الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار


  • 29-9-2022 | 21:20

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

الطريق‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬طريق‭ ‬شاق‭ ..‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬تحقيقه‭ ‬والوصول‭ ‬إليه‭ ‬أمراً‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ..‬فإن‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬الأصعب‭ ‬والأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬والإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭..‬ وبناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭..‬ والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والاستمرار‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬وأعلى‭ ‬درجات‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭..‬ واستمرار‭ ‬العمل‭ ‬بنفس‭ ‬الروح‭ ‬والإرادة‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬وآمال‭ ‬الشعوب‭..‬ هو‭ ‬الاختيار‭ ‬الحتمى‭ ‬لما‭ ‬يشكله‭ ‬الاستقرار‭ ‬من‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية‭ ‬تنطلق‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬التقدم‭ ..‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قدم‭ ‬لنا‭ ‬رؤية‭ ‬وإستراتيجية‭ ‬ومدرسة‭ ‬لترسيخ‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭..‬ ومن‭ ‬واقع‭ ‬كلماته‭ ‬وأحاديثه‭ ‬وتحليل‭ ‬مضمون‭ ‬لمحتواها‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬آليات‭ ‬ومكونات‭ ‬وأسباب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭..‬ وبناء‭ ‬إنسان‭ ‬مصرى‭ ‬أكثر‭ ‬وعياً‭ ‬وفهماً‭ ‬وولاءً‭ ‬وانتماءً‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭..‬ يتمتع‭ ‬فى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬بـ«الحياة‭ ‬الكريمة»‮ ‬‭..‬ويستشعر‭ ‬انه‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬تتيح‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬أمام‭ ‬أبنائها‭..‬ وترسخ‭ ‬مبادئ‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والمواطنة‭ ..‬وتطبق‭ ‬معيار‭ ‬الجدارة‭ ‬والاستحقاق‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬تمييز‭ ..‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬وعملاً‭ ‬وتضحية‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود‭..‬ ومشاركة‭ ‬الحكومة‭ ‬والمواطن‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ..‬وأن‭ ‬يؤدى‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬ومسئول‭ ‬ومؤسسة‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ..‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬التحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬ذلك‭.‬

نعمة‭ ‬عظيمة‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬تضحيات‭..‬ وضمان‭ ‬استمرارها‭ ‬أكثر‭ ‬مشقة‭ ‬وعملاً

وصول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭..‬ ولم‭ ‬يأت‭ ‬صدفة‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬عبر‭ ‬تضحيات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وكلفة‭ ‬غالية‭ ..‬ضحى‭ ‬فيها‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬شهداء‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬والشرطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بأرواحهم‭ ‬ودمائهم‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬هى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأخطر‭ ‬والأصعب‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭.‬

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬وحرب‭ ‬ضروس‭ ‬خاضتها‭ ‬مصر‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود‭ ‬وإحباط‭ ‬المؤامرات‭ ‬وتعطيل‭ ‬المخططات‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬عصيبة‭ ‬وحرجة‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬لكنها‭ ‬عبرت‭ ‬وانتصرت‭ ‬وسطرت‭ ‬ملحمة‭ ‬وطنية‭ ‬خالدة‭.‬

الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬اعتباطاً‭ ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬بالحظ‭ ‬ولكن‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬رئاسية‭ ‬شاملة‭ ‬أدركت‭ ‬ان‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬الذى‭ ‬تنطلق‭ ‬منه‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم،‭ ‬فلا‭ ‬تنمية‭ ‬بدون‭ ‬استقرار‭ ‬أمنى‭ ‬وسياسي‭.‬

الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬مكنت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تعوق‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬ونجحت‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬البقاء‭ ‬رغم‭ ‬انها‭ ‬خاضت‭ ‬معركتى‭ ‬البقاء‭ ‬والبناء‭ ‬معاً‭ ‬فى‭ ‬سابقة‭ ‬استثنائية،‭ ‬وتفوقت‭ ‬فى‭ ‬المعركتين‭.‬

