كتب الصحفي البريطاني جوستن ماكيري يقول أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى اليوم الثلاثاء والذي حلق فوق أجواء اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادي يعتبر سابقة خطيرة لم تحدث منذ ما يقرب من خمسة أعوام.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التجربة الصاروخية دفعت حكومة اليابان إلى إطلاق تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية إلى الاحتماء في مبان تحت الأرض خشية تعرضهم لإصابات.
ويشير الكاتب أن تلك التجربة تمثل تصعيداً خطيراً في التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية من وقت لآخر، موضحاً أن تلك التجربة أجبرت حكومة اليابان على تفعيل نظام الإنذار "جي أليرت" لسكان منطقة هوكايدو في أقصى شمال البلاد وسكان مقاطعة أوموري في شمال شرق اليابان.
وفي الوقت نفسه، كما يشير الكاتب، وصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا تلك الخطوة من جانب كوريا الشمالية بأنها " تجاوز غير مقبول" بينما أكد وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا أن بلاده تدرس جميع الخيارات بما في ذلك تعزيز قدرات الهجمات المضادة لمواجهة أي عمليات مماثلة محتملة من جانب كوريا الشمالية.
ويشير الكاتب إلى تصريحات رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الذي توعد برد فعل حاسم وعنيف موضحاً أن مدى إطلاق الصاروخ والذي بلغ 4,000 كيلومتراً يشير إلى أن منطقة جوام المطلة على المحيط الهادي أصبحت في مرمى إطلاق النار من جانب كوريا الشمالية.
وفي الوقت نفسه أكد رئيس كوريا الجنوبية أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام تصرفات كوريا الشمالية التي وصفها بانها "استفزازات غير مسئولة" بينما أكد مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية أن ممارسات كوريا الشمالية لن تزيد سيول إلا إصراراً على توطيد التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أهم حلفاء سيول.
ويسلط الكاتب الضوء على تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو خلال مؤتمر صحفي والتي يتهم فيها كوريا الشمالية بتهديد الأمن والسلام ليس في شبه الجزيرة الكورية واليابان فحسب ولكن في العالم بأسره بسبب تجاربها المتكررة للصواريخ الباليستية، مؤكداً أن تلك الممارسات تمثل تحدياً للمجتمع الدولي يجب مواجهته.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلي تقديرات أحد الخبراء بجامعة إيهوا في سيول التي تشير إلى أن تجارب كوريا الشمالية الصاروخية المتكررة قد تكون تمهدياً لمزيد من التجارب الصاروخية بعيدة المدى.