أصدرت مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب "صورة ابن رشد في الفكر المغربي المعاصر" لعبد النبي الحري، ويقول الكاتب إن الدراسات الرشدية المغربية لم ترسم صورة موحدة منسجمة لفيلسوف قرطبة ومراكش، ولكنها رسمت له صورا مختلفة ومتنوعة، بل متناقضة ومتضاربة، فقد وقفنا على ثلاث صور متباينة بدأت معالمها تتشكل منذ البدايات الأولى للدراسات المغربية حول ابن رشد، بمناسبة تنظيم ندوة "ابن رشد ومدرسته في الغرب الإسلامي" سنة 1978، واستمر ذلك التضارب في الموقف من أبي الوليد وفلسفته حتى كتابة هذه السطور.
وأضاف الكاتب، بلغت نزعة تمجيد ابن رشد أوجها عند محمد عابد الجابري الذي دافع في جميع أبحاثه عن أطروحة مركزية، وهي أن الرشدية شكلت قطيعة إبيستمولوجية مع الفلسفة الإسلامية المشرقية، على المستويات كافة، المنهجية والمفاهيمية والإشكالية، مما يجعلها، أي الرشدية، مفتاحاً لتحررنا وتقدمنا، الفكري والعلمي والسياسي.