الخميس 25 ابريل 2024

كاظم الوحيد.. والنظرة الأشمل للثقافة والإبداع

مقالات28-9-2022 | 19:54

آثر الشاعر العراقي كاظم الوحيد أن يقيم الدورة الثانية لـ"المهرجان الثقافي والفني الدولي لمنظمة السلام الدولية للنوايا الحسنة والإغاثة الإنسانية" في القاهرة، نظرًا للخصوصية الثقافية التي تتميز بها مصر، وتعدد أنشطة المهرجان الذي يهتم بالإبداع في كل جوانبه، ويعنى بالشأن الثقافي بمفهومه الواسع، الذي لا يتوقف عند جنس أدبي معين أو شكل فني محدد.

واشتملت فعاليات المهرجان على العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة من ندوات، وقراءات شعرية، ومعارض للفن التشكيلي، والتكريمات، حتى حفلات الطرب الراقي، وكذلك الصناعات التقليدية، وعروض الأزياء المعبرة عن الثقافة الشعبية.. وغيرها من النشاطات الثقافية، ما يعني الاستفادة البينية للمهرجان طوال فترة انعقاده، ومع وجود حشد من المثقفين في أن يكون منفتحًا على مختلف ألوان الأدب والفن والثقافة.

كم نحن بحاجة إلى هذه النظرة العميقة لمهرجاناتنا الثقافية والأدبية والشعرية التي تقام في بلادنا وما أكثرها، فلا يتميز بالنظرة الأشمل للثقافة في تعدد أشكالها وألوانها سوى معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي نشعر فيه بفهم واضح لمعنى الثقافة، حيث تتعدد أشكال الإبداع وتجاورها الفنون المختلفة، مما يشعر الزائر للمعرض أنه إزاء مهرجان دولي بكل المقاييس، حيث يجد الموسيقى، والمسرح، والسينما، ومسرح الطفل، والندوات الأدبية والقراءات الشعرية، إلى جانب الكتاب، ولهذا يكتسب معرض الكتاب المعنى الحقيقي لفكرة العرس الثقافي.

لقد بهرني الشاعر كاظم الوحيد رئيس المهرجان الذي يقيم في السويد منذ سنوات، في حُسن اختياره للبرنامج ومكان عقد الندوات والأنشطة وإقامة الضيوف في أحد فنادق القاهرة الموجودة في حضن الأهرامات، ما يدل على أن كل الأمور تمت مناقشتها واختيارها بعناية شديدة ووفق رؤية منفتحة على المعنى الأشمل للثقافة والإبداع. فقد استطاع المهرجان الذي أقيم تحت شعار "معًا... من أجل سلام يعمّ الجميع"، أن يطرح رؤية مختلفة من خلال برنامج جاد يقوم على تجاوز النظرة الأحادية للمهرجانات الثقافية، فعادة ما يكون مهرجان الشعر للشعر فقط، ومهرجان الرواية للرواية فقط، ويعقد مؤتمر النقد لمناقشة قضايا النقد ومشكلات المصطلح النقدي.. وهكذا، وهذه نظرة قاصرة لفكرة المهرجان الثقافي الذي يمكن أن يعبّر عن روح المدينة التي يقام بها وأن يعبر عن خصوصيتها الثقافية، وبالتالي يحقق العديد من الفوائد مثل الترويج للسياحة، وإلقاء الضوء على الحرف التقليدية، والأزياء الشعبية، وأن يكون متسعا ليضم أكثر من لون ثقافي وأكثر من شكل إبداعي، إلى جانب تقديم الدعم للأطفال الذين يحتاجون إلى لفتة إنسانية تخفف عنهم آلامهم، وهو ما فعله هذا المهرجان الذي دعا ضيوفه العرب من المثقفين والأدباء إلى مصر ليحقق هذه السمة الخاصة التي أتمنى أن تراعيها المهرجانات الثقافية والفنية التي تعقدها وزارة الثقافة. 

ساعد على نجاح "المهرجان الثقافي والفني الدولي لمنظمة السلام الدولية للنوايا الحسنة والإغاثة الإنسانية" وجود هذا الحشد من الشعراء والأدباء، منهم الشاعر الدكتور كاظم الوحيد رئيس المهرجان، والشاعر المعروف محمد الجلواح، والكاتب د. عبد الله الكعيد من السعودية، والكاتبة د. فتحية  كعيم، والكاتبة فريال الدالي من ليبيا، وشريفة رقاني ويمينة قاسي من الجزائر، وأحمد بو كيزي، والشاعرة فاطمة سنوسي من المغرب، والشاعر عبد العزيز الهاشمي من اليمن، والشاعر فايز أبو حبشي والشاعرة عبير العطار (سوريا) والشاعر شاكر الأمير، والشاعرة اللبنانية هدى المهتدي الريس، والإعلامي العراقي المقيم في السويد عسكر الشمري، إلى جانب الشعراء المصريين عبد الستار سليم، وأحمد قنديل، وناصر رمضان.

تضمن البرنامج زيارة معالم القاهرة السياحية والأثرية مثل خان الخليلي، والأهرامات، وقام الضيوف برحلة نيلية مسائية، فضلًا عن زيارتهم لإحدى دور الأيتام، ومستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وقاموا بتوزيع الهدايا على الأطفال وقضوا وقتا معهم فأدخلوا إلى قلوبهم السرور، ما يعني الاهتمام بالجانب الإنساني للمهرجان من كل جوانبه.

كل ذلك يكتب النجاح للمهرجان وأدعو القائمين على المهرجانات الثقافية أن يحذو حذوه، حتى يستطيع أن يحقق أكبر استفادة ممكنة من أجل خدمة الثقافة والفن والإبداع من جهة، وأن يقدم الدعم المعنوي لشرائح اجتماعية ليست مهمَلة، لكنها تود أن نعبر لها دائما عن تواصلنا معها، حتى نخفف معاناتها.

Dr.Randa
Dr.Radwa