يقولون‭ ‬إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القمة‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬صعوبة‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬تحد‭ ‬لأنه‭ ‬يستوجب‭ ‬إجراءات‭ ‬ورؤى‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬وعملاً‭ ‬دءوباً‭ ‬ومستمراً‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭.‬

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬أيضاً‭ ‬ليس‭ ‬مهمة‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬القيادة‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬وحدها‭ ‬ولكن‭ ‬مهمة‭ ‬المواطن‭ ‬أيضاً‭ ‬لأنه‭ ‬أكثر‭ ‬الأطراف‭ ‬تضرراً‭ ‬وكارثية‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والفوضى‭..‬ ولعل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬ثورات‭ ‬الخراب‭ ‬العربى‭ ‬أبلغ‭ ‬دليل‭ ‬ودرس‭ ‬أمام‭ ‬الشعوب‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬والسلاح‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭..‬ وما زال‭ ‬الأمر‭ ‬يشكل‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬خاصة‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني،‭ ‬والمؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬ولم‭ ‬يتحقق‭ ‬الوفاق‭ ‬والوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬بين‭ ‬شعوبها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬اصطفاف‭ ‬وطنى‭ ‬وإرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬لترسيخ‭ ‬الاستقرار‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.‬

مصر‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬فى‭ ‬مستنقع‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬وتجاوز‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬وصول‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬وكان‭ ‬الفضل‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬لله‭ ‬ولجيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬وأبطاله‭ ‬من‭ ‬شرفاء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذين‭ ‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬مصر‭ ‬المؤامرة ‭»‬الشيطانية‮» ‬فى‭..2011 ‬ ونجحت‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬ 2013‭ ‬ فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الخلاص‭ ‬للمصريين‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬فاشى‭ ‬عميل‭ ‬ومتآمر‭ ‬على‭ ‬مصر‭..‬ عندما‭ ‬خرج‭ ‬المصريون‭ ‬بالملايين‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬مطالبين‭ ‬بعزل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وأطلقوا‭ ‬النداء‭ ‬التاريخى‭ ‬إلى‭ ‬جيشهم‭ ‬العظيم‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يقوده‭ ‬آنذاك‭ ‬قائد‭ ‬وطنى‭ ‬شريف‭ ‬ومخلص‭ ‬لبى‭ ‬نداء‭ ‬شعبه‭..‬ وتحمل‭ ‬تبعات‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬وشجاعة‭ ‬نادرة‭ ‬فأنقذ‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬والاقتتال‭ ‬الأهلى‭ ‬وعبر‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬لتبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وهى‭ ‬تطهير‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭..‬ ليتحقق‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها،‭ ‬وهو‭ ‬أعظم‭ ‬نعمة،‭ ‬أيضاً‭ ‬ركيزة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭.‬

ما‭ ‬حققته‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وإصلاح‭ ‬حقيقى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬قادها‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬فاقت‭ ‬التوقعات‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وظروفه‭ ‬وأحواله‭ ‬المعيشية،‭ ‬وجودة‭ ‬حياته‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬له‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬له،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تحقق‭ ‬مع‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستلزم‭ ‬استمرار‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬بنفس‭ ‬الروح‭ ‬والإرادة‭ ‬وأكثر،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬أكسير‭ ‬الحياة‭ ‬ووجود‭ ‬الأوطان‭ ‬وتقدمها‭.‬

بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬يطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬سؤال‭ ‬مهم،‭ ‬كيف‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار؟‭ ‬وما‭ ‬السبل‭ ‬والآليات‭ ‬والوسائل‭ ‬التى‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ذلك؟‭ ..‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬أمامنا‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬وفريدة‭ ‬ورؤية‭ ‬خلاقة‭ ‬لضمان‭ ‬ذلك‭ ‬سطرها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬ومن‭ ‬إجراء‭ ‬تحليل‭ ‬مضمون‭ ‬لأحاديثه‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬التقدم‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرسم‭ ‬ملامح‭ ‬وأسباب‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أغلى‭ ‬نعمة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬وهى‭ ‬الاستقرار‭ ‬كالتالي‭:-‬

