنامج لإنتاج أصناف تتحمل الجفاف أو الزراعة على مياه المطر في شمال سيناء ومرسى مطروح، وكذلك مناطق الاستصلاح الجديدة التي لا تحتفظ بمياه الري لفترة طويلة.

إلى جانب تنفيذ العديد من التجارب البحثية للخروج بحزمة التوصيات الفنية الخاصة بالمعاملات والعمليات الزراعية المُثلى التي يجب تطبيقها على محصول القمح المنزرع لتعظيم الإنتاجية تحت مختلف الظروف البيئية، والوصول إلى أعلى إنتاجية يُمكن الحصول عليها من جميع الأصناف المستنبطة في قسم بحوث القمح وبأقل تكاليف ومدخلات إنتاج ممكنة.

واستغلال الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح في تعريف المزارعين بأصناف القمح الجديدة المتفوقة في الإنتاجية والمقاومة للأمراض، وتشجيع المزارعين على استخدام التقاوي المعتمدة في عملية الزراعة لما ينتج عنه من زيادة في الإنتاجية وبالتالي زيادة العائد المادي الذي يحصل عليه المزارع، وتقليل الفجوة بين متوسط إنتاجية الأصناف في الحقول الإرشادية وبين متوسط الإنتاج في باقي الحقول على مستوى الجمهورية.

حيث يتم فيها اختيار عدد من الحقول الإرشادية عند المزارعين أنفسهم ويقوم المزارع بنفسه بزراعة حقله بحيث تُغطى أكبر مساحة في كل محافظة، ويتم من خلالها زراعة هذه الحقول بالأصناف الجديدة (تبعاً للسياسة الصنفية)، مع تطبيق جميع حزم التوصيات الفنية الخاصة بهذه الأصناف بشكل كامل طوال موسم الزراعة منذ إعداد الأرض وحتى الحصاد.

وفيما يخص الإرشاد الزراعي ما هي جهودكم؟

يتم عمل عدة دورات تدريبية للمرشدين يتم خلالها تدريبهم على كيفية إيصال التوصيات الفنية الجديدة التي يُوصي بها قسم بحث القمح إلى المزارعين، وكذلك توعيتهم بالسياسة الصنفية التي يضعها القسم بشكل منتظم كل عام.

وخلال الموسم يتم تنفيذ عدد من المدارس الحقلية والندوات الإرشادية يلتقي فيها الباحثين مع مزارعي الحقول الإرشادية بالإضافة إلى عدد من مزارعي حقول القمح في المركز يقوم خلالها باحثي قسم بحوث القمح بشرح على الواقع وعلى مرأى ومسمع من المزارعين مميزات استخدام الأصناف الجديدة وتطبيق حزم التوصيات الفنية الموصى بها من القسم على إنتاجية هذه الأصناف وكذلك طرق الزراعة الحديثة وما تُساهم به في تقليل تكاليف الإنتاج وارتفاع إنتاجية الفدان.

ويتناقش فيها الباحث مع المزارعين ويستمع لمشاكلهم ويساعد في إيجاد الحلول لها على أرض الواقع، ومقدماً لهم خلاصة مجهود الباحثين في توجيهات فنية بشكل مبسط.

وماذا عن إنتاج التقاوي ما هي خطتكم لها وتوزيعها على المزارعين؟

في مجال إنتاج التقاوي تم وضع سياسات وتحديد مساحات زراعة تقاوي المربي وتقاوي الأساس والكميات المتوقع إنتاجها منها تبعاً للسياسة الصنفية لقسم بحوث القمح والسياسة العامة في تحديد مساحات القمح المستهدف زراعتها، وتسليمها للإدارة المركزية لإنتاج التقاوي وشركات إنتاج التقاوي العاملة في مصر لإكثارها وتوزيعها على المزارعين كتقاوي معتمدة عالية الجودة والنقاوة الوراثية والطبيعية، وذلك بهدف الوصول إلى تغطية بنسبة 100% لمساحات زراعة القمح في مصر خلال ثلاث سنوات.

