الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

السيسى.. والرسالة الإنسانية

  • 1-10-2022 | 21:57
طباعة

«الأيادى البيضاء».. تستحق الشكر والتحية والعرفان.. ليس فقط لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.. ولكن لأنها عنوان جبر الخواطر.. منحت قضية بناء الإنسان الأولوية الأولى فى أكبر ملحمة للبناء والتنمية.. وتحقيق تطلعات المصريين فى حياة كريمة.. انحازت للفئات الأكثر احتياجاً.. ولكل الأيادى التى تعمل بشرف وتكافح من أجل «لقمة عيش حلال».. إنه المعنى الحقيقى للإنسانية.

أيضا لم يأت فوز 5 مشروعات مصرية فى مسابقة التحكيم العالمية كأفضل أعمال إنشائية على مستوى العالم من فراغ..  وإنما يعد بمثابة شهادة دولية رفيعة المستوى.. ونتيجة لرؤية وإرادة قيادة بَنَت فأبدعت.. وحرصت وتمسكت بأعلى معايير الجودة وأعلى المواصفات والمعايير القياسية العالمية.. لذلك فالنتيجة تعبر بشكل حقيقى عن عظمة التجربة المصرية الملهمة فى البناء والتنمية.

زرع الأمل.. ورسم ملامح الإبداع الإنسانى.. فاستحق جوائز مرموقة تليق بحجم العطاء المتدفق.. من أجل شعب وجد من يحنو عليه

من أهم ما يميز هذا العهد على مدار 8 سنوات التفرد فى أشياء وأمور وإجراءات وقرارات وإنجازات كثيرة شملت كل المصريين، لم يسبق الرئيس عبدالفتاح السيسى فيها أى رئيس جمهورية سابق خاصة البعد الإنساني، وجبر الخواطر، لنصل إلى إنسانية فريدة، شملت جميع فئات المجتمع المصري، ومنها من تعرض لظلم وإهمال كبير خلال العصور الماضية.

الرئيس السيسى أول رئيس مصرى يولى اهتمامًا كبيرًا وغير مسبوق برعاية الفئات من ذوى الهمم والاحتياجات الخاصة، وقدمت لهم الدولة اهتمامًا ورعاية غير مسبوقة.. وقادت عملية إدماجهم فى المجتمع ثم قدمت لهم كل الامتيازات والحقوق، وأحاطتهم بالتكريم، وجعلتهم فى قلب الدولة وعلى رأس أولوياتها.

الإنجاز المهم الذى تحقق فى عهد الرئيس السيسى بالنسبة لذوى الاحتياجات الخاصة أو ذوى الهمم ليس فى الخدمات المقدمة لهم، أو الحقوق التى ترسخت أو الرعاية الصحية والاجتماعية والإسكان وفى التعليم والمدارس ووسائل النقل أو الأندية الرياضية أو المعاشات أو الأجهزة التعويضية، أو النواحى الفكرية والثقافية، ومد الدولة يدها لتقديم العون للأسر التى تضم أفرادًا من هذه الفئات تخفيفًا عنها، وإضافة مهارات وإمكانيات وقدرات لهم، لكن الإنجاز الكبير الذى تحقق هو زوال الخجل الاجتماعى أو الأسرى من هذه الظاهرة بعد أن كانت هذه الأسر تخفى أبناءها من ذوى الاحتياجات والهمم من الظهور والتعايش مع المجتمع، كانت تعتبرهم وصمة فى جبينها ولم يكن المجتمع يوليهم هذا الاهتمام الكبير الذى تبديه الدولة فى هذا العهد، الآن أصبحوا أفرادا ومواطنين عاديين.. اندمجوا فى المجتمع يحظون بالرعاية والاهتمام، وتسخر لهم البرامج الخاصة بالتدريب والتأهيل ورفع القدرات والمهارات ومنهم الآن أبطال يحققون أرقاما قياسية فى مختلف البطولات الدولية التى تجمع مثل هذه الفئات، وأيضا نجوماً يشاركون فى اللعبة، أو المتفوقين دراسيا، ومنهم من يشغل مناصب مهمة.. ينظر اليهم المجتمع والأسر بعين الاحترام والتقدير بعد أن تبدلت الصورة وتغيرت إلى الأفضل، وأصبحت النظرة المجتمعية لهم لا تقل عن المواطن العادى والسليم وربما فى كثير من الأحيان أكثر احترامًا لتفوقه وتميزه رغم مشاكله.

يحسب للرئيس السيسى إعادة الاعتبار وتغيير النظرة المجتمعية لهذه الفئات من ذوى الاحتياجات الخاصة والهمم، بسبب الرعاية والاهتمام والأولوية وما يقدم لهم من خدمات وهو إنجاز فريد لم يسبقه إليه أى رئيس من قبل.

ليس فقط أصحاب الهمم وذوى الاحتياجات الخاصة الذين شملتهم رعاية واهتمام الدولة بل ان كل المصريين نالوا حظا وافرا من هذه الإنسانية التى تتبناها القيادة السياسية فالمواطنون الذين كانوا يعيشون فى المناطق العشوائية غير الآمنة وانتقلوا إلى مناطق حضارية إنسانية من الدرجة الأولي، ثم المبادرات الصحية التى خففت آلام وهموم وأوجاع المصريين سواء القضاء على فيروس سى أو قوائم الانتظار أو إطلاق المبادرات الصحية التى شملت كل المصريين أبرزها 100 مليون صحة لرسم خريطة صحية لهذا الشعب، والكشف عن الأمراض المزمنة وتوفير علاجها، وأيضًا مبادرات أخرى مثل مبادرة كشف وعلاج الأمراض الوراثية ثم برامج الحماية الاجتماعية التى أنفقت عليها الدولة فى 8 سنوات تريليون جنيه وأبرزها تكافل وكرامة، الذى يغطى 22 مليون مواطن مصرى ثم العمل الخيرى والأهلى والتنموى الذى شهد تنظيما وفاعلية غير مسبوقة وأصبح كيانا وطنيا مهماً تتضافر وتتكامل وتتعامل فيه كافة جهود الرعاية الاجتماعية تحت مظلة التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى ثم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وما قدمته فى مجال بناء الإنسان وتخفيف المعاناة عن المواطنين فى كافة ربوع البلاد.. ولعل المشروع الأعظم الذى أطلقته مبادرة «حياة كريمة» تطوير وتنمية الريف المصرى يظل شاهدا على إنسانية هذا العهد.. وأولويته الأولى فى بناء الإنسان المصرى وتمكينه من الحياة الكريمة، فالمشروع العملاق أو مشروع القرن يستهدف قرابة 60 مليون مواطن مصرى لتغيير حياتهم إلى الأفضل وتوفير كافة الخدمات والدعم والتيسيرات وتطوير واقعهم إلى آفاق أكثر إنسانية وآدمية تليق بالجمهورية الجديدة.

الحقيقة أن ما أريد أن أقوله وأصل إليه هو حيثيات وأسباب تسلم الرئيس السيسى الجائزة الدولية للأولمبياد الخاص الدولي، التى تعد من أرفع الجوائز التى تمنح للملوك والرؤساء وأصحاب الأيادى البيضاء على رعاية فئة ذوى الاحتياجات الخاصة، ويقيناً الجائزة المرموقة كانت فى محلها وبجدارة واستحقاق، وهى عنوان كبير لجهود إنسانية مخلصة وشريفة ووطنية قدمها الرئيس السيسى على مدار 8 سنوات لهذه الفئات صنعت لديهم الفارق، وغيرت النظرة المجتمعية لهم وجعلتهم أكثر قبولاً وارتياحاً وإبداعاً.

الرئيس السيسى اعتبر أن الجائزة هى تقدير لجهود مصر المستمرة التى تجسد الرسالة الإنسانية تجاه ذوى الهمم والاحتياجات الخاصة، التى تقوم على قيم الحب والاحترام والتقدير لهم، وأنهم «قادرون باختلاف».. هذا ما قاله الرئيس خلال تسلمه الجائزة الدولية المرموقة التى تجسد عمق العمل الإنسانى ونبله الذى قدمه الرئيس السيسي، ليس فقط لذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم، ولكن لكل أطياف وفئات المصريين.. فالرئيس يعتبر أن بناء الإنسان المصرى على رأس أولوياته، ويمكن العودة إلى القرارات والدعم والخدمات والإنجازات والمكاسب والمشروعات التى قدمت فى عهد الرئيس السيسى لهذه الفئات، لتجدها غير مسبوقة واستثنائية تجسد الاهتمام والأولوية.

الرئيس السيسى المنحاز لبناء الإنسان المصرى والأكثر انحيازاً للفئات الأكثر احتياجاً، أو الفئات البسيطة التى تكافح بشرف من أجل حياة تتمسك بالشرف والرضا والقناعة من أجل «لقمة عيش» تعبر عن قيمة الحلال والجهد والإخلاص، وأيضا داعم للفئات من ذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم، وهو ما نجده قولاً وفعلاً على أرض الواقع وبين أيدينا وما تلمسه هذه الفئات.

رسالة أخرى مهمة، جرت خلال الأيام الماضية، تجسد أن مصر على الطريق الصحيح، وأن الرؤية الرئاسية حرصت على الإبداع والتفوق وأعلى معايير الجودة والمواصفات القياسية بعد إعلان فوز 5 مشروعات مصرية فى مسابقة التحكيم العالمية كأفضل أعمال إنشائية على مستوى العالم، وهو ما يعد شهادة دولية رفيعة المستوى من أعرق المكاتب الهندسية المحترفة فى العالم التى تحرص على التقييم بأعلى درجات المهنية والدعم والموضوعية والحيادية، وهو ما يعكس قدرة الدولة المصرية على إنجاز المشروعات القومية فى مجال التنمية وفق أعلى وأرقى المعايير الهندسية والإنشائية وفى فترات ومدد زمنية قياسية.

الحقيقة أنه خلال جولات الرئيس الميدانية الفريدة التى يحرص خلالها على تفقد سير الأعمال فى المشروعات القومية يحرص دائما على التوجيه بالالتزام بأعلى المعايير والمواصفات العالمية فى جميع المشروعات التنموية فى مختلف ربوع البلاد وهو ما نراه أيضا خلال افتتاحات الرئيس للمشروعات القومية العملاقة، يؤكد أهمية الالتزام بهذه المباديء، ويطمئن على سلامة تنفيذها أولاً بأول وعلى أرض الواقع، بالإضافة إلى الالتزام بتنفيذ المشروعات فى توقيتاتها المخططة والمحددة «مؤسسة اينر» أو «EnR» الأمريكية العالمية المتخصصة فى الاستشارات الهندسية أعلنت نتيجة مسابقة التحكيم العالمية لأفضل وأرقى المشروعات والإنشاءات الهندسية على مستوى قارات العالم للعالم 2022 التى ضمت 34 مشروعاً، فازت مصر بخمس جوائز منها، وهى مشروعات: أفضل مشروع نقل فى العالم محطة عدلى منصور «التبادلية»، وأفضل مشروع ثقافى فى العالم مركز مصر الثقافى الاسلامى الذى تم تنفيذه تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأفضل مشروع ترميم فى العالم تجديد وتطوير متحف محمد محمود خليل، وأفضل مشروع للطاقة والصناعة فى العالم محطة رياح رأس غارب بخليج السويس، وأفضل مشروع بيئى فى العالم مشروع تطوير قرى توشكى «الجنوبية».. هذه الجوائز الخمس العالمية تجسيد حقيقى لروعة وعظمة التجربة المصرية فى البناء والتنمية فى جميع المجالات، وبطبيعة الحال هناك أرقام أخرى قياسية، فنحن نتذكر أن محطة مياه المحسمة دخلت موسوعة «جينيس»، وأيضا محطة بحر البقر للمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى بطاقة يومية تقدر بـ 5.3 مليون متر مكعب، وفى الطريق محطة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعى بمدينة الحمام التى تدخل فى نطاق المشروع العملاق للتوسع الزراعى الدلتا الجديدة.. ومصر أيضا لديها الكثير من المبادرات التنموية والمشروعات العملاقة.. فدائماً تسمع الأكبر فى العالم أو من الأكبر فى العالم، أو الأكبر والأضخم على مستوى الشرق الأوسط، لذلك فالرئيس السيسى بنى بأروع ما يكون البناء وهو ما جعل تجربة مصر الملهمة فى البناء والتنمية وتحقيق التقدم ذات خصوصية فريدة، وهى تجعل الرئيس السيسى متفرداً أيضا، لم يسبقه أى رئيس جمهورية سابق فى حجم وكم البناء، حيث نجح فى بناء دولة جديدة أضيفت إلى الدولة القديمة بعد تطويرها، لنكون أمام جمهورية جديدة هى المحصلة النهائية لأكبر عملية بناء وتنمية فى التاريخ المصرى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى بإبداع واستشراف للمستقبل.. وبنظرة شاملة ورصد حقيقى وتشخيص دقيق لاحتياجات ومتطلبات بناء دولة حديثة قوية وقادرة.. لكن لابد أن نشير إلى أهم مبادئ الخصوصية والتفرد لأكبر عملية بناء.. كالتالي:

أولاً: إن البناء والتنمية فى عهد الرئيس السيسى كان ومازال شاملاً لكل المجالات والقطاعات، فلا يوجد مجال أو قطاع لم يتضمنه البناء والتطوير والتحديث بما يواكب ما هو موجود فى العالم.

ثانياً: الرئيس السيسى حقق مبدأ مهماً ونبيلاً، هو عدالة البناء والتنمية لتشمل «جغرافياً» كل ربوع البلاد دون تفضيل مدينة أو محافظة على أخري، وبالعكس فإن المحافظات التى عانت التجاهل والإهمال والتهميش خلال العقود الماضية نالت حظاً وفيراً واهتماماً غير مسبوق، وعلى سبيل المثال الصعيد الذى ظل محروماً ومتجاهلاً على مدار عقود، حظى فى عهد الرئيس السيسى باهتمام غير مسبوق ومشروعات عملاقة ووصول التنمية إلى جميع قرى الصعيد المصري.. وكذلك نفس الأمر لسيناء التى شهدت أكبر عملية تنمية فى تاريخها لحمايتها بالقوتين قوة الرجال الشرفاء من أبطال الجيش المصرى العظيم وقوة البناء والتنمية التى أنفقت عليها الدولة المصرية 700 مليار جنيه، وهو ما يجسد أهمية سيناء الاستراتيجية وأولويتها لدى القيادة السياسية وتأمين كل حبة رمل فى أراضيها وتوفير الحياة الكريمة لأهالينا الشرفاء من مواطنى سيناء.

ثالثاً: لم ولن تكون عملية البناء والتنمية أو التجربة المصرية الملهمة فى بناء الدولة الحديثة تمضى عبثاً، ولكن وفق رؤية شاملة ومتكاملة، ارتكزت على البناء بأعلى معايير الجودة والمواصفات القياسية فى العالم، تواكب العصر وأحدث ما وصلت إليه عملية البناء والإنشاءات والقدرات الهندسية فى العالم تصلح ويستفيد منها كل الأجيال فى مختلف العصور، فلم نكن نعرف الطرق بـ ٧ أو ٨ حارات أو تطوير قناة السويس وإنشاء القناة الجديدة وتوسعة وتعميق القطاع الجنوبي، وهو ناتج عن وضوح الرؤية واستشراف المستقبل على يد قائد وطنى شريف لديه إرادة لا تلين لبناء وطنه، وتحقيق آمال وتطلعات شعبه.

رابعاً: أهداف أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ مصر تظل فريدة ومتفردة، سواء هدف بناء القدرة الشاملة والمؤثرة التى تضم جميع المجالات.. وأيضاً فى تحقيق التقدم، ووضع مصر فى المكانة المستحقة فى مصاف الدول المتقدمة.. وأيضا تحقيق آمال وتطلعات المصريين فى حاضر ومستقبل أفضل وتخليصهم من معاناة العقود الماضية.. وبناء الإنسان المصرى بشكل متكامل وشامل، علمياً وصحياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً وتوعوياً، إنسان قادر على مواكبة العصر.. يتمتع بولاء وانتماء فريد، يرتكز على الإدراك والوعى الحقيقى والفهم الصحيح.

سيادة الرئيس.. بنيت، فأبدعت.. وأعطيت كما يجب أن يكون العطاء.. حرصت على الإنسانية وجبر الخواطر فى كل شيء، فحفرت اسمك فى قلوب وعقول ووجدان المصريين.. تحية لقائد مسيرة التميز والتفرد والإبداع.. الذى جعل من مصر مصدراً لإلهام العالم، فتوالت الإشادات والتقدير لجهود مخلصة صنعت الفارق فى هذا الوطن.. فقد كان كل مواطن مصرى قبل 10 سنوات يدعو الله بأن تنجو مصر من براثن المؤامرة الشيطانية، وألا تضيع كما ضاعت بعض الدول.. فنجت وعبرت وبَنَت وتفوقت.. وتقدمت على يد القائد الوطنى الشريف المخلص لوطنه.. الذى يقف التاريخ أمامه إجلالاً واحتراماً من فرط عطائه، وإنجازاته ونجاحاته فى إنقاذ وحماية مصر وبناء حاضرها ومستقبلها.

الاكثر قراءة