الخميس 23 مايو 2024

منتدى اتحاد "يونا" يدعو وكالات الأنباء لتكثيف التغطية الإعلامية لفلسطين ونقل الخبر الفلسطيني من مصادره الأصلية

المنتدى الإعلامي لاتحاد وكالات أنباء دول يونا

عرب وعالم29-9-2022 | 20:05

دار الهلال

دعا المنتدى الإعلامي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، إلى تكثيف التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية، ونقل الخبر الفلسطيني من مصادره الأصلية.

جاء ذلك في توصيات المنتدى الإعلامي الافتراضي - الذي عقده اتحاد (يونا)، اليوم /الخميس/ تحت عنوان (دور وكالات الأنباء في مساندة القضية الفلسطينية: التحديات والفرص) - حيث استضاف فيه المشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين الوزير أحمد عساف، بمشاركة واسعة لممثلي وكالات الأنباء الأعضاء، والمنظمات الدولية، ودبلوماسيين، وإعلاميين.

وعبَّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه - في مستهل المنتدى - عن شكرهلاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي على المبادرة إلى عقد هذا المنتدى، معرباً عن أمله في أن يمثل"بداية موفقة في مجال الدعم الإعلامي لفلسطين، يمكننا أن نبني عليها من أجل الحفاظ على هذه القضية العادلةمتجذرة بقوة في ضمير الأمة الإسلامية، وجذب المزيد من الدعم وتأييد الرأي العام العالمي".

وأكد الأمين العام أنَّ المنظمة "تتابع باهتمام كبير الاعتداءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الإعلامية، وأهمها اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفية شيرين أبو عاقلة، الذي جاء في سياق اغتيالات أخرى، حيث استهدفت إسرائيل أكثر من 50 صحفياً فلسطينياً وأجنبياً منذ عام 2000 أثناء أدائهم لواجبهم".

وأضاف أن هذا يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة ووسائل الإعلام، وهو جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى مصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه، داعياً إلى ضمان الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين خلال عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكشف أن المنظمة تعمل على إعداد خطة مشتركة لدعم فلسطين في مجال الإعلام والاتصال، وتقديم الدعم اللازمللمؤسسات الفلسطينية، من حيث التجهيز والإنتاج وتبادل البرامج الإعلامية والخبرات.

من جانبه، استعرض المشرف العام على الإعلام الرسمي في فلسطين الوزير أحمد عسَّاف تاريخ القضية الفلسطينية ومراحلها، مشدداً على أنَّ هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى دعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك كونها قضية عادلة تدعمها جميع قرارات الشرعية الدولية، وكون الشعب الفلسطيني تعرض للظلم أكثر من غيره، والاحتلال الإسرائيلي هو الاحتلال الوحيد المتبقي في العالم، كما أنه من حق الشعب الفلسطيني تقرير المصير.

ونوه الوزير عساف بدعم منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها المختلفة للقضية الفلسطينية، كما نوه بدعم دولة مقر المنظمة المملكة العربية السعودية لقضية فلسطين، انطلاقاً من العلاقة الخاصة بين المملكة وفلسطين ودور السعودية التاريخي في مناصرة قضايا العالم الإسلامي.

وأوضح عساف أنَّ نشر الأخبار عمَّا يجري في فلسطين أمر مهم، لكن المطلوب هو الحضور الدائم للقضية الفلسطينية في وسائل الإعلام لخلق حالة عامَّة من الوعي، وعدم الاكتفاء بمتابعة الأحداث اليومية، مشدداً على ضرورة مواجهة الرواية الإسرائيلية التي تروج لها إسرائيل وحلفاؤها عبر الإعلام بهدف خلق تاريخ مزيف، وتغيير الوقائع على الأرض.

ودعا جميع وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي إلى إرسال مراسلين ومندوبين دائمين لها إلى فلسطين لصناعة أفلام وثائقية عن الأوضاع هناك، وكتابة قصص توثق معاناة الفلسطينيين، وما يقدمونه من إبداعات تثبت أنَّ الشعب الفلسطيني يحب الحياة، وأنه يسعى إلى الحرية وليس الموت.

وعبَّر الوزير عن استعداد دولة فلسطين بالتنسيق مع الاتحاد للعمل على إيجاد منظومة لتسهيل وجود الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية.

كما أبدى استعداده للعمل على إيجاد منظومة للتبادل الإخباري في إطار الاتحاد تهتم بنشر أخبار فلسطين في جميع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وبمختلف اللغات. وشدد الوزير عسَّاف على أنَّ عدم الموضوعية، وعدم الحياد في العمل الإعلامي يتمثلان في عدم دعم القضية الفلسطينية، وليس العكس.

ولفت عساف إلى ظاهرة محاربة المحتوى الفلسطيني على المنصَّات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بتحريض إسرائيلي، داعياً إلى إيصال رسالة واضحة وقوية لهذه المنصات بضرورة التزام الحياد، وعدم تقييد صفحات الإعلام الفلسطيني عندما تنشر عن الشهداء الفلسطينيين، فالحلُّ هو الضغط على إسرائيل لمنع ارتكاب هذه الجرائم، وليس الضغط لمنع النشر عنها.

كما دعا، المنصات الرقمية إلى عدم الانحياز للرواية الإسرائيلية، والسماح لفلسطين ببث روايتها التي تنسجم مع القانون الدولي.

من جانبه، أكد المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي أنَّ الإعلام يضطلع بدور بالغ الأثر في تشكيلالمفاهيم والتصورات وصياغة توجهات الرأي العام محلياً ودولياً تجاه القضايا المختلفة، ومن هنا تكمن أهميته في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكشف الحقائق، وإيصال صوت الفلسطينيين، وقضيتهم العادلة إلى العالم.

ونوه اليامي - في هذا الصدد - بجهود مؤسسات الإعلام الرسمي في فلسطين وعلى رأسها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي تواصل بأعلى درجات المهنية والأمانة الصحفية توثيق تجاوزات الاحتلال من جانب، وإصرار الفلسطينيين على نيل حقوقهم التي كفلتها لهم الشرعية الدولية من جانب آخر.

وأوضح أن تنظيم المنتدى يأتي في إطار تفعيل هذه القرارات لإحداث فرق حقيقي في تصور الرأي العام الدولي لفلسطين وقضيتها، مشيراً إلى في هذا الصدد إلى ما يتمتع به الاتحاد من إمكانات كبيرة في ظل التنوع الكبير للدول الأعضاء، وتوزعها جغرافياً عبر أربع قارات.

بدوره، أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي أنَّ عقد المنتدى يمثل فرصة مهمة لتبادل الأفكار حول تعزيز العمل الإسلامي المشترك لدعم فلسطين والقدس الشريف خاصة في ظل ما يواجهه المسجد الأقصى من محاولات إسرائيلية لتهويده وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

وشدد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية علي حسن - في مداخلته - ضرورة أن تحرص وكالات الأنباء في الدول العربية والإسلامية على استقاء الأخبار الفلسطينية من مصادرها الأصلية، وهي المؤسسات الإعلامية الرسمية لفلسطين، والسلطات الفلسطينية.