أولاً‭ :‬إن‭ ‬الشعوب‭ ‬لديها‭ ‬تجربة‭ ‬مأساوية‭ ‬وكارثية،‭ ‬مع‭ ‬هبوب‭ ‬عواصف‭ ‬الربيع‭ ‬العربى‭ ‬المشئوم‭ ‬والتى‭ ‬أسقطت‭ ‬دولاً‭ ‬كثيرة‭ ‬وعاثت‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬فوضى‭ ‬وانفلاتاً‭ ‬وإرهاباً‭ ‬وقتلاً‭ ‬وضياعاً‭ ‬وتشرداً‭ ‬وانهياراً‭ ‬للدول‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬واهدار‭ ‬ثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬وتأخرها‭..‬ وضعف‭ ‬أملها‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحول‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬لاجئين‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬معسكرات‭ ‬ومخيمات‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الدول‭..‬ كل‭ ‬ذلك‭ ‬منح‭ ‬الشعوب‭ ‬درساً‭ ‬مهماً‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعيه‭ ‬وتدركه‭ ‬جيدا‭ ‬وتأخذ‭ ‬منه‭ ‬العبرة‭ ‬والعظة‭ ‬وأن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬أوطانها‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬الدعوات‭ ‬والأفكار‭ ‬الهدامة،‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬تدمير‭ ‬الأوطان‭ ‬وتزييف‭ ‬وعى‭ ‬شعوبها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬مقولة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى ‭»‬خلوا‭ ‬بالكم‭ ‬من‭ ‬أوطانكم‮».. ‬فالأساس‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها‭ ‬هو‭ ‬الشعوب‭.‬

ثانياً‭ :‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب،‭ ‬ومشاركتها‭ ‬فى‭ ‬تحمل‭ ‬مسئولياتها‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الأوطان‭ ‬ووضع‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات‭ ‬والحقائق‭ ‬والقضايا‭ ‬بين‭ ‬أيديهم،‭ ‬واطلاعهم‭ ‬أولاً‭ ‬بأول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬دولهم،‭ ‬وما‭ ‬يحاك‭ ‬يخطط‭ ‬لها،‭ ‬وأيضاً‭ ‬التمهيد‭ ‬والاقناع‭ ‬والشفافية‭ ‬عند‭ ‬عرض‭ ‬أى‭ ‬قرار‭ ‬مهم‭ ‬أو‭ ‬مصيرى‭ ‬للشعوب‭ ‬وتناوله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أصحاب‭ ‬الجدارة‭ ‬للحديث‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬والتخصص‭ ‬والخبرات‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬وأرباع‭ ‬المتخصصين‭ ..‬فمن‭ ‬يتصد‭ ‬للشأن‭ ‬العام‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملماً‭ ‬ومتحلياً‭ ‬بالفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لأبعاد‭ ‬وتفاصيل‭ ‬القضايا‭ ‬المطروحة‭.‬

ثالثاً‭:‬ إن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ليس‭ ‬مهمة‭ ‬القيادة‭ ‬أو‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الشرطة‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬مسئولية‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الوطن،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واعياً‭ ‬ولا‭ ‬ينساق‭ ‬وراء‭ ‬الشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬لا‭ ‬يجرى‭ ‬وراء‭ ‬منابر‭ ‬معادية‭ ‬تريد‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالوطن‭.‬

رابعاً‭:‬ الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أكد‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬مقولة‭ ‬وعبارة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية «إن‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬جيشاً‭ ‬وطنياً‭ ‬قوياً،‭ ‬يملك‭ ‬أمناً‭ ‬واستقراراً»‬‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعى‭ ‬ويدرك‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬أهمية‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬رفاهية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬والاضطرابات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬والأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬التى‭ ‬تتبناها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لتركيع‭ ‬الدول‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وثرواتها‭ ‬ومواردها‭ ‬وحقوقها‭ ‬وإضعافها‭ ‬والوقيعة‭ ‬بين‭ ‬شعبها‭..‬ لذلك‭ ‬فالدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬القوية،‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬الوطنية‭ ‬القادرة‭ ‬هى‭ ‬خير‭ ‬وقاية‭ ‬وصمام‭ ‬الأمان‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭.‬