ما هي أهم الأصناف المستنبطة في قسم بحوث القمح وأهم صفاتها؟

فيما يخص أصناف قمح الخبز أنواع عديدة من بينها جيزة 171 والذي يتميز بأنه واسع الأقلمة، مقاوم للأصداء الثلاثة وخاصة الصدأ الأصفر، وذو  حبوب    بيضاء، متوسط التبكير، ويتحمل الإجهاد الحراري يجود في جميع مناطق الجمهورية، وحتى الوادي الجديد، ومتوسط الإنتاج  23 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 30 أردب/ فدان، وكذلك سدس 14 والذي يعد من الأصناف الحديثة عالية الإنتاجية، واسع الأقلمة ومقاوم لأصداء القمح الثلاثة، تصل نسبة البروتين بالحبوب إلى  13%، غزير التفريع، يتحمل الحرارة العالية وتجود زراعته في جميع محافظات الجمهورية، ومتوسط الإنتاج : 24 أردب/ فدان، والقدرة الإنتاجية: 28 أردب/ فدان.

وهناك صنف مصر 1 والذي يعتبر غزير التفريع، عالي الإنتاجية يتحمل الإجهادات البيئية يتحمل الزراعة في الأراضي المتأثرة بالملوحة. نسبة البروتين بالحبوب تصل إلى 13.9%، وتجود زراعته في مصر الوسطى والعليا وتوشكى والعوينات والوادي الجديد، ومتوسط الإنتاج : 20 - 25 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 29 أردب/ فدان.

ومصر 3 وهو مقاوم للأصداء الثلاثة، صنف غزير التفريع واسع الأقلمة، يتحمل الحرارة العالية وذو حبوب بيضاء ويُزرع في جميع محافظات الجمهورية، ومتوسط الإنتاج : 21 - 26 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 29 - 31 أردب/ فدان ومصر  4 وهو صنف غزير التفريع، مقاوم للأصداء الثلاثة، يتحمل ملوحة التربة ومياه الري ويجود في جميع محافظات الجمهورية ومتوسط الإنتاج : 24 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 31 أردب/ فدان.

وسخا 95 وهو صنف غزير التفريع، مقاوم للأصداء الثلاثة، يتحمل الحرارة وملوحة التربة ومياه الري ويجود في جميع مناطق الجمهورية، ومتوسط الإنتاج : 22 - 25 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 29 أردب/ فدان.

وبالنسبة لأصناف قمح المكرونة لدينا صنف بني سويف  5وهذا غزير التفريع، نسبة البروتين في الحبوب تصل %، الحبوب بيضاء، نسبة السيمولينا عالية وجيد في صناعة المكرونة، يتحمل الحرارة العالية وتجود زراعته في مصر الوسطى (بني سويف والمنيا) ومتوسط الإنتاج : 23 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 30 أردب/ فدان.

وصنف بني سويف 6 عالي الإنتاج، غزير التفريع، مقاوم للصدأين الأصفر والأسود، لكنه حساس للصدأ البرتقالي، مقاوم للرقاد، الحبوب قرنية وتتراوح نسبة البروتين بين 13– 13.5 % إلى جانب ارتفاع نسبة السيمولينا به وتجود زراعته في مصر الوسطى والعليا وتوشكى والوادي الجديد ومتوسط الإنتاج : 23 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 27 أردب/ فدان.

وكذلك بني سويف 7، غزير التفريع، عالي الإنتاجية ومقاوم لأصداء القمح الثلاثة، مقاوم للرقاد لقصر طول النباتات، نسبة البروتين من 13– 14 %، يتحمل الحرارة العالية، وتجود زراعته في مصر الوسطى والعليا وتوشكى والعوينات، والوادي الجديد، ومتوسط الإنتاج : 26 أردب/ فدان والقدرة الإنتاجية: حتى 30 أردب/ فدان.