الخميس 16 مايو 2024

«سبوبة» الفرانكو آراب فى الإذاعة

4-8-2017 | 14:13

بقلم – محمد رمضان

لم نكن نتخيل أن تهرع إذاعتنا المصرية الغراء ممثلة فى الشبكة الثقافية خلف إذاعة حفل افتتاح المهرجان الدولى لموسيقى الفرانكو آراب الذى وصفه البعض بأنه «سبوبة»..!

 

الغريب فى الأمر أن المنتج الفنى وليد الحسينى رئيس المهرجان أعلن عن بدء تنظيم هذا المهرجان خلال شهر إبريل الماضى لمدة أسبوع فى مدينة شرم الشيخ إلا أنه تم تأجيله إلى الفترة من ٢١ يوليو إلى ٢٧ يوليو الماضى.. الأغرب من ذلك أن محتوى هذا المهرجان ليس له أدنى علاقة باسمه كمهرجان دولى لموسيقى الفرانكو آراب.. حيث إنه من المعروف أن أغانى الفرانكو آراب لابد أن تجمع ما بين اللغتين الفرنسية والعربية وهى تعتبر أغانى معدودة فى تاريخ الغناء المصرى بل إنها تعد على أصابع اليد الواحدة ومن أشهرها “يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى، فطومة، لوليتا لعبدالعزيز محمود” إلا أن إدارة المهرجان ضربت بمحتواه عرض الحائط حيث قدموا أغانى لا تمت بصلة لأغانى “الفرانكو آراب” حتى أن بعض أعضاء لجنة تحكيم المهرجان أعلنوا اعتراضهم على المشاركة فى هذا المهرجان لأنه لا يعبر عن أغانى “الفرانكو آراب” ولكنهم اضطروا للاستمرار به من أجل الحفاظ على مصلحة الدولة.

بالإضافة إلى أن المهرجان افتقد الصفة الدولية لسببين أولهما لاقتصار المشاركة فيه على الدول العربية التى مثلها به خسمة عشر متسابقا بينما شاركت مصر بنحو اثنى عشر متسابقا وكانت السمة الغالبة على معظم هذه الأصوات أنها دون المستوى مما جعلها تسيىء إلى سمعة الغناء المصرى فكان ينبغى أن تكون هناك لجنة لانتقاء الأصوات المشاركة بالمهرجان مادام قد صنف بأنه مهرجان دولي علماً بأن هناك شيئا آخر جعله يفتقد لهذه الصفة حيث يعد من أبجديات المهرجانات الدولية، اتسامها بثبات مواعيد إقامتها إلا أننا فوجئنا أثناء البث المباشر لحفل افتتاح هذا المهرجان الذى كان من المقرر إذاعته يوم ٢١ يوليو بتأجيله إلى اليوم التالى حيث أعلنت ذلك الإذاعية الكبيرة نهلة البقلى على الهواء مباشرة من داخل استديو إذاعة البرنامج الموسيقى وفي اليوم التالى تأخر بدء افتتاح المهرجان لأكثر من نصف ساعة وهذا يدل على سوء تنظيمه بل إن بعض مستمعى البرنامج الموسيقى كان لديهم شعور بالاستياء من سوء حالة بث حفل الافتتاح لانقطاع الإرسال من شرم الشيخ عدة مرات على الهواء مما دعا مديرة المحطة نهلة البقلى إلى إدخال الموسيقى الخفيفة فى هذه الفترات إنقاذاً للموقف.

وكما يقولون إن المهرجان “بيبان” من افتتاحه فتأتي الرياح بمالا تشتهى السفن حيث لم يستكمل هذا المهرجان مدة إقامته فقد تم ختامه بعد مضى أربعة أيام فقط من افتتاحه مما جعل الإذاعى الكبير شريف عبدالوهاب رئيس الشبكة الثقافية بالإذاعة يمتنع عن إذاعة حفل الختام، حيث شعر بعض العاملين بهذه الشبكة التى اشتهرت بإذاعة الموسيقى الكلاسيكى والأغانى الغربية بأنهم فى ورطة إثر ما حدث فى هذا المهرجان من تجاوزات وهرجلة جعلته أشبه ب «سبوبة» ليس له هدف واضح غير مصلحة منظميه!

بل إنه أثناء البث المباشر لحفل افتتاحه فوجئ المستمعون بإذاعة أغنية “ إفريقيا” لعمرو دياب التى غناها أثناء افتتاح دورة الألعاب الإفريقية عام ١٩٩١ مما أصاب بعض جمهور البرنامج الموسيقى بالضيق والضجر لدرجة أن معد المحطة حسين لاشين تهكم على ما حدث داخل صفحته على “الفيس بوك” بقوله “عشت وسمعت عمرو دياب على إذاعة “البرنامج الموسيقى” حيث يرى أن هذه النوعية من الأغانى لا ترتقى إلى ما تذيعه محطة البرنامج الموسيقى لذا أتمنى من القائمين على الإذاعة المصرية توخى الحذر فى التعامل مع مثل هذه المهرجانات التي لا تتناسب مع مضمون محطاتها الفكرى والثقافى خاصة أن هذا المهرجان قد أعلنت إدارته عن مشاركة بعض المطربين الشعبيين المصريين فى حفلاته مثل المطربة بوسى صاحبة الأسطورة الغنائية “حط إيده ياه «والتى لا تمت أغانيها إلى أغانى “الفرانكو آراب”.. فعيب يا إذاعتنا الغراء الجرى وراء التقاليع الفنية، خاصة أن الموسيقار هانى شنودة رئيس لجنة التحكيم اقترح على رئيس هذا المهرجان تغيير اسمه إلى مهرجان الأغنية العربية لكونه لا يعد مهرجانا دولياً لأنه لم يشهد مشاركة من دول أجنبية ولابتعاد مضمونه الغنائى عن أغانى “الفرانكو آراب” إلا أن رئيس المهرجان أصر على التمسك بعنوان مهرجانه الذى يعتبر اسماً على غير مسمى..!

ولكن يبدو أن إصرار رئيس الشبكة الثقافية هو الآخر على تغطية حفل افتتاح المهرجان وإرساله مذيعتين إلى شرم الشيخ هما منى فريد من البرنامج الأوربى وأسماء سمير من البرنامج الثقافى كان من باب التواجد الوهمى فقط على الساحة دون النظر إلى المحتوى الغنائى لهذا المهرجان..

وفى رأيى يجب محاسبة من تسبب فى إذاعة هذا الأذى السمعى المسمى مجازاً بمهرجان “موسيقى الفرانكو آراب” والذى لا يتناسب مع طبيعة البرنامج الموسيقى مما جعله أشبه بفخ سقطت فيه الشبكة الثقافية فى مقابل حصولها على درع المهرجان.

أطالب وزارة الثقافة بتحرى الدقة عند موافقتها على منح تصريح بإقامة مثل هذه المهرجانات التى قد تسيىء إلى مصر وتهدر فرصها فى السياحة بل إننى أتساءل كيف يتم تنظيم مهرجان للموسيقى أو الغناء ولا يخضع لإشراف نقابة الموسيقيين؟!.

وفى النهاية أتمنى من الهيئة الوطنية للإعلام سرعة التدخل فى منظومة الإعلام المرئى والمسموع لحمايتنا من هذا التلوث المذاع على الهواء والمسمى مجازاً بمهرجانات «السبوبة.».