خامساً‭ :‬استمرار‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وجهود‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬وتزامن‭ ‬مهم‭ ‬وضرورى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقي،‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬لدى‭ ‬الشعوب،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتصاعد‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬بما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬الاستقرار‭ ‬واستمرار‭ ‬الإعلام‭ ‬فى‭ ‬تبنى‭ ‬قضية‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬وإطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬شركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الإعلامى‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬واستعادة‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬المصرية ‭»‬أخلاقنا‭ ‬الجميلة‮»‬،‭ ‬والبناء‭ ‬الفكرى‭ ‬والثقافى‭ ‬والتوعوى‭ ‬والوجدانى‭ ‬للإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬الشركة‭ ‬فى‭ ‬إيجاد‭ ‬محتوى‭ ‬ومضمون‭ ‬إعلامى‭ ‬للأطفال‭ ‬يتصدى‭ ‬لمحاولات‭ ‬وحملات‭ ‬الغزو‭ ‬الثقافى‭ ‬الخارجى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتسق‭ ‬ولا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬قيمنا‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وتعاليم‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬لنضع‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬والشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬بنموذج‭ ‬ونسق‭ ‬ثقافى‭ ‬وإعلامى‭ ‬مصرى ‭ ‬100 %.

سادساً‭ :‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬وكوارث‭ ‬وتقصير‭ ‬وإهمال‭ ‬وغياب‭ ‬الرؤية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وعلاج‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬التى‭ ‬بسببها‭ ‬كادت‭ ‬مصر‭  ‬تضيع،‭ ‬والحقيقية‭ ‬وللإنصاف‭ ‬فإن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬تصدى‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‭ ‬والكوارث‭ ‬التى‭ ‬وقعت‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬ووضع‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياته‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬يقف‭ ‬فى‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬وممتدة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬أو‭ ‬حاجة‭ ‬مثل‭ ‬البنزين‭ ‬والسولار‭ ‬والبوتاجاز‭ ‬ورغيف‭ ‬الخبز‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬المواطن‭ ‬يضج‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الانقطاع‭ ‬المتكرر‭ ‬للتيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يتألم‭ ‬من‭ ‬مرض «‬فيروس‭ ‬سى‮»‬ وسائر‭ ‬الأمراض‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬ينتظر‭ ‬دوره‭ ‬لإجراء‭ ‬جراحة‭ ‬مهمة‭ ‬قد‭ ‬يموت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬دوره‭..‬ لذلك‭ ‬أجرت‭ ‬الدولة‭ ‬مليوناً‭ ‬و300‭ ‬ألف‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬بتكلفة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬الـ12‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الانتظار‭ ‬يستمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوعين‭ ‬يتوقف‭ ‬بعدها‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬عشوائية‭ ‬فالمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬ذكرى‭ ‬مؤلمة‭ ‬أصبح‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬حضارية‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬والخدمات‭ ‬الراقية‭.. ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬مجهزة‭ ‬بالأثاث‭ ‬والمفروشات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬مجاناً‭..‬ ناهيك‭ ‬عن‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬والاجتماعى‭ ‬المتاح‭ ‬لكل‭ ‬المصريين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬القرن ‭»‬حياة‭ ‬كريمة‮» لتنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬قرى‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من ‭ 60‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬ثم‭ ‬الانحياز‭ ‬الرئاسى‭ ‬للفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً،‭ ‬الذين‭ ‬يحظون‭ ‬بدعم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وبرامج‭ ‬حماية‭ ‬اجتماعية‭ ‬أبرزها‭ ‬تكافل‭ ‬وكرامة‭ ‬الذى‭ ‬يضم‭ ‬22‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬وانفقت‭ ‬الدولة 2 ‬‭ ‬تريليون‭ ‬جنيه‭ ‬خلال‭ ‬‮8 ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭.‬

