الإثنين 25 نوفمبر 2024

أفكار بسيطة لإنجاح القرارات المهمة..

  • 3-8-2017 | 22:39

طباعة

بقلم  – محمد الشافعى

مجموعة من القرارات المهمة أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. فى ختام مؤتمر الشباب.. الذى عقد مؤخرًا بمدينة الإسكندرية، وتقع هذه القرارات تحت عنوان كبير هو «التنمية» .. بكل روافدها الصناعية والعقارية والثقافية والزراعية.. ويمكن أن تتعاظم وتتضاعف عوائد ومردودات هذه القرارات.. من خلال بعض الأفكار البسيطة.. والتى سنحاول التوقف أمام الأكثر أهمية منها فيما يلى:

 

أولًا: المناطق الصناعية فى محافظة البحيرة أو فى غيرها من المحافظات، يجب أن ترتبط بوجود كيانات عمرانية متكاملة.. بحيث يذهب العامل أو الموظف إلى مصنعه.. يجد بيته قريبا أو ملاصقًا لهذا المصنع.. على غرار ما حدث من قبل فى أكثر من مشروع، يأتى فى مقدمتها مشروع مجمع الألمونيوم فى نجح حمادي .. حيث يتواجد المصنع ومعه المدينة السكنية.. وكل الخدمات التعليمية والترفيهية.. ومثل هذه الكيانات الصناعية السكانية ستؤدى حتمًا إلى تنمية حقيقية للاقتصاد.. مع خلخلة للكتلة السكانية فى منطقة الدلتا.. والقاهرة الكبرى بشكل خاص..

ثانيًا : التقسيم الإدارى الجديد للمحافظات.. يجب أن يراعى المدن والقرى (الحبيسة).. التى لا تمتلك (ظهيرًا صحراويًا).. مما أجبر سكانها على التمدد العمرانى على حساب الرقعة الزراعية.. وذلك بعد أن زاد عدد السكان عن القدرة الاستيعابية لهذه القرى والمدن .. ومن هذا المنطلق يجب على التقسيم الإدارى الجديد.. أن يضم «المتخللات» إلى الكردون الجديد.. مع حتمية إيجاد حلول فورية وقابلة للتنفيذ.. لاستيعاب الزيادات السكانية المحتملة خلال السنوات القادمة .. كما يجب أن يتحول هذا الكردون الجديد إلى (سياج) .. يحمى من اضطرتهم الظروف إلى البناء على الأراضى الزراعية .. وتحديدًا فى القرى والمدن الحبيسة .. التى لا تمتلك أى ظهير صحراوى.

ثالثًا : إنشاء الكيانات الثقافية الجديدة فى العاصمة الإدارية ومدينة العلمين وكل المدن المزمع إنشاؤها خلال المرحلة القادمة.. مسألة مهمة وشديدة الحيوية.. لأن تلك الكيانات الثقافية يجب أن تتحول إلى منصات للتنوير وتنمية العقول .. وتهذيب الأرواح.. ولكن هذه الكيانات الكبيرة يجب أن يسبقها أو يتوازى معها التوسع فى إنشاء كيانات ثقافية صغيرة فى القرى والنجوع .. لأسباب كثيرة أهمها مهاجمة الفكر المتطرف والدعوات الظلامية، والتى تجد فى كثير من القرى والنجوع مرتعًا خصبًا.. فتجتذب إليها بعض الشباب.. والذى يتحول إلى وقود للجماعات الإرهابية .. وقد كشفت الأجهزة الأمنية عن العديد والعديد من الشباب الذين شاركوا فى العمليات الإرهابية.. واتضح أنهم ينتمون إلى القرى والنجوع التى تعانى من غياب خطاب ثقافى مستنير.. وأيضا غياب خطاب دينى سمح وواع، ومن المؤكد أن الشاب الذى يذهب إلى مكتبة أو بيت ثقافة.. يقرأ أو يعزف أو يغنى أو يمثل أو يكتب أدبًا .. لن يكون صيدًا سهلًا لدعاة التطرف والإرهاب.. فمن يقرأ للعقاد وطه حسين وشكسبير وفولتير.. إلخ ، إذا ما قرأ كتب سيد قطب.. سيقرؤها بعقل متفتح وعين ناقدة وفكر واع.. فلا يقع بين براثنها، ومن المؤكد أن الشاب الذى يمسك بآلة موسيقية ليعزف عليها أو يقف على مسرح.. لن يمسك فى يدية آلة حادة أو بندقية ليقتل الأبرياء.. ومن المؤكد أن الشاب الذى يرتاد تلك الكيانات الثقافية الصغيرة.. سيعرف معنى الوطن والوطنية.. ولذلك لن يكون خنجرًا فى صدر هذا الوطن .. ولن يخون مبادئ الوطنية المصرية .. ومن هذا المنطلق تصبح الكيانات الثقافية الصغيرة ضرورة حتمية.. خاصة إذا ما إستطعنا نشرها فى القرى والنجوع والمناطق الشعبية الأكثر احتياجًا .. والأكثر تعرضا للهجمات الفكرية من دعاة التطرف والإرهاب.

رابعًا: التوسع العمرانى والعقارى فى ربوع مصر.. يجب أن يتحول إلى رادع قوى .. يعمل على وقف المخالفات الرهيبة فى البناء .. وللأسف الشديد تمثل مدينة الإسكندرية النموذج الأكثر فسادًا .. فالمخالفات فى الإسكندرية بالآلاف .. ولذلك يجب القضاء على كل هذه المخالفات.. وردع المخالفين وتقديهم إلى محاكمات عاجلة.. ولكن ماذا نفعل فى آلاف الأسر التى سكنت بالفعل فى هذه العمارات المخالفة؟ والإجابة ببساطة أن هذه الأسر يجب أن يكون لها الأولوية فى تملك الوحدات السكنية فى التوسعات العمرانية الجديدة.. التى تقع فى محيط سكنهم الحالى .. مع تحملهم بعض الغرامات لأنهم اختاروا السكن فى وحدات يعلمون أنها مخالفة .. وتم إنشاؤها بالفساد والمخالفة للقوانين.

خامسًا : تكليف الرئيس للحكومة بدراسة الشكاوى التى جمعها الشاب الواعد ياسين الزغبى.. والرد الفورى عليها .. فرصة لمطالبة الحكومة بالعمل على ابتكار آلية جديدة.. تمكن أى مواطن فى مصر من حلايب وشلاتين إلى السلوم .. من تقديم شكواه إلى المسئولين..مع حصوله على الرد المناسب الذى يحمل حلًا لهذه الشكوى .. فمن غير المعقول أن يتم توجيه شكاوى١٠٠مليون مصرى إلى شخص واحد هو رئيس الجمهورية .. ولكن الآلية الجديدة التى نطالب بإنشائها .. ستعمل على إرسال الشكوى إلى حيث يوجد الحل .. ونعتقد أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تساعد كثيرًا فى توفير الوقت والجهد.. وبالطبع سوف نحتاج إلى بعض الوقت لضبط إيقاع هذا الأمر .. فمن الطبيعى أن تستقبل هذه الآلية الكثير من الشكاوى البسيطة أو الساذجة .. ولكن رفع معاناة حقيقية عن كاهل مواطن واحد مظلوم .. تستحق أى جهد يبذل فى سبيلها.. ويمكن لبعض الضوابط أن تحد كثيرًا من سذاجة الشكاوى التى ستتقبلها الآلية الجديدة..

وفى النهاية فإن هذه الأفكار التى تبدو بسيطة.. ستعمل على تعظيم ومضاعفة المردود الإيجابى لتلك القرارات المهمة التى صدرت عن مؤتمر الشباب الأخير.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة