دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، النظام في أوكرانيا إلى "وقف الأعمال العدائية" والعودة إلى طاولة المفاوضات، واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم /الجمعة/ الغرب برفض التخلي عن أجنداته الخاصة على حساب الأطراف الأخرى في المجتمع الدولي، فيما اتهم حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا بممارسة تصعيد خطير للأزمة مع أوكرانيا.
ففي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، النظام في كييف إلى وقف الأعمال العدائية على الفور والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار الرئيس الروسي -خلال كلمة ألقاها اليوم قبل مراسم توقيع انضمام مناطق جديدة إلى روسيا الاتحادية- إلى أن موسكو أعربت مرارًا وتكرارًا استعدادها للمفاوضات، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وأكد الرئيس أن الغرب يسعى إلى تدمير الدول التي ترفض التنازل عن سيادتها له.. موضحًا أنه من المهم لصالح الغرب أن تتنازل جميع الدول عن سيادتها لصالح الولايات المتحدة، وقال إن النخب الحاكمة في بعض البلدان توافق على أن تصبح تابعة، والبعض الآخر يتم شراؤهم وترهيبهم، وإذا فشلوا في شرائهم، فإن الغرب يدمرون دولًا بأكملها ويتركون ورائهم الكوارث الإنسانية والحطام وأرواح البشر المحطمة، مؤكدًا أنهم "لا يهتمون بذلك، بل يريدون فقط جني أرباحهم"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن الغرب لا يريد الحرية لروسيا، بل يريد أن يراها مستعمرة له.. موضحًا أن "فكرنا وفلسفتنا يشكلان تهديدًا مباشرًا لهم؛ ولهذا السبب يهاجمون فلاسفتنا وثقافتنا لأنهم يشكلون خطرًا عليهم. ولذلك يسعون إلى حظرها (الثقافة الروسية)، كما أن تنميتنا ورفاهيتنا تمثل أيضًا تهديدات بالنسبة لهم".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الغرب رفض التخلي عن مساره نحو متابعة أجنداته الخاصة على حساب الأطراف الآخرين في المجتمع الدولي.
وقال الوزير الروسي -في كلمة ألقاها أمام اجتماع لقادة أمن واستخبارات رابطة الدول المستقلة في موسكو- "إن الغرب الجماعي الذي تقوده الولايات المتحدة لا يعتزم التخلي عن مساره نحو ضمان الهيمنة العالمية والعمل على تحقيق أهدافه الخاصة على حساب مصالح الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي".
ووصف كبير الدبلوماسيين الروس النهج الذي يسلكه الغرب مؤخرًا بـ"السياسة الاستعمارية الجديدة" بحسب ما أوردته وكالة أنباء "تاس" الروسية.
وفي بروكسل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرج، إن حشد روسيا للمزيد من القوات وضمها غير القانوني أجزاء من أوكرانيا يعد تصعيدًا للأزمة الروسية- الأوكرانية.
وأضاف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي -في مؤتمر صحفي نقلته قناة "سي إن إن" الأمريكية- أن الإجراءات تشكل "أخطر تصعيد للصراع منذ غزو موسكو لأوكرنيا خلال شهر فبراير الماضي"، على حسب تعبيره.
وتابع ستولتنبرج "حشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مئات الآلاف من القوات الإضافية، وضلع في تهديدات نووية غير مسئولة وضم بصورة غير قانونية المزيد من الأراضي الأوكرانية، ويمثل ذلك معًا أخطر تصعيد منذ بداية الحرب"، وأردف "لا شئ من هذا يظهر قوة، بل يظهر ضعفًا .. وأن بوتين يحمل المسئولية كاملة لتلك الحرب، ومن مسئوليته إنهاؤها".
بدورها، أدانت مجموعة الدول الصناعية السبع بشدة ضم روسيا لأربعة مناطق أوكرانية، متعهدين باتخاذ المزيد من الإجراءات ضد موسكو.
وقال وزراء خارجية المجموعة -في بيان أوردته قناة "فرانس 24" الناطقة باللغة الإنجليزية- "لن نعترف أبدًا بهذا الضم المزعوم ولا بالاستفتاء الزائف الذي جرى تحت تهديد السلاح".
وأضاف البيان "سنفرض المزيد من التكاليف الاقتصادية على روسيا، وعلى الأفراد والكيانات - داخل روسيا وخارجها - الذين يقدمون دعمًا سياسيًا واقتصاديًا لتلك الانتهاكات للقانون الدولي".
وفي أثينا، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم، إن اليونان لن تعترف أبدًا بالضم غير القانوني للأراضي الأوكرانية".
وقال رئيس وزراء اليونان -في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)- "روسيا تقوض النظام الدولي القائم على القواعد وتنتهك الحقوق الأساسية لأوكرانيا في الاستقلال والسيادة"، وأن "اليونان والاتحاد الأوروبي يقفان بحزم مع أوكرانيا".
وفي التغريدة، شارك ميتسوتاكيس بيانًا للمجلس الأوروبي ينص على: "نحن نرفض بشدة وندين بشكل قاطع الضم غير القانوني من قبل روسيا لمناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريزهزيا وخيرسون في أوكرانيا".
ووصف بيان سابق لوزارة الخارجية اليوناينة الخطوة الروسية بأنها "غير قانونية ... انتهاك صارخ للقانون الدولي وغير صالحة".
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في وقت سابق اليوم بمقر الكرملين- اتفاقيات ضم 4 مناطق أوكرانية إلى بلاده، قائلا "من أجل روسيا العظمى أُعلن ضم 4 أقاليم أوكرانية لبلادنا".
كانت روسيا قد أجرت، في الفترة من 23 وحتى 27 من سبتمبر الجاري، استفتاءات لضم 4 مناطق تخضع لسيطرة موسكو في أوكرانيا (هي دونيتسك ولوجانسك في الشرق، وخيرسون وزابوروجيا في الجنوب) إلى الاتحاد الروسي، وصوتت الغالبية العظمى من السكان لصالح الانضمام إلى موسكو.. فيما تقول حكومات غربية وكييف إن الاستفتاءات مخالفة للقانون الدولي.