سابعاً‭:‬ الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬يتطلب‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬النزاهة‭ ‬والشفافية‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أرساه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮8‬‭ ‬سنوات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬رأس‭ ‬الفساد‭ ‬والامتيازات‭ ‬والتجرؤ‭ ‬على‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬أراضى‭ ‬وأملاك‭ ‬الدولة،‭ ‬وأيضاً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجدارة‭ ‬والاستحقاق‭ ‬هى‭ ‬المعيار‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الفرص،‭ ‬وأن‭ ‬الاختيار‭ ‬للأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬كفاءة‭.‬

ثامناً‭ :‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضاً‭ ‬ترسيخ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والاعتدال‭ ‬وعدم‭ ‬التعصب‭ ‬للرأي،‭ ‬وتطهير‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬مسبباتها‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬تحت‭ ‬أى‭ ‬سبب‭ ‬سواء‭ ‬طائفية‭ ‬أو‭ ‬دينية،‭ ‬وحرية‭ ‬العقيدة‭ ‬وممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تفوقت‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ورسخت‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والمساواة‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬فغابت‭ ‬الفتن‭.‬

تاسعاً‭ :‬إن‭ ‬يعى‭ ‬كل‭ ‬مسئول‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دوره‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬عمله‭ ‬الأساسي،‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬وتعريفهم‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الحالية‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬أزمات‭ ‬دولية‭ ‬طاحنة‭ ‬وصراعات‭ ‬قد‭ ‬تتطور‭ ‬إلى‭ ‬الأسوأ‭.‬

عاشراً‭ :‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬منظومة‭ ‬مهمة‭ ‬تتعانق‭ ‬وتتكامل‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬الأبعاد‭ ‬والمحاور‭ ‬سواء‭ ‬العمل‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬والإصلاح‭ ‬وتحقيق‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬للناس‭ ‬وتلبية‭ ‬آمالهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬مع‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬حقيقى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬كل‭ ‬مسئول،‭ ‬ومواطن‭ ‬أيضاً‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬الفهم‭ ‬والضمير‭ ‬الوطنى‭ ‬الحى‭ ‬والشريف‭.. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعفى‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬دوره‭ ‬واستمراره‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬وتحقيق‭ ‬الفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬للمواطنين‭ ‬لما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬ويحدث‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬ومكونات‭ ‬الهوية‭ ‬والشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬وترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬وأيضاً‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار،‭ ‬فليس‭ ‬عيباً‭ ‬أن‭ ‬تتحدث‭ ‬خطبة‭ ‬الجمعة‭ ‬عن‭ ‬شواغل‭ ‬واهتمامات‭ ‬الناس‭ ‬وتوضيح‭ ‬الحقائق،‭ ‬وإزالة‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬وخطورة‭ ‬التفسخ‭ ‬والفتن‭ ‬وإظهار‭ ‬المقاصد‭ ‬الحقيقية‭ ‬للأديان‭ ‬وتبصير‭ ‬الناس‭ ‬بأمور‭ ‬حياتهم‭ ‬مثل‭ ‬الترشيد‭ ‬والتوفير‭ ‬وعدم‭ ‬الإهدار‭ ‬ونبذ‭ ‬الإسراف‭ ‬وقضايا‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬وخطورته‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬والتأكيد‭ ‬خطورة‭ ‬الشائعات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والتشكيك‭ ‬ومحاولات‭ ‬هدم‭ ‬الدول‭ ‬وإسقاطها‭ ‬وأهمية‭ ‬وقدسية‭ ‬الأوطان‭ ‬وكذلك‭ ‬أهمية‭ ‬الوحدة‭ ‬والاصطفاف‭ ‬واحترام‭ ‬الأديان‭ ‬والرموز‭ ‬الدينية‭ ‬وعدم‭ ‬الإساءة‭ ‬لهم،‭ ‬فالمسجد‭ ‬والكنيسة‭ ‬لهما‭ ‬دور‭ ‬عظيم‭ ‬ومهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة‭.‬

إن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬والصعب‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ..‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نتحلى‭ ‬بالاستمرارية‭ ‬ومواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬بنفس‭ ‬الإرادة‭ ‬والعزم‭ ‬والروح‭ ‬والوعي‭.‬

أخبار الساعة

الاكثر